ما فائدة التعليم بالثالوث؟
قصد الله بإعلانه عن نفسه أن يربي الإنسان في التقوى لكي يعرفوه المعرفة التي تجعلهم يتشبهون به في قداسته وكمال رحمته ومحبته. وهذا نجده واضحاً في جميع الأمم الذين تعبدوا لآلهة متعددة. فالذين كانوا يعبدون آلهة الحرب كانوا يرضونها بكثرة القتل وسفك الدماء. والذين كانوا يعبدون باكوس إله الخمر كانوا يرضونه بالإكثار من شربها وهكذا .
إذا القصد من تعليم الثالوث هو:
1- يرفع شأن اللاهوت ويوضح كمالاته في ذاته منذ الأزل.
2- وسيلة إعلان الله عن نفسه للخليقة: فالآب والابن والروح القدس إله واحد. فالابن يعرف الآب كمال المعرفة لذلك يقدر أن يعلنه بكماله، وكذلك الروح القدس. فبواسطة الأقانيم الثلاثة يقترب اللاهوت تمام الاقتراب إلى المخلوقات المحدودة .
3- وسيلة إتمام عمل الفداء، فالابن الأقنوم الثاني تجسد وظهر في العالم وكفَّر عن خطايا الناس وشفع في المذنبين ورتب كل وسائط التبرير والمصالحة بين الله والناس وتمم الخلاص.
4- يجعل الله مثالاً للحياة البشرية التي يجب أن تكون، وذلك فيما يتعلق بالمعاشرة الحبية والألفة الأهلية وذلك بمعاشرة الأقانيم الثلاثة معاً بالمحبة والألفة والاتحاد، فترى حقيقة الأبوة والبنوة ويتميز جنسنا عن غيره. فلو جردنا اللاهوت من كل شعور المحبة للغير لجعلناه قوة مجردة وسلبناه صفة الألفة الحبية.