عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2012, 08:20 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


أين تذهب النفوس؟

إنّه لجدير بالاهتمام أن نرى أين تذهب النفوس في المرحلة التي تتوسط الموت والمجيء الثاني؟ لكي نجاوب على