محاولة بناء هيكل سليمان
وأراد الإمبراطور يوليان الجاحد أن يظهر أمام الشعب أن ذبائح للآلعة ليست أمراً غريباً ، فاليهود كانوا يقدمون ثيراناً ذبيحة لإههم الذى هو نفس إله المسيحيين وعلم يوليانوس أن يسوع تنبأ بأن لا يبقى من الهيكل في أورشليم حجر على حجر. فلكي يكذب الكتب اهتم لإعادة بناء الهيكل. فارسل لليهود وطلب منهم ضرورة بناء هيكل سليمان القديم مرة أخرى وتقديم الذبائح عليه ، وحينما سمع اليهود ذلك فأسرعوا بكل قوة وغيرة وحماس لتنفيذ أمر الإمبراطور الذى يوافق مشيئتهم ، وانهم لن يتكلفوا شيئاً بالأمر الإمبراطورى تضمن أن : جميع مصاريف إعادة بناء الهيكل ستكون على حساب الخزينة العامة للدولة ، فأرسل إلى أورشليم أحد أمنائه اليبيوس ليشرف على العمل. وتقاطر اليهود واجتمع عدد كبير منهم في مكان الهيكل. فجرفوا المكان وحفروا الأرض كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً. وهكذا أستطاع اليهود بمعونة الدولة فى تجهيز كل أدوات البناء والحجار والأخشاب وغيرها . ولما انتهوا من هدم الأساسات القديمة وأوشكوا أن يضعوا الأساسات الجديدة حدثت زلزلة هدمت الأبنية المجاورة وما كان قد بقى من الأسوار العالية سواء للمدينة أو للهيكل ، وقتلت بعض الفعلة وملأت الحفر تراباً ، وإرتعب اليهود حول الركام المتهدم وإذا بنار تخرج وتحرق كل الأدوات والأخشاب التى أعدت للبناء وظلت النيران مشتعلة فيها يوماً كاملاً .
واشاع اليهود أن ما حدث نتيجة لوجود مقابر للمسيحيين بجوار مقابر الهيكل ملاصقة لجدرانه ، فأشاروا على مندوبى الإمبراطور بإزالة المقابر وحرق الجثث ، ولعلم المسيحيين بأهمية تراث الاباء تحايلوا على أمر حرق الجثث وأعطوا لرجال افمبراطور أموالاً وحملوا اجساد القديسين وكان منها ، إليشع النبى ويوحنا المعمدان ، وكانا فى قبر واحد وحملوها للأسكندرية وقموها لأثناسيوس (5) وليس صحيحاً بالمرة ما يدعيه البعض أن الأجساد لحقتها آثار الحريق .
وكان الإمبراطور قد صك نقوداً تحمل صورة ثور بقر ( عجل أبيس رمز الإله الذى نادى بعبادته الإمبراطور ، فأخذوا يتشائمون ويصرخون على هذا الرسم وقالوا أن الثيران سوف تختفى من العالم ، لأن الجيش لم يبقى على ثور واحد ، بالإضافة إلى الذبائح الكثيرة التى قدمها الإمبراطور على مذبح الإله ابيس .