ولما أستيقظ من نومه كان الفجر قد بدأ , وأشعة الشمس بدأت ترسل أشعتها وسمع ضجة خارج السجن فقد أجتمع خلق كثير من أهل المدينة , وأعادوا الحبل فى حلقه وأعادوا ما فعلوه من قبل وهم يرددون : " جروا التنين فى دار البقر " وجرجروه على الأرض وهو دائم الشكر والتعزية من الليلة الماضية وكان يقول : " أنا أسلم روحى فى يدك يا إلاهى وقطعوا رأسه , ثم جمع كهنة الأوثان وخدامها وعبدتها الأنجاس حطباً فى موضع يطلق عليه " ألنجيليون " ليحرقوا جسد القديس هناك , وإذ الرب يسوع يرسل ضباباً كثيفاً وريح شديدة وزلزلت الرض وهطلت أمطاراً غزيرة ومات قوم من الخوف والرعب وكانوا يقولون : " أن أوزوريس الصنم " إله الموت عند قدماء المصريين" أفتقد الإنسان الذى قتل فى هذا اليوم ) فإجتمع الأخوة المؤمنين وأخذوا جسد القديس مرقس الطاهر والشهيد من الرماد ولم تاكل منه النار شيئ وذهبوا إلى البيعة ( الكنيسة) التى كانوا عليه كما جرت العادة وحفروا له موضعاً ودفنوا جسده الطاهر ليتمموا تذكاره فى كل وقت بفرح وأبتهال وبركة لأجل النعمة التى أعطاها لهم الرب يسوع على يديه فى مدينة الأسكندرية وجعلوا موضعه فى شرق البيعة ( الكنيسة ) وفى اليوم التى تمت فيه شهادته وكان مرقس الرسول هو أول من أستشهد من الجليليين على أسم السيد يسوع المسيح بالأسكندرية فى فى آخر يوم من برمودة للمصريين ألقباط يوافق ثمانية من قلنطر مايص من شهور الروم , ويوافق 24 يوما من نيسان من شهور العبرانيين .