[Magdy Monir]

مريض بيت حسدا








جاء يسوع إلى بركة حسدا التي كان يؤمها المرضى للاستشفاء بمياهها.
وإذ جهزت بخمسة أروقة مسقوفة تحولت إلى مستشفى كبير

يقصده المرضى من كل صوب.
أما المسيح فلم يلحظه أحد.
مع أن الشفاء الحقيقي والخلاص به وحده.
واليوم أيضاً، ينظر الناس إلى تطور الطب،
ويضعون رجاءهم على التكنولوجيا.
أما المسيح فأهملوا خلاصه،
وقلَ أن يفكروا فيه.
بين أولئك المرضى الذين غصّت بهم

أروقة بركة بيت حسدا، ك
ان إنسان بائس،

مريض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة.
ولعله لسبب طول مرضه، فقد الرجاء.
وامتلأت نفسه مرارة وحقداً.
كان هناك مرضى كثيرون،

لكن المسيح ثبّت نظره نحو هذا الرجل،
الذي تدل القرائن أن لا معين له.
والمسيح يسر بأن يعين من لا معين له.
الواقع أن يسوع درج على أن يقف بجانب الضعفاء،
ويرفع الذين يراهم مداسين.
ولسعادة هذا الإنسان أن المسيح مال اليه وبادره بهذا السؤال: أتريد أن تبرأ؟،
لكي يعبر عن شفقته واهتمامه بتعاسته،
وينشىء فيه الرجاء،
ويحرك فيه الرغبة لطلب الرحمة.
ويعتقد معظم المفسرين،
أن من مقاصد يسوع أن يجعل شفاء أجساد الناس رمزاً إلى شفاء نفوسهم.
لذلك ابتغى اقتران إرادة الإنسان بإرادة الله للبرء،
معلماً إيانا أن الله لا يريد أن يشفي نفس الخاطي،
ما لم يرد الخاطي نفسه الشفاء.
أما ذلك المنكوب فأجابه بمرارة أنه يريد البرء،
ولكن لا وسيلة له إلى نواله. وكأنه يقول:

يا سيدي إن الرغبة الصالحة لا تعوزني
وإنما يعوزني الصديق الصالح،

الذي يقدم لي يد المساعدة.
إن إغاثة المرضى والضعفاء عمل من أعمال المحبة.

فليكن فيك فكر المسيح من جهة الشفقة

على المرضى والمتروكين والحزانى.
أعط من وقتك لهؤلاء وساعدهم،
فتشارك المسيح بأعمال محبته.
شفى يسوع السقيم البائس بكلمة نطق بها.
لقد أمره أن يقوم ويحمل فراشه ويمشي.
وهذا أمر عجيب يعطى لرجل ظل مقعداً مدة طويلة.
ولكن هذه الكلمة كانت أمراً إلهياً للمرض أن ينصرف. فانصرف.
تطلع المريض إلى يسوع وشعر بمحبته،
ووثق في كلمته،
فسرت قوة الشفاء في أواصله.

فأطاع أمر المسيح، وانتصب وحمل سريره،
ومضى مندهشاً من هذه النتيجة من اللقاء مع خالقه.


احفظ:


" قم وامش "

(يوحنا ٨:٥).


موضوع الصلاة:


لنشكر المسيح لأجل قوته.
ولنطلب أن تجري فينا وفي كل البائسين والمنعزلين.