وراء كل هذه الحالات من التجلى الجسدى هناك نقطتان:
أولاً: التجلى فى حالة الرب وكذلك فى حالة تجلى قديسيه يؤكد أهمية الجسد الإنسانى فى اللاهوت المسيحى. وهذا التجلى يؤكد أن تقديس الإنسان لا يستهدف الروح فقط بل هو أمر يشمل أيضًا "فالجسد هو محور الخلاص" على حد تعبير العلامة ترتليانوس.
يقول الأسقف وستكوت: [ تجلي المسيح وتجلي قديسيه يبرهن لنا عن مقياس إمكانيات الإنسان ويُظهر لنا الجسد الإنساني كما خلقه الله في البدء، وما هو (أى الجسد) مؤهل أن يصير إليه بنعمته وبإرادتنا. التجلي يكشف روحانية طبيعتنا المادية الخاطئة، يكشف لنا رؤية الجسد الإنساني في حالته النهائية عندما يصبح روحيًا. التجلي يكشف بصورة حيّة تمامًا أن الروحي لا يساوي "الغير مادي". ليست النفس فقط بل الجسد أيضًا مؤهل أن يتشح بوشاح الروح القدس].
إن تجلي جسد المسيح على الجبل يكشف جمال "الصورة الإلهية" ويظهر لنا ما هى الحالة التي كانت طبيعتنا الإنسانية عليها قبل أن تتلوث بخطيئة آدم، ويوضح لنا ما تستطيعه طبيعتنا البشرية وما يجب أن تصيره.
ثانيًا: التجلي في الحالتين، في تجلي المسيح وتجلي قديسيه هو حدث أخروى، أنه تذوق مسبّق للظهور الثاني وعربون له. وتمجيد أجساد القديسين يرمز بطريقة حية إلى منزلة المسيحي، ويشير كيف أن المسيحي في "العالم" ولكنه "ليس من العالم"، وأنه قائم في الحدود الفاصلة بين الدهر الحاضر والدهر الآتي ويعيش في الدهرين معًا. الأزمنة الأخيرة ليست حدثًا مستقبلاً فقط، إنها قد ابتدأت فعلاً.