1- بالنسبة لإله العهد القديم
فهو لا يختلف عن إله العهد الجديد. كل ما فى الأمر أنها مراحل تمر بها البشرية، من الطفولة إلى النضج. ومعروف أن الطفل حسى أكثر منه عقلانى. لذلك استخدم الرب الحسيات كالحروب والأوبئة والمكافآت الأرضية، وهى الأمور التى تناسب إنسان العهد القديم البدائى. وقديماً قال حكماء الفراعنة: "إن أذنى الطفل فى ظهره". ولكن حينما نضجت البشرية، مجتازة فترة الطفولة الروحية، جاء العهد الجديد مقدماً عقوبات ومكافآت روحية معنوية أكثر منها مادية وحسية.
ومع ذلك، فإله العهد القديم عادل ورحيم، وإله العهد الجديد رحيم وعادل. وإذا درسنا العهدين سنجد مئات الأدلة على محبة ورحمة إله العهد القديم (نينوى - آخاب - وعود الفداء.. إلخ)، وأدلة أخرى على عدل إله العهد الجديد: "مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحــى" (عب 31:10)، "أم تستهين بغنــى لطفه، وإمهاله، وطول أناته، غير عالم أن لطف الله يقتادك إلى التوبة، ولكنــك مــن أجل قساوتك، وقلبك غير التائب، تذخــر لنفســك غضبــاً فــى يــوم الغضب، وإستعلان دينونة الله العادلة" (رو 4:2،5).
أما التعامل الخاص مع الشعب اليهودى، فكان بسبب التعليم العام، "فكل ما كتب.. كتب لأجل تعليمنا" (رو 4:15)، وبسبب الفداء، إذ لابد من إختيار فتاة للتجسد منها، وهذه لابد أن تأتى من شعب ما، أراد الرب أن يجهزه بالشريعة والأنبياء، ويطهره بالحروب والعقوبات والإرشادات، من عبادة الأصنام، ليكون شعب العذراء "لأن الخلاص هو من اليهود" (يو 22:4).
وواضح أن الرب أعطى بنى إسرائيل بركة ميلاد السيد المسيح من نسلهم، ولكن هذا لا يعنى "الخلاص التلقائى" أى بمجرد أنهم يهود، بل بالعكس إذا لم يؤمنوا بالسيد المسيح فلا خلاص لهم.
وها هم قد رفضوه وصلبوه، ومازالوا فى إنتظار مسيا وهمى!! كذلك فالأمم الذين لم يولد الرب بالجسد من داخل شعوبهم، باب الخلاص مفتوح أمامهم، بالإيمان بالمسيح، وليسوا محرومين من بركات الفداء، بل ها هم يدخلون إلى ميراث الملكوت قبل اليهود!!أما موضوع الموت الجماعى لمئات أو ألوف، فهذا موضوع بسيط، حيث أن الله أراد أن يعطى دروساً وصدمات تدعو الناس إلى التوبة، لهذا جعل أعداداً كبيرة تمـوت فـى يوم واحد وكان من الممكن أن يموتوا - قطعاً - ولكن على مدى زمنى. فما المشكلة؟! بدل أن يموتوا خلال 5 سنوات ما توافى ساعة واحدة، ليقدم الله درساً للبشرية للتوبة.