(2) تأثيره على الأتقياء : "مهما كان الأمر فإن خشية الإنسان تصنع شركا" (أم 29: 25)، فالخوف يحاول ابليس ان يضعه في قلب المؤمن ليجرد المؤمنين من أسلحتهم في حربهم المقدسة، وقد أمر موسى قديماً أن ينادي :" من هو الرجل الخائف والضعيف القلب. ليذهب ويرجع إلى بيته لئلا تذوب قلوب إخوته مثل قلبه (تث 20: 8). وعندما اصطف رجال جدعون لمحاربة المديانيين، نادى فيهم :" من كان خائفاً ومرتعداً فليرجع وينصرف من جبل جلعاد" (قض 7: 3). وقد يصاب الإنسان المؤمن بالخوف والهلع كما بمرض خبيث، فقد قال أيوب:" لأني ارتعاباً ارتعبت فأتاني، والذي فزعت منه جاء علَّي" (أيوب 3: 25) لذلك نرى مؤمنين مع الأسف متسلط عليهم روح الخوف.
كما حصل مع التلاميد عندما تحوَّل الإيمان إلى خوف، فعندما جاء يسوع إلى تلاميذه ليلاً ماشياً فوق البحر الهائج "اضطربوا ... ومن الخوف صرخوا لأنهم ظنوه خيالاً" (مت 14: 26).
الخوف يهدد الحرية المسيحية يهدد حرية المؤمن فيصبح مكبل او مأسور فالله لم يعطنا روح الفشل اي الخوف، فقد ظل يوسف الرامي تلميذاً مختفياً "لسبب الخوف من اليهود" (يو19: 38)، كما رفض والدا الرجل المولود أعمى، الإدلاء بشهادتهما "بسبب الخوف من اليهود" (يو9: 22). وقد اختبأ التلاميذ خلف الأبواب المغلقة "بسبب الخوف من اليهود" (يو20: 19).