وتوجد كثير من الكهوف فى جميع جبال مصر سكنها المسيحيين الأقباط وأستعملت هذه الكهوف ككنائس فى أيام الإضطهاد فى جميع العصور بما فيها عصر الإحتلال الإسلامى .
وقد بنى عليها كنيسة باسم القديس مرقس الرسول وكانت ضخمة ولها مناره عالية أمر الملك الكامل من أسرة الأيوبين المسلمين بهدمها التى حكمت مصر فى اول أبيب سنة 935 ش بحجة أن بها منارة عالية سيتحصن بها الفرنجة إذا هاجموا ثغر السكندرية وتركوا جزء منها وفى الجمعة التالية خرج المسلمين بالأسكندرية بعد صلاة الجمعة بتحريض أئمة المساجد فيها وهدموا الجزء المتبقى منها .
جريدة وطنى 4/5/2008 السنة 50 العدد 2419 عن مقالة بعنوان [ القديس مرقس الرسول ] للمتنيح الانبا غريغوريوس
كل ما يمكن أن يقال عن مارمرقس الرسول قليل بإيزاء ما أدي من خدمات لنا نحن كنيسة مصر, هو الرجل الذي بفضل النعمة نقلنا من عبادة الأوثان والأصنام إلي عبادة الله الواحد الأحد, أحدي الذات مثلث الأقانيم والصفات.
نحن اليوم في هذه الذكري الجميلة نمجد الرجل ونثني عليه ونشيد بمدحه, ولكن لا نستطيع أن نتصور مقدار المعاناة التي عاناها مارمرقس الرسول, حينما جاء وحيدا يتمشي في طرقات الإسكندرية, وهو لا يعلم كيف يبدأ ومن أين يبدأ؟ كان الطريق أمامه صعبا, كانت العقول غير مهيأة لرجل بسيط قادم من بلاد فلسطين, يحمل رسالة عن يسوع الناصري الذي عاش ومات مصلوبا, كيف يمكنه أن يكرز في وسط شعب متأثر بديانة عريقة لها ألوف السنين استقرت في نفس هذا الشعب, وكان الشعب المصري شعبا يحب ديانته, وكانت الديانة في مصر مرتبطة بحياة الشعب, ولم يكن شعبنا يفصل بين الديانة وبين الحياة, وهذه ميزة نتميز بها نحن في مصر عن كل شعب آخر في الشرق أو في الغرب. شعب دخلت فيه العناية بديانته إلي صميم الحياة ولم يكن يفرق بين الدين وبين الحياة, حياته دين ودينه حياة, هذا هو شعبنا المصري من أعمق شعوب العالم تدينا, بل لعله أعمقها جميعا, ولازالت هذه الخاصية في شعبنا نفخر بها ونعتز بها, ونفخر علي مر الأيام أن شعبنا المصري القبطي, شعب ذوو قيم وشعب متدين, والدين يدخل إلي أعماق حياته ومعاملاته ولا يستطيع أن يتصور الحياة من غير دين.
إذن إلي هذه الدرجة كانت الصعوبة التي كان لابد أن يواجهها مارمرقس الرسول, حينما يدخل إلي بلد وهو يهدف أن ينقله من ديانته هذه إلي الإيمان بدين آخر, لذلك كان مارمرقس الرسول في حيرة, وقضي وقتا طويلا يتمشي في شوارع الإسكندرية وهو لا يعلم من أين يبدأ!!