كيف يُحرف هذا الكتاب الفريد إذا قورن بكتب كثيرة؟
سأل عالم وهو في مكتبه ابنه أن يعطيه الكتاب، فقال الابن مندهشاً: أي كتاب تريد يا والدي؟ أجابه الوالد: حينما أقول الكتاب بادئاً بألف لام التعريف فإني أقصد الكتاب المقدس، لأنه فريد. إذا وضعت كل الكتب التي أمامك في المكتبة في كفة ميزان والكتاب المقدس في الكفة الأخرى لرجحت كفة الكتاب المقدس، فهو الكتاب الفريد
فريد في ترابطه:
على الرغم من أن عدد الكُتّاب الذين كتبوه أربعون كاتباً، في زمن يناهز 1600 عاماً "كتبه رجال الله القديسون مسوقين بالروح القدس" (1بطرس 2: 21).
كتبوه في أماكن مختلفة : فمنهم من كتب في السجن ( بولس )، ومنهم من كتب في القصر ( دانيال )، ومنهم من كتب في الصحراء ( موسى )، ومنهم من كتب في عيادته ( لوقا ).
كتبوه في حالات نفسية مختلفة : منهم من كتب في أيام الحرب فكانت كلماته كلها تصب جام الغضب على الأعداء والدعاء لله بأن يفنيهم ويكسرهم، مثل داود في مزاميره الشهيرة.
ومنهم من كتب في حالات السلم والرخاء فكانت كلماته رقيقة فيها حكمة وأمثال سليمان الحكيم.
كتب بلغات مختلفة : العبرانية والآرامية واليونانية.
كُتب في قارات مختلفة : أوربا وآسيا وأفريقيا.
وعلى الرغم من ذلك نجده كتاباً مترابطاً من أول سفر فيه إلى آخره على الرغم من وجود مئات المواضيع الجدلية التي تحتمل الأخذ والعطاء. أسوق لك مثالاً ليقرب الفكرة:
في ألعاب الأوليمبياد 1989 والتي اشترك فيها فريق مصر الأول بقيادة المدرب الجوهري، كان الحديث في الجرائد المصرية اليومية عن الفريق وإنجازاته موضوع جدلي واحد اختلف فيه النقاد في جريدة واحدة مثل الأهرام، فقال ناقد رياضي إن الجوهري أدخل الفريق إلى العالمية، وإن ما صنعه الفريق يُعد إعجازاً.. في ذات الوقت وفي ذات الصفحة من نفس الجريدة، كتب ناقد آخر يقول: ما هذا الذي فعله الجوهري؟ هل يمكن لفريق في كأس العالم أن يلعب بطريقة دفاع المنطقة كل الفريق في صندوق المرمى، بالطبع لن يدخل مرماه أي هدف. أن ما قدمه الفريق لا يُحسب له بل عليه.
موضوع جدلي واحد في ذات العصر من كاتبين في جريدة واحدة، لهما نفس المستوى الثقافي، ولكنهما اختلفا في الحكم في موضوع جدلي واحد.