الوالى عبد العزيز يبتز البابا القبطى
حدث أن ذهب الوالى عبد العزيز إلى الإسكندرية ( ذكر بعض المؤرخون أن الوالى صاحب هذه الحادثة هو سعيد بن يزيد الأزدى) فى أول سنة من ولايته ليأخذ خراجها ووصل إلى المدينة سراً فلم يشعر به أحداً , فلم يعلم البابا بقدومه ليلقاه بالحفاوه اللائقه بأمير عربى يحكم مصر مزودا بالهدايا الثمينه والعطايا الكثيرة , ولما كان الأروام متولين أمر الخراج فى مصر فعلموا بوصول الأمير وكان لهم السبق فى الإجتماع به فسعى قوم من أشرار الروم ومنهم ثاوفانيس زوج أخت تاودروس ( ذكر بعض المؤرخين أن إسمه ثيودوسيوس ) فأوغلوا صدرالأمير حقدا على البابا وإنتهز هذه الفرصه ووشى بالبطريرك إلى الوالى المسلم وقال له " أنه لم يخرج ليتلقاك لكثره تجبره وكبرياؤه لكثره ماله " فغضب الوالى غضبا شديداً وأمر بإحضار البابا يوحنا إلى الإيوان ( الديوان – مكان جمع الجزية) فلما وقف بين يديه قال الوالى : " ما سبب غلظ رقبتك وعدك قدومك لتفدم ولائك وطاعتك مثل باقى كبار المدينة " فأجاب البابا : " أننى لم أعلم بحضورك ويعلم الرب ألإله أنى لم أفعل هذا لغلظ رقبه ولكن لضعفى ولأنى لا أتمكن من الخروج من المدينة إلى موضع آخر "
ان الأمير قد قرر العقاب سابقا فسلمه إلى قائد مسلم لإحدى الأبراج إسمه سمد ( ذكرت مسز بوتشر أن الشخص الذى تولى تعذيب البابا هو الوالى سعيد بن يزيد وذكرت بعض المراجع أن إسمه سعد راجع كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 161 ) وكان هذا الرجل مشهورا بغلظه القلب والقسوه سيئا فى طباعه تسلم البابا وأخذه إلى بيته ليعذبه حتى يدفع ما قرره الأمير وكان ذلك فى اليوم الأول من أسبوع الفصح ( الالام ) , وكان مع البابا رجلان من أخيار القبط هما أراس القس الأمين والمسؤول على أموال البيعه ( الكنيسه ) وكان رجلا حكيما معروف بالتواضع والوداعه عند أهل المدينه , والآخر هو الشماس كاتبه حيث كان من الأمور المعتاده أن يكون لكل بابا كاتباً 0