عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 12 - 2012, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,351

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ثلاثيات في قضية التجسد

عمود السحاب والنار:
قال الكتاب المقدس: "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلًا في عمود نار ليضئ لهم، كي يمشوا نهارًا وليلًا. ولم يبرح عمود السحاب نهارًا، وعمود النار ليلًا من أمام الشعب". (خر13: 21، 14: 24، تث1: 33، عد9: 16).
لاحظ هنا قوله: كان الرب يسير أمامهم في عمود سحاب...
عن هذا الأمر تكلم المزمور قائلًا:"وهداهم بالسحاب نهارًا والليل كله بنور نار" (مز78: 14)، راجع أيضًا (مز105: 39).
جاء في سفر الخروج قوله: "وأنتقل عمود السحاب من أمامهم، ووقف وراءهم، فدخل بين عسكر المصريين وعسكر إسرائيل، وصار السحاب والظلام، وأضاء الليل، فلم يقترب هذا إلى ذلك كل الليل" (خر14: 19-20).
جاء في سفر العدد أيضًا قوله: "ويوم إقامة المسكن، غطت السحابة المسكن خيمة الشهادة، وفي المساء كان المسكن كمنظر نار إلى الصباح، هكذا كان دائمًا. السحاب تغطيه، ومنظر النار ليلًا، ومتى ارتفعت السحابة عن الخيمة، كان بعد ذلك بنو إسرائيل يرتحلون، وفي المكان حيث حلت السحابة، هناك كان بنوا إسرائيل ينزلون" (عد156-18).
كان هذا العمود رمزًا من الرموز التي ترمز وتشير إلى تجسد السيد المسيح ولاهوته وذلك من خلال الحقائق التالية:
*كان هذا العمود عمودًا واحدًا، غلا أنه كان عمود نار وعمود سحاب في وقت واحد، فهو عمود واحد مم طبيعتين في طبيعة واحدة كل من الطبيعتين تختلف مع الأخرى، وما هذا الأمر إلا لأن يكون إشارة للسيد المسيح له المجد الذي له طبيعة واحدة فيها صفات وخصائص الطبيعتين، أو كقول القديس كيرلس الكبير طبيعة واحدة من طبيعتين. فطبيعة النار في العمود تشير إلى اللاهوت الذي هو نار آكله (تث4: 24، عب12: 19). وطبيعة السحاب تشير إلى طبيعته الناسوتية، حيث أن السحب تتكون من بخار الماء المتصاعد، والقديس يعقوب الرسول يشبه حياة الإنسان جسديًا بالبخار الذي يظهر قليلًا ثم يضمحل" (يع4: 14).
*كان هذا العمود منيرًا والسيد المسيح هو نور العالم من يتبعه فلا يمشي في الظلمة" (يو8: 12).
*الليل والنهار يشيران إلى حياة الإنسان في هذا الدهر وفي الدهر الأتي، فالنهار يشير إلى حياة الإنسان في الزمن الحاضر، أما الليل فيشير إلى حياة الإنسان في الدهر الأتي. ففي الدهر الحاضر يكون المسيح له المجد بمثابة عمود سحاب يظلل على الكنيسة فيحميها من كل ضربة شمس (نش1: 5، 6)، ولكنه يتحول في الدهر الأتي إلى عمود نار إذ سيجازي المسكونة بالعدل. فإن كان يتعامل مع الناس في هذا الدهر بالرحمة، إلا أن الناس سوف يتقابلون معه في الدهر الأتي في كامل عدالته، فهو كما أنه حمل الله في مجيئه الأول، سنراه أسدًا في مجيئه الثاني.
*حيثما ترتفع السحابة ترتحل الخيمة فوجود المسيح في الكنيسة يعطي للكنيسة أن تكون لها التبعية الكاملة له، فهي مرتبطة به وبوجوده فيها "أنا إن ارتفعت جذبت إلى الجميع" (يو6: 44، 12: 32، مز22: 9، نش1: 4).
*هذا العمود يُرينا صورة متطابقة جميلة عن الصليب، فالسحاب المظلل يأخذ الشكل الأفقي للصليب، وعمودية عمود النار تأخذ الجانب الرأسي له. وبهذا تكتمل صورة الصليب كخشبتين متعارضتين تعارض كل منهما الأخرى، وتتعارض كل منهما مع الأخرى.
*جمع هذا العمود بين متناقضتين في مكان واحد أو بين ضدين في وقت واحد: فالماء يطفئ النار، والنار تبخر المياه، وكل منهما يستطيع أن ينتصر ويتغلب على الأخر. قل لي كيف تجمعت الأضداد؟ وكيف تزامن تزامل الشيء مع نقيضه في أن واحد؟
هذه الألغاز لا يحلها إلا العدل والرحمة اللذين وجدا لأنفسهمًا مقرًا لقدميها في شخص واحد، فهو العدل الذي يأخذ مجراه، وهو الرحمة التي تطفئ لظى العدل. هو الديان الذي يحاسب ويجازي ويعطي كل واحد حسب أعماله، وهو الفادي الذي ينقذنا من دينونة الله المهوبة المخوفة، فرحمة الله عادله، وعدل الله رحيم، فهو رحيم في عدله، عادل في رحمته
ولذلك عندما وضع توما إصبعه في يدي المسيح وكفه في جنبه ما الذي دعاه أن يصرخ مرددًا" ربي وإلهي"؟ هنا يتدخل الآباء في التفسير يقولون: إن يدي توما كادتا أن تحترقا من النار الآكلة، ولذا أحس أنه تجاسر ودنا إلى من تدخن الجبال من حضرته، وتحترق الأرض من حوله" (يو20: 24-24).
ولذا في وصف سفر الرؤيا للمسيح في لاهوته قال عنه: "أما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نار" (رؤ1: 14، 2: 18)، وقال عما يحيط بعرشه من هيبة وجلال وبريق ولمعان: "ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله (رؤ1: 8، 18، 4: 5،5: 13، 14، 10: 6، 11: 15، 15: 7).
  رد مع اقتباس