متى تم هذا التحريف؟
الاحتمالات الموجودة أربعة لا خامس لهم.
إما قبل السيد المسيح أو بعده أو قبل الإسلام أو بعده.
- فإذا كان قبل المسيح قلنا: لا يمكن للأسباب الآتية:
1- اقتبس السيد المسيح منها حين جُرب في البرية وكانت إجاباته كلها من التوراة مبتدأً بالقول "مكتوب". فهل يمكن أن يقتبس من كتاب محرف؟!
2- قال السيد المسيح يو 5: 39 لليهود "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية هي التي تشهد لي"؟!! فكيف يحيل اليهود ليفتشوا في كتاب محرف.
3- قال لليهود (يو 5: 46) موسى كتب عني ذاكراً التوراة فهل يمكن أن يذكر كتاباً محرفاً؟
وإذا كان التحريف بعد المسيح أي في عصر التلاميذ، قلنا أيضاً لا يمكن:
لأن التلاميذ اقتبسوا من التوراة في سرد قصة حياة السيد المسيح مستشهدين بنبوات الكتاب "كما قيل بالنبي القائل، كما قال النبي.." فكيف يستشهدون بكتاب محرف؟!!
هل يمكن قبل الإسلام؟ نقول: لا يمكن، لأن القرآن ذكر التوراة والإنجيل بخير الكلام وأحلى الصفات مُذكراً أهل الإنجيل بإقامة أحكامه، واصفاً من لم يقم بها "بالفاسقين" (مائدة 5: 47) كما أنه ينصح المؤمنين به بسؤال أهل الكتاب في حالة الشك فيما أنزل إليه (يونس 10: 94) والمؤمنين بسؤال أهل الذكر، إذا كانوا لا يعلمون (النحل 16: 43). ولم يذكر لنا شيئاً عن الكتاب المحرف ولا وصية بالبُعد والحذر منه وتنبيه المؤمنين من أهله حتى لا يختلط الأمر عليهم.