623 - ما اكثر احسانات الله واعظم اعماله واغزر بركاته لنا . حين نتأمل ونحصي ونعدد نفرح ونبتهج ونتهلل . احيانا ً لا نشعر بها اوقات اليسر والسعادة والبهجة . لكننا قطعا ً نراها واضحة ً وسط العسر والحزن والتجربة . في وسط النهار تحت ضوء الشمس الوهاج المبهر لا تظهر النجوم ولا نرى شعاع القمر الفضي . في وسط الألم نتذكر الراحة وفي وسط التجربة نرى النصرة . في ظلمة الموت تضيء الحياة وفي الحزن تنطلق الفرحة . يرنم داود النبي ويقول : " هَلُمُّوا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ "
"حَوَّلَ الْبَحْرَ إِلَى يَبَسٍ ، وَفِي النَّهْرِ عَبَرُوا بِالرِّجْلِ. هُنَاكَ فَرِحْنَا بِهِ. "
حين امر الله شعبه ان يتقدموا الى البحر ويعبروا خافوا وارتعبوا . رأوا الماء كثيرة ً والبحر عميقا ً . كيف يخوضون كل تلك المياه ؟ كيف يعبرون ذلك البحر ؟ وامتدت اقدامهم في تردد وارجلهم في رعب ولمست بطون اقدامهم الماء البارد فارتجفوا وارتعشوا ، ثم استقرت على الرمل . الرمل الدافئ الصلب الراسخ . وجدوا انفسهم على اليابس ، حملهم قاع البحر . وهربت المياه من تحت اقدامهم ، ارتفعت سورا ً بجوارهم ، ارتفعت المياه سورا ً عن اليمين وعن اليسار يحميهم ويحفظهم . وعبروا ، ساروا في سلام . وسط البحر فرحوا بالرب . وانت وانا نسير وسط البحر ، نعبر النهر ونفرح بالرب . بركات الرب كثيرة ٌ جدا ً ، انظر حولك وانت تراها . احسانات الرب متعددة عددها واحصها تُدرك كثرتها . قد لا تراها في النهار لكنك لا بد تراها في الليل . قد لا تدركها في الضجة ، لكنك لا بد تعرفها في السكون . إن حل بك ظلام وألم َّ بك حزن والتف حولك هم دقق النظر ، أصغ السمع ، ارهف الحواس ، سترى احسانات الرب متراكمة ً حولك ، ستسمع بركات الرب صاخبة ً بجوارك . يشرق نور الله وسط الظلام . تظهر رؤى الله وسط الضباب ، تنزل بركات الله وسط الجفاف . تنزل بركات الله وسط الجفاف . تتحرك يد الله وسط البحر والنهر .