دعونا نطرح هذه الأسئلة ونجاوب عليها تباعاً:
أين؟
تقول إن كتابنا مُحرَّف، فأين الكتاب الصحيح الذي من خلاله استطعت أن تُجزم أنه ليس الصحيح؟
جاوبني أولُهم قائلاً: إن النبي عيسى عليه السلام، ولأنه يعرف الغيب، عرف أنكم أناس لا تستحقون نعمة وجود الكتاب المقدس الصحيح بين أيديكم لأنكم ستغيِّرون ما به من أحكام وأقوال، فأخذه معه حينما رفعه الله إليه، وأعاده إلى مكانه الطبيعي في السماء العليا عند العرش.
ثم قال لي ثانيهم : في العصور الوسطى، عصور الظلام الفكري وسيادة الكنيسة وتسلطها منعت الشعب من الإطلاع على الكتاب المقدس، وقصرت معرفته على الآباء الكهنة فقط لدرجة أنهم جاءوا بالنسخة الأصلية بعد ربطها بسلاسل من حديد وطرحوها في أعماق المحيط حتى لا تكون في متناول أحد. وبذلك اختفت وضاعت. وما بين أيديكم اليوم هو تأليف وتزوير ومحض افتراء. قال ثالثهم : قالوا لنا إن النسخة الأصلية موجودة فقط مع رؤساء الطوائف الثلاث الأرثوذكسية، الكاثوليكية، الإنجيلية، أما عامة الشعب فليس لديها إلا المُحرف.