أن النبوة مذكورة في تثنية 33 : 2
"جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم". فقيل إن قوله "جاء الرب من سيناء" يشير إلى تنزيل الشريعة على موسى، وقوله "وأشرق لهم من سعير" يشير إلى تنزيل الإنجيل على المسيح. أما قوله "وتلألأ من جبل فاران" فيشير إلى تنزيل القرآن على محمد، لأن جبل فاران قريب من مكة؟!!
أن كاتب سفر التثنية هو موسى ولا يدل كلامه هنا على الإشارة إلى الإنجيل أو القرآن بل أراد أن يذكّر بني إسرائيل كيف أضاء مجد الله إلى مسافات بعيدة عندما كانوا ضاربين خيامهم عند جبل سيناء. والذي يفتش عن خريطة سيناء الجغرافية يجد أن جبل سيناء وسعير وفاران ثلاثة جبال واقعة كلها في شبه جزيرة سيناء وعلى بعد مئات الأميال من مكة. (راجع تكوين 14: 6 وعدد 10: 12 و12: 16 و3: 13 وتثنية 1: 1.
4- ان كلمة الباراقليط المترجمة المعزي هي في الأصل
وأصل ترجمتها "المحمود". وأنتم قمتم بتحريفها لتكون الروح المعزي بدلاً من اسم نبينا. وللرد على هذه المزاعم نقرأ كلمات المسيح في بشارة يوحنا أصحاحات 14-16 عن صفات الروح القدس، الروح المعزي. فإذا كانت تنطبق على البريقليط الذي هو الروح المحمود كان الادعاء صحيحاً، وإن لم يكن كذلك فالقول بالتحريف باطل. قال المسيح:
[14: 16 يمكث معكم إلى الأبد
[14: 17 لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه14 : 25 سيرسله الآب باسمي (إذاً هو رسول المسيح) [15: 25 يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم.
فهو يشهد لي.
[16: 8-11) يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً، وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين.
فهل يمكن أن تنطبق كل هذه الصفات على الرسول؟!!!
يمكث معنا إلى الأبد؟!!! لا يراه العالم ولا يعرفه؟ "رسول المسيح" فيكون المسيح هو الله (حسب قولهم إن محمداً رسول الله!). يعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله السيد المسيح "أحبوا أعداءكم.. وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان.. أنا والأب واحد.. من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم.. من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني.. أنا هو الطريق والحق والحياة.. ليس بأحد غيره الخلاص (غير المسيح).. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد.. إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.!!!!
5- وجود أربعة أناجيل وعدم وجود إنجيل المسيح هو أكبر دليل على تحريفكم الكتاب الواحد.
وللرد نقول إن كلمة إنجيل في الأصل اليوناني معناها "خبر سار" أو "بشارة مفرحة". وهذا الخبر السار أو تلك البشارة المفرحة رواها أربعة أشخاص مسوقين بالروح القدس (1 بطرس 1: 21). كل واحد منهم كتب من زاوية حسب المكتوب إليهم ومفهومهم وخلفيتهم الدينية والاجتماعية. مثلما يُحكى لك عن حادث موت عشرة أشخاص صباح اليوم ويأتي آخر فيقول شاهدت سيارة ميكروباص تشتعل فيها النيران فتأتي عليها. ثم يحكي ثالث عن حادث مروع حدث بين سيارتين صباح اليوم، ويأتي رابع ويحكي عن رعونة سائق ميكروباص أدت إلى وفاة كثيرين. كل واحد يحكي قصة مختلفة، لكنها واحدة، فهناك سائق أرعن، يقود سيارة ميكروباص، نتج عن سوء سلوكه تصادم مع سيارة أخرى ملاكي، واشتعلت النار بهما، ومات عشرة أشخاص من الركاب. أما بخصوص إنجيل المسيح، فالمسيح لم يأت بكتاب منزل، بل جاءنا ببشارة مفرحة، والبشارة هنا هي شخص المسيح نفسه "المخلِّص" الذي جاء ليفدي البشر، كما قال عنه الملاك ليوسف في متى 1: 21 "ستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" وكما قال البشير يوحنا في بشارته 3: 16-18 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يُدان والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد."
