من يحرف الكتاب؟ اليهود أم المسيحيون أم هما معاً؟!!!
¨ إن قيل إن اليهود حرفوه،
نقول: هذا من رابع المستحيلات لعدة أسباب منها:
1- اليهود يحبون كتابهم ويقدسونه، وقد رأينا طقوس كتابة المخطوطات ونسخها والشروط الصعبة الدقيقة في هذه العملية مع تخصيص فئة متخصصة في الكتابة (هم الكتبة) للقيام بعملية تجديد المخطوطات القديمة كلما استدعى الأمر ذلك.
2- وجود بعض الأخطاء الظاهرية في الأسفار حتى اليوم مثل:
أ. 2 صم 10: 18 أن داود قتل من آرام 700 مركبة بينما يذكر في 1أخ 19: 18 أنه قتل 7000 مركبة
( قد يبدو للوهلة الأولى ان هناك تضارباً في الأقوال، لكن بالرجوع إلى ذلك العصر ندرك أن المركبة الحربية كانت تسع عشرة جنود، وهكذا يكون المقصود في الأولى عدد المركبات؛ أما في الثانية فهو عدد الراكبين. كما أن كلمة مركبة الواردة في 1أخ بمعنى راكب أو جندي للتفرقة بين المحاربين في مركبات والمحاربين الفرسان أو المشاة)
ب. 1مل 7: 26 يقول إن الحوض يسع ألفي بث؛ بينما في 2أخ 4: 5 يقول إنه يأخذ ويسع 3000 بث ( الأولى تعبر عن الكمية وقت الاستعمال لترك مساحة للمياه المزاحة نتيجة حجم المستحم فيها حتى لا تفيض خارجه؛ أما الثانية فتعبر عن السعة الكاملة التي يمكن أن يأخذها الحوض في حالة ملئه إلى حافته).
ج- 1مل 4: 26 يقول إنه كان لسليمان 40,000 مزود خيل؛ بينما يقول 2أخ 9: 25 إنه كان له 4000 مزود.. (المزود به عشرة عيون لعشرة خيول، فيكون المقصود في الأولي عدد الخيول وفي الثانية عدد البلوكات ذات المزاود العشرة).
ولو كان عند اليهودي إمكانية التبديل والتعديل لأصلح هذه التي يُظن أنها أخطاء لكنها في الظاهر فقط.
3- ذكر خطايا للأنبياء في التوراة مثل كذب إبراهيم وقوله لامرأته: " قولي إنك أختي". وزنى داود الرجل الذي وُجد حسب قلب الرب، صاحب المملكة العظيمة الموعود لها بالاستمرار للأبد. فكان بالأولى أن يحذفوها ويغلقوا الباب الذي يأتي منه الريح حتى لا تشوب سيرة أنبيائهم أي شائبة. فوجودها حتى اليوم برهان قوي على عدم زيادتهم أو حذفهم من كتابهم.
4-اليهود والمسيحيون ليسوا على وفاق، ويختلفون في العقيدة والإيمان في عقائد أساسية حول شخصية السيد المسيح والصليب والخلاص.
المسيحيون عندهم نفس توراة اليهود ويؤمنون بها ويعتبرونها مع الإنجيل "كتابهم المقدس" العهد القديم والعهد الجديد. فلو حاول اليهود تغيير أو تبديل أي آية أو كلمة أو حرف لسارع المسيحيون فوراً بالاعتراض وتقديم الدليل، فالكتاب الصحيح أيضاً معهم. فإن كانت عند اليهود إمكانية فِعل ذلك لعملوا ألف حساب قبل كل شئ للمسيحيين وللنسخة طبق الأصل لتوراتهم التي معهم.
5- هناك وصية في تثنية 4: 2 " لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم … " وبكل تأكيد كان بينهم من يحترم ويحفظ كتابه ويطيعه.