[Mary Naeem]

افتح بابك وانتظر


بعد ان قاد موسى النبي شعب الله حتى مشارف الارض مات . وكلم الرب يشوع وقال له : " «مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَالآنَ قُمِ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ " ( يشوع 1 : 2 ) وقام يشوع وعبر الى الارض التي اعطاها الله له وللشعب . لم يتوقف يشوع ليبحث عن قبر موسى قائده وسيده .كان موسى قد مات ودفنه الله ولم يعرف احد مكان قبره . لم يبحث يشوع عن موسى الميت بل اتجه نحو الله حي .حين جائت المريمات تبحثن عن المسيح لاقاهن الملاكان وقالا لهن : " لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا ، لكِنَّهُ قَامَ " ( لوقا 24 : 5 ، 6 ) آمن يشوع بقول الله ولم يطلب الميت ، طلب الله الحي . سمع قول الله وآمن بكلامه . قال الله : " الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا " معطيها في صيغة الحاضر . لم يتكلم بصيغة المستقبل . آمن يشوع الآن ، في ذلك الوقت ، آمن في الحاضر . لم يرجو المستقبل ، الله اعطى في الحاضر ولم يكن الشعب قد وصل الارض . حين نأمل ، حين نرجو لا نؤمن بل نتوقع ، ننتظر شيئا ً يحدث مستقبلا ً . لكن " الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." ( عبرانيين 11 : 1 ) .قال الله : " اعْبُرْ ....... إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا " وعبر يشوع الى الارض واعطاها الله له . الايمان الحقيقي هو الثقة بالله . قد نحتاج الى دليل ٍ ، الى علامة ٍ ، الى تأكيد . الدليل والعلامة والتأكيد هو كلمة الله . كان الله يُري ابراهيم نجوم السماء ورمل البحر ويعده أن يعطيه نسلا ً بنفس القدر والكثرة . وآمن ابراهيم ، لم يكن لديه دليل ٌ الا كلام الله ، آمن ولم يرى ، لم يحصي النجوم ولم يحسب الرمل ، لكنه رأى نسله مثل نجوم السماء ورمل البحر، وتمم الله وعده وكان لابراهيم حسب ايمانه و " حُسِبَ لَهُ بِرًّا " ويقول داود النبي : " آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. " ( مزمور 27 : 13 ) لم يرى ، آمن انه سيرى ورأى ما آمن به . اطلب وآمن انك ستنال ما تطلب وانتظر . انتظر مفتوح العينين ، افتح بابك وانتظر وستأتي استجابة طلبتك حتى باب بيتك .