* لقد تحرف كتابكم والدليل حذف أسفار بكاملها من كتابكم الأصلي، مثل: يشوع بن سيراخ، ويهوديت، وأستير، وطوبيا، ونشيد الفتيان الثلاثة، وسوسنة، وبال والتنين.
وللرد نقول إن هناك خطأ في العنوان (حذف أسفار بكاملها) وهو ما يقوله العامة عن هذه الكتب (الكتب المحذوفة). إلا أنها ليست كذلك، بل هي كتب مضافة اكتشفها القديس جيروم في القرن الرابع الميلادي وسماها (الأبوكريفا) ومعناها الكتب المخبأة. وهي من أصل يهودي، واعتبروها كتب قراءة، ورفضوا نسبتها إلى الكتب المقدسة للأسباب الآتية:
1- لغتها ليست العبرية التي هي لغة أنبياء إسرائيل لكنها مكتوبة باليونانية.
2- لم تظهر إلا بعد انقطاع النبوة، وآخر الأنبياء ملاخي.
3- ورد في كتاب الحكمة أنه من كتابة سليمان، ولكن الكاتب استشهد ببعض أقوال إشعياء وإرميا مع أنهما كانا بعد سليمان بمدة طويلة، وقال أيضاً إن اليهود كانوا أذلاء بينما كانوا في أيام سليمان في غاية العز والمجد.
4- لم يذكر أي كتاب منها أنه وحي، ولا توجد فيها أية نبوة، بل اعتذر كاتب حكمة سيراخ عن السهو والخطأ، كما قال كاتب المكابيين الثاني (15: 36 - 40 ) "فإن كنت أحسنت التأليف أصبت الغرض، فذلك ما كنت أتمنى. وإن كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلت وسعي. ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر، إنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقبها لذة وطرباً، كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف.
5- لم يعتبرها اليهود منزلة ولم يستشهد بها السيد المسيح أو تلاميذه ولا الآباء الأولين ولا المؤرخين أمثال فيلو ويوسيفوس .
6 - منافية لروح الوحي، فحكمة ابن سيراح يذكر تناسخ الأرواح، والتبرير بالأعمال، وجواز الانتحار وجواز الكذب (يهوديت 9: 10، 13). ونجد الصلاة من أجل الموتى في 2مكابيين 12: 45-46) وهذا يناقض لوقا 16: 25-26 وعب 9: 27).
7- قال الأب متى المسكين في كتابه (الحكم الألفي طبعة 1997 ص 3): كتب الأبوكريفا العبرية المزيفة، التي جمعها وألفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين في المعرفة ولكن لم يكونوا "مسوقين بالروح القدس" (2بطرس 1: 21 ) مثل كتب: رؤية عزرا الثاني، وأخنوخ، ورؤية باروخ وموسى وغيرها. ثم قال في هامش الصفحة نفسها (تسمى هذه الكتب بالأبوكريفا المزيفة، وهي من وضع القرن الثاني قبل الميلاد وفيها تعاليم صحيحة وتعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة مختلطة بعضها ببعض. ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق للدراسة).
8- أسفار التوراة صارت قانونية أيام عزرا ونحميا سنة 435 ق م وهي ذات الأسفار الموجودة بين أيدينا اليوم (39 سفراً في العهد القديم).
9- مجمع جامنيا سنة 90 ميلادية يقرر قانونية الأسفار من تكوين إلى ملاخي وهي مثل التي بين أيدينا اليوم.
10-القديس جيروم (ق 4 م) فصل بين الأسفار القانونية وبين أسفار الأبوكريفا واحتسبها صالحة لتعليم الأخلاق، لكنها لا تصلح لتكوين عقيدة.