+ هل يمكن ان تسكن الشياطين في اماكن مادية كالبيوت؟ ولماذا؟
+ هل الشيطان قوي؟ هل يمكن أن تكون بعض الشياطين اقوي من الملائكة؟
+ ما هو دور الكنيسة ودرجة سلطانها من هذا الصراع؟
+ لماذا لا يستطيع بعض الآباء الكهنة أحيانا إخراج الشياطين أو إبطال أعمالهم؟
+ كيف نحصن نفوسنا ضد عمل إبليس؟
الشياطين قد تسكن فعلا بعض الأماكن المادية كالمنازل والخرائب والمقابر، ولكن هناك أسباب تعطي الشيطان سلطانا ليسكن بعض الإماكن، مثل أن يحدث في تلك الأماكن حوادث قتل أو زنا أو أي من الخطايا الكبيرة التي هي ضد قداسة الله، فيحدث أحيانا أن أحدهم يؤجر أو يشتري مكانا مسكونا بالشياطين بدون أن يعرف فيفاجأ باعمال شيطانية في المكان، هذا كلام حقيقي ويحدث كثيرا، وهو متوافق مع طبيعة الشيطان الشريرة الذي قال عنه الكتاب:
"ذاك كان قتالا للناس من البدء و لم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق "(يو 8 : 44)
" الضارب الشعوب بسخط ضربة بلا فتور المتسلط بغضب على الامم باضطهاد بلا امساك"(إش 14: 6)
والآن قد يتسائل البعض هل الشيطان قوي؟ هل يمكن أن تكون بعض الشياطين اقوي من الملائكة؟
طبيعة الشيطان ليست ضعيفة بالعكس لأنه في الأصل ملاك وسقط، حتى أن الوحي الإلهي يقول له بصيغة تعجب "كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح كيف قطعت إلى الارض يا قاهر الامم"(إش 14: 12) وتتفاوت قوة الشيطان بحسب رتبته في جيش الشياطين، كما يقول معلمنا بولس الرسول " فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات" (اف 6 : 12) ويقول عنه الوحي الإلهي أنه "رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" (اف 2 : 2)
بل يصل الأمر إلى أن الملائكة قد يحتاجون إلى معونة من ملائكة أكبر منهم رتبة للتغلب علي بعض رؤساء الشياطين، ولنا في سفر دانيال قصة مشابهة وقف الشيطان فيها أمام رئيس الملائكة جبرائيل لمدة 21 يوما إلى ان جاء رئيس الملائكة ميخائيل لمعونته، وإليكم النص:
" فقال (الملاك جبرائيل) لي لا تخف يا دانيال لآنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولاذلال نفسك قدام الهك سمع كلامك وأنا أتيت لأجل كلامك... و رئيس مملكة فارس (شيطان) وقف مقابلي واحدا وعشرين يوما وهوذا ميخائيل (رئيس الملائكة) واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي... فالآن أرجع وأحارب رئيس فارس فإذا خرجت هوذا رئيس اليونان (شيطان أيضا) يأتي... ولا أحد يتمسك معي على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم"(دا 10: 12-21)
بالطبع الملائكة تتفوق على الشياطين بالقداسة والقوة الإلهية، فلا يستطيع الشيطان مثلا أن يؤذي ملاكا، بل الملائكة تستطيع أن تؤذي الشياطين بالعذاب، كما نري في الأيقونات أن رئيس الملائكة يمسك بيدة سيف من نار، ولكن إذا كانت رتبة الشيطان كبيرة كرئيس مملكة فارس مثلا فإنه قد يعطل الملائكة مؤقتا كنوع من التشويش على عمل الله ولكن الله تبارك اسمه يرسل المعونه سريعا كما نرى في القصة.
وأيضا يذكر التقليد اليهودي أن الملاك ميخائيل قام بإخفاء جسد موسي النبي حتى لا يعبده الشعب، وكان الشيطان يقاومه محاولا إظهاره للشعب، وقد علق على هذه الحادثة القديس يهوذا في رسالته قائلا "وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر إن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (يه 1 : 9)