رسالة قداسة البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس بخصوص طلب بابا روما تدويل مدينة القدس
لا يخفى ما أحدثة القرار الذى اتخذته أسرائيل بضم القدس القديمة إليها من هزة عنيفة فى مشاعر العرب عموماً , مسيحيين ومسلمين , وليس أشق على ضمير الأنسان ووجدانه من عمل عدوانى يمس عقيدته ومقدساته , عندئذ تهون عليه روحه ودمه , ويحلو له أن يموت شهيداً قى سبيل الزود عن تراثه الخالد ومجده التليد .
إننا هنا فى الشرق نحس بالألم فى الصميم , ونعتبر الطعنة التى سددتها إسرائيل بقرارها التعسفى موجة إلى قلب العرب , كل العرب مسيحيين ومسلمين .
إننا طالبنا ولا نزال نطالب , متجهين إلى الرب , وإلى الضمير العالمى , ونسأل أيضاً مساندة قداستكم ومعاونتنا - لنكون صفاً واحداً فى نصرة هذه القضية العادلة , وأن تعود القدس إلى الوضع الذى كان قائماً فعلاً قبل العدوان الأخير , فى كنف دولة الأردن التى رعت الأماكن المقدسة بكفاية وعدل وسماحة تامة , ومنحت الحرية كاملة لجميع الطوائف المسيحية والإسلامية بصورة تستحق التقدير والشكر .
وان الرب الذى اسس كنيستنه المقدسة الجامعة الرسولية لتكون دائماً عمود الحق وقاعدته , وأقام لكنيسته أساقفة وكهنة وخداماً ليكونوا قادة وجنوداً دائماً عند مسئولياتهم الروحية ودعوتهم الرسولية .
لا بد إذا أن لا نمكن إسرائيل من الأماكن المقدسة الطاهرة , وقد طردهم مخلصنا منها , ودعا على هيكلهم بالخراب إلى الأبد .