(4) المغزى :
نستطيع أن نرى مما سبق أهمية " خبز الوجوه " في العبادة في خيمة الاجتماع وفي الهيكل فيما بعد، فقد كان " خبز الوجوه " يذكر العابدين ـ على الدوام ـ بأنه " ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان " لأنه كان يرفع في كل يوم سبت . بل لعلنا نرى فيه صورة للطلبة المذكورة في الصلاة التي علمها الرب لتلاميذه : " خبزنا كفافنا أعطنا اليوم ( مت 6: 11).ولأن المائدة لم تكن تخلو مطلقاً من وجود هذا " الخبز" فوقها ، فإننا نستطيع ان نرى صورة لاعتماد الإنسان اعتماداً دائماً وكلياً على الله لسد كل أعوازه الزمنية والروحية ، بل لقد رأينا أنه في أثناء الارتحال كان " الخبز الدائم " يحمل مع المائدة ( عد 4: 7 ).
ونرى في الاثني عشر رغفياً ـ التي تمثل الاثني عشر سبطاً ـ وحدة الشعب أمام اللـه ( انظر 1 مل 18: 31و32 ، حز 37: 16ـ 22).
ويرى البعض في " خبز الوجوه " الموضوع دائماً أمام اللـه رمزاً للرب يسوع المسيح ، كموضوع " شبع اللـه على الدوام " فهو " خبز إلهك " ( لا 21 : 8)، كما أن في شبع جميع المؤمنين ( الكهنة ) ، وهو " خبز اللـه ... الواهب حياة للعالم " ( يو 6: 33).