النبوءة عمل الله :
وإذا كان قد قيل عن السيد المسيح أنه نبي ذلك لأن النبؤه عمل الله أولا فهو الذي يستطيع أن يكتشف المجهول وأن يكشفه، أما الأنبياء فالله يعلن لهم بحسب مسرته وإرادته صورة المستقبل في الحاضر فيرونها وكأنها حادثة أمامهم، ثم يعلنوها لبقية الشعب. فالله وحده الذي ليس ماضي ومستقبل ولأنه يحيا في حاضر مستمر
وهذا ما أشار إليه القديس بطرس الرسول في خطابه الشهير عندما قال: "أما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا..وجميع الأنبياء أيضًا من صموئيل فمات بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام" (أع3: 18، 24).
واضح من النص السابق انه يستخدم كلمة النبوءة بالنسبة لله، كما يستعملها أيضًا بالنسبة للبشر. هل بهذا لا نقول عن الله أنه قد تنبأ أو أنه أنبأ؟ إذن فالنبوة من اختصاص الله وحده، فا لأنبياء من حقهم أن يقولوا له "يا رب أليس باسمك تنبأنا" (مت7: 22، مر11: 21)، فالكلمة النبوية لا تصدر إلا من قبل الله (2بط1: 19)، (7: 22،مر11: 21)، فالكلمة النبوية لا تصدر إلا من قبل الله (2بط1: 13)، "والكتب النبوية لا تأتي إلا من روح الله الناطق في الأنبياء" (رو16 :26).
لقد أصر الكتاب المقدس في العديد من آياته أن يسمى يسوع نبيًا لُيختم على أقوال النبوات السابقة له والمعاصرة (رؤ22: 7-8)، فلا نبيًا بعده، فالناموس والأنبياء إلي يوحنا تنبأوا (مت11: 13)، وفي مثل الكرم والكرامين "أرسل عبيدًا وأخيرًا قال أرسل ابني" فلوا أن هناك مجالًا لأنبياء بعد مجيء المسيح الابن، ما كان الابن قد جاء، ولتمهل حتى يكتمل عدد الأنبياء (1تس2: 15، 1بط1: 10، رؤ16: 6).
فنحن بملء الثقة نقول أن المسيح إنسان وانه نبي، لكن ليس المسيح مجرد إنسان وليس المسيح مجرد نبي.
- والسيد المسيح له المجد دعيً مرسلًا من قبل الآب فظنه البعض رسولًا كباقي الرسل، الذين ارسلوا إلى العالم لكن السيد المسيح أرسل تلاميذه وأرسل أيضًا روح الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق. لكن هل نستطيع أن نعتبر إرساله للتلاميذ كإرساله للروح القدس؟
قال السيد المسيح لتلاميذه: "ومتى جاء المعزي الذي أرسله إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الله ينبثق، فهو يشهد لي (يو15: 26)، وقال لهم أيضًا" لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. لكن إن ذهبت أرسله إليكم" (يو 16: 7).
والسيد المسيح ينفخ روح الله، كما ورد في إنجيل يوحنا: "ولما قال هذا نفخ وقال: اقبلوا الروح القدس" (يو20: 22).
" وسنعود للحديث في هذا الموضوع في الباب الثاني عشر من هذا البحث"
والذي يطالع الإنجيل يجد أن هذا الأمر من اختصاص الله نفسه، فهو الذي يرسل روحه إلى العالم كقول المزمور: "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز104: 30). أو يسكب روحه ، كقول يوئيل النبي: "أنا الرب إلهك وليس غيري..ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلامًا، ويرى شبابكم رؤى" (يؤ2: 27- 29).