ولما كان قد صار من عادة الإسكندرية والكرسي الإسكندري أن يختار البطريرك وهو أسقف الإسكندرية, من بين علماء المدرسة اللاهوتية ومن مديريها وأساتذتها الكبار, فقد صار تبعا لهذا مركز بطريرك الإسكندرية في تلك الخمسة قرون الأولي التي كانت فيها مدرسة الإسكندرية حية, وكانوا يحتكمون إليه كأستاذ لهم, لأنهم تتلمذوا عليه وقت أن كان رئيسا للمدرسة أو أستاذا بها, وهذا هو السبب في أن بطريرك الإسكندرية أصبح يلقب بقاضي المسكونة.
ومارمرقس الرسول هو الذي سلمنا القداس, وفي تاريخ الكنيسة يعرف القداس المرقسي بأنه أسبق جميع القداسات, القداس المرقسي هو الذي نسميه القداس الكيرلسي, هو مرقسي لأن مارمرقس هو الذي سلمه إلينا ويسمي كيرلس لأن كيرلس الأول عمود الإيمان البابا الرابع والعشرون من بطاركة الإسكندرية رئيس مجمع أفسس الأول هو الذي دونه, وكان قبل ذلك يسلم شفاها, وأثناسيوس الرسولي وهو البطريرك العشرين سلمه شفاها إلي أول أسقف رسمه للحبشة الأسقف فرمنتيوس, ويسمي سلامة, فأول مرة في عهد البابا أثناسيوس الرسولي يسلم للحبشة القداس المرقسي.
بعد ذلك أريد أن أقول إن مارمرقس الرسول ترك لنا تراثا من بعده ثمينا وجميلا, ترك لنا هذا التراث الروحاني, وترك لنا هذا التراث العلمي وترك لنا كنيسة مجيدة مقدسة فنحن مدينون لهذا الرجل بالكثير ولذلك كل ما يمكن أن نقدمه وفاء لهذه الذكري, ينبغي أن نحرص علي هذا التراث كشعب وفي. علينا نحوه أن نذكره في القداس وتدشن الكناذس باسمه.
أيها الإخوة والأبناء في الأيام الآتية في السنوات القريبة للمجئ الثاني أن لمصر رسالة, ولكنيسة مصر دور قيادة, قد لا تفهمون معني هذه الكلمات الآن!! ولكنكم ترقبوا ما ستأتي به الأيام فسترون لكنيسة مصر دورا في الشرق الأوسط, ودورا قياديا للعالم بأسره, لأن العالم كله في الغرب الآن يمر بمرحلة اليأس من حضارته, ويتطلع إلي الشرق, وليس هناك في الشرق أفضل من مصر, فكنيسة مصر طبقا لما نستقيه من أسفار الأنبياء دانيال ومن سفر الرؤيا سيكون لها في السنوات المقبلة دورا مهما وقيادي فاستعدوا لهذا الدور.
إننا نحتفل بعيد مارمرقس الرسول لكي يثير فينا هذا الرجل وذكراه وما نتحدث به عن الإيمان الذي تسلمناه من القديسين, يثير فينا الحمية والغيرة أن نتمسك بإيماننا ونتمسك بديننا, ونحافظ علي الإيمان الأرثوذكسي وأن لا نسلم فيه ولو بالدماء. ونحن أبناء الشهداء مستعدون أن تنزف دماءنا في سبيل أن يبقي الإيمان عاليا وفي سبيل أن تبقي راية الإيمان مرفوعة.
لإلهنا الإكرام والمجد إلي الأبد آمين.