ولما كان بابا الإسكندرية من أساتذة المدرسة اللاهوتية التي تتلمذ علي يديه فيها كثيرون ممن صاروا أساقفة وكهنة في العالم المسيحي فأصبح يلقب بـالأستاذبالألف واللام ولقبالمعلمودائما كان بابا الإسكندرية في المجامع المسكونية التي عقدت في الخمسة قرون الأولي يحتل فيها مكانة المعلم ومكانة القاضي ومكانة المرجع والحكم الذي يحتكم إليه.هذه المكانة اللاهوتية التي وصلت إليها كنيسة الإسكندرية هي التي أثارت مشاعر الحقد الذي ترتب عليه ذلك الانقسام المؤلم الذي حدث في مجمع خلقدونية في عام 451م والذي بسببه انقسمت الكنيسة إلي شرقية وإلي غربية.أيها الإخوة والأبناء نذكر هذا الرجل الرسول,تلميذ المسيح الشهيد العظيم,أول أسقف وأول بطريرك في مدينة الإسكندرية ولكنيسة الإسكندرية,نذكر فضائله ونذكر طهارته فقد كان الرسول المعروف بأنه الرسول البتول لأنه آثر البتولية منذ شبابه المبكر وكرس حياته كلها روحا ونفسا وجسدا لخدمة سيده ومعلمه وصار البذرة الأولي للإيمان المسيحي الأرثوذكسي,ليس في مصر وحدها بل في كل بلاد إفريقيا والشرق,بعد أن أصبحت كنيسة الإسكندرية كنيسة إفريقيا الأولي وفي اللحن الكنسي قصد أجزاء من إفريقيا من ليبيا إلي نيجريا إلي الكنغو إلي أواسط إفريقيا إلي جنوب إفريقيا,وفي عهد المتنيح البابا يوساب الثاني في جنوب إفريقيا حوالي 6 ملايين أرسلوا خطابات إلي البابا علي أيدي مندوبين منهم وقالوا إننا أصلا أقباط تسربنا إلي جنوب إفريقيا لظروف الاضطهاد من جهة أو لأسباب تجارية من جهة أخري واستقرينا في جنوب إفريقيا ونحن الآن نريد أن يكون لنا أسقف من الإسكندرية من كنيستنا القديمة الأصيلة,وفعلا أجيب طلبهم ووافق مجمع الكنيسة علي هذا ورسم لهم أسقفا,غير أن هناك ظروفا سياسية تتصل بحكومة جنوب إفريقيا سببت متاعب لهذا الأسقف فلم تعترف له بالإقامة الدائمة,وظلت هذه المشكلة دائمة,ولم تستطع وزارة الخارجية المصرية مع كل مابذلت من جهود أن تحل هذه المشكلة وتوفي هذا الأسقف قصدت أن أقول إن هؤلاء الناس الذين من جنوب إفريقيا قالوا إنهم أصلا من أصل قبطي,والآن يبلغون نحو 6 ملايين وهنا يظهر النفوذ الروحي لكنيسة الإسكندرية الذي امتد إلي كل إفريقيا وأوغندا...وعلي الرغم من الظروف السياسية التي مرت بالحبشة يقولونأبونا هو مرقس وأمنا هي الإسكندريةفكنيسة إفريقيا الأولي تدين بوجودها لهذا الرجل العظيم.أنتم نسل الشهداء أنتم أولاد مارمرقس الرسول,إننا نحتفل اليوم بذكراه وبذكري استشهاده وفاء لأبينا العظيم أننا نذكره بكل فخر ويجب أن نشرفه بأعمالنا ويجب علينا كأقباط أن نتمسك بإيماننا الأرثوذكسي إلي النفس الأخير,ونثبت عليه غير متزعزعين غير عاثرين,عارفين بمن آمنا وموقنين أنه قادر أن يحفظ وديعتنا إلي ذلك اليوم العظيم.