3 - ثلاثة أسئلة:
أ- هل يمكن للإنسان أن يتأله؟
لقد تبجح البعض ظانين في أنفسهم أنه يتسنى لهم أن يصيروا ألهه، ولكن فشلوا.
- فهيرودس الملك لبس في يوم معين الحلة الملوكية، وجلس على كرسي الملك، وجعل يخاطب الصوريين والصيدونيين وبقية الممالك، وبنوع من التملق رفع الشعب أصواتهم إذ سمعوا صوت الملك يحدثهم وهم يقولون:" هذا صوت إله، لا صوت إنسان ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله فصار يأكله الدود ومات" (أع 12 : 20-22).
لم يدع هيرودس الملك الألوهية، ولكنه قبلها ورضي بها ووافق عليها. لذلك قال الكتاب المقدس: "لأنه لم يعط المجد لله" (أع 20 : 23، 24).
إن الطريقة التي مات بها هيرودس "صار يأكله الدود ومات". ترينا كيف أن الله قد حارب هذا الإله الجديد ليس بالموت أو القتل توًا، إنما بالدود الذي جاء الموت بعده، وهذا مخالف للطبيعة. فالناس يموتون ثم يتركون للدود يأكل فيهم، حتى تنتهي أجسادهم (أي 7 : 5، 17 :11-15، 21: 22-26، 24: 20، 25: 4-6).
أما هذا الملك المتأله فأكله الدود غير عابئ بإلوهيته ولا بملكه (أش 14: 11، 66: 24، مر9: 44-48). ورأى الدود بعيني رأسه الذي بعد أن انتهى من مهمته لفظ الملك روحه، فأظهر الله أمام الشعب الذي تملقه أن هذا الإله الجديد لا يقوي على دودة صغيرة.
ولم يقل الكتاب ضربه الله فمات، إنما قال: "ضربه ملاك الرب" فغن كانت ضربة خادم من خدام الله صنعت معه هكذا، فكم سيكون له حين سيتواجه مع الله نفسه؟! حقًا "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب10: 31).
-وفي سفر القضاة يتكلم كاتب السفر عن اثنين من قضاة بني إسرائيل الخمسة عشر ويدعوهما بلقب مخلص، هما عثنئيل ابن قناز، وأهود إبن جيرا، ذلك لأن هذين القاضيين خلصا شعب إسرائيل من عبادة البشر. فقد عبد الناس الملك كوشان رشعتايم ملك آرام النهرين مدة تقترب من الثماني سنوات (قض3: 8-10، حب3: 7)، وعبدوا أيضًا الملك عجلون ملك مؤاب ثمانية عشر سنة، "لذا خلصهم الرب بيد اهود بن جيرا أحد قضاة بني إسرائيل" (قض3: 12-15).
وسنحاريب ملك آشور يتجاسر بأن يرسل إلى حزقيا ملك إسرائيل ويقول له: "ما الاتكال الذي اتكلت؟...على من اتكلت حتى تعصي علي..إذا قلتم لي على الرب إلهنا اتكلنا أفليس هو الذي أزال حزقيا مرتفعاته ومذابحه. لا يخدعكم حزقيا لأنه لا يقدر أن ينقذكم من يدي ولا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلًا إنما ينقذنا الرب.. ولا تسمعوا لحزقيا لأنه لا يغركم قائلًا الرب ينقذنا، هل أنقذ آلهة الأمم كل واحد أرضه من يدي حتى ينقذ الرب أورشليم من يدي؟ فسكت الشعب ولم يجيبوه بكلمة" (2مل18: 22، 29: 32-36).
كان هذا الكلام تعديًا على قدرة الله. وأحسس ملك آشور أنه يقوى على إله إسرائيل نفسه، ولو دخل الرب إلى ساحة القتال مع سنحاريب، لعرض نفسه لحرب خاسرة من ملك آشور. فماذا كانت النتيجة إذن؟
أخذ حزقيا ملك إسرائيل هذه الرسائل القاسية وطرحها فوق المذبح أمام الرب (2مل19: 14-15) وصلى صلاة جميلة كأنه يقول للرب فيها أن هذا الكلام ليس موجهًا لي أو ضدي أنا، إنما هو يخصك أنت يارب (2مل19: 16-17)، يارب مل أنت وأسمع، أفتح عينيك وانظر وأسمع كلام سنحاريب الذي أرسل ليُعًير الله الحي. حقًا يارب إن ملوك آشور قد خربوا الأرض ودفعوا آلهتهم إلى النار، لأنهم ليسوا آلهة بل صنعة أيدي الناس (2مل19: 16-17). "كان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش آشور مائة ألف وخمسة وثمانين ألفًا، ولما بكروا في الصباح وإذ هم جُثث فأنصرف سنحاريب وذهب راجعًا" (2مل19: 35-36).
أيها الإله الذي كنت تظن أن يدك فوق الإله الحي الحقيقي وحده، أين قوتك أمام قوة ملاك من ملائكته؟ هل يستطيع كل جيشك الذي قادك نحو هذه العظمة الكاذبة أن يحقق ما حققه واحد من جند رب الجنود؟ إنك حين احتميت في هيكل نسروخ إلهك لم يحفظك من يدي ولديك أدر ملك وشر آصر الذين قتلاك (2مل19: 37). والله الذي احتمى فيه الإسرائيليون حفظهم منك ومن مائة وخمسة وثمانين آلف جندي قتلهم ليكونا عبرة أمام بقية جنودك.
حقًا كل آلهة الأمم شياطين.
أما الرب فهو الإله.
يا عزيزي أتريد أن تصير إلهًا؟
أن هذا الأمر لا يمتلكه إبليس حتى يتمكن من أن يعطيه لك، وإن كان قد دعي إله هذا الدهر، رئيس هذا العالم، رئيس سلطان الهواء (يو12: 31، 14: 30، 16: 13، 2كو4: 3، أف2: 1).
الله وحده هو الذي يجعل منك سيدًا على مملكة إبليس. مما يجعله ينظر إليك على أنك سيد لهذه الطبيعة وعليه، كما ينظر إليك إتباعه وأولاده وتلاميذه.
عندما أرسل الرب موسى وهارون ليُكلما فرعون قال الله لموسى: "جعلتك إلهًا لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك" (خر7: 1).
* وعندما أنزل الإسرائيليون تابوت عهد الرب إلى ساحة القتال الدائر بينهم والفلسطينيين، صرخ الفلسطينيون عندما رأوا جند الرب أي شعب إسرائيل وتابوت عهد الرب فوق أكتافهم قائلين: "ويلٌ لنا لأنه لم يكن مثل هذا منذ أمس ولا من قبله ويلٌ لنا من ينقذنا من يد هؤلاء الآلهة القادرين، هؤلاء هم الآلهة الذين ضربوا مصر بكل الضربات في البرية"(1صم4: 7-8).
*وعندما حضرت روح صموئيل النبي للتكلم مع شاول الملك في ضيافة عرافة عين دور، قالت العرافة لشاول الملك: "رأيت آلهة يصعدون من الأرض" (1صم 28: 13).
*وعندما رأى شعب لستره أعمال المسيح العظيمة التي فعلها بيدي بولس وبرنابا، صرخوا وقالوا: "أن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا" (أع 14: 11).
*وفي سفر المزامير حديث جميل ذكره المزمور الثاني والثمانين في قوله: "الله قائم في مجمع الله في وسط الآلهة يقضي..أنا قلت أنكم آلهة وبنوا العلي كلكم لكن مثل الناس تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون قُم يا الله ودن الأرض لأنك أنت تملك كل الأمم" (مز82: 1، 7-8).
*واضح من خلال هذا القول المقدس أنه موجه من الله إلى بشر "بنو العلي" ولكن يدعوهم آلهة. "الله قائم في وسط الآلهة..أنا قلت أنك آلهة". إذن يا عزيزي لو أغراك إبليس بوعده أن تكون إلهًا قل له لو كان هذا مُتيسرًا لك لكنت أنت أولى وأحق مني بها لأنك طلبتها وأردتها واشتهيتها" (أش14: 14، مز28: 12-19).
*أنت يا عزيزي على الصورة الآلهية سامك الله الواحد الأعظم ووضع يده عليك، وكتب فيك صورة سلطانه، ووضع فيك موهبة النطق، وأظهر لك تدبير تعطفه، وفتح لك الفردوس لتتنعم، وأعطاك علم معرفته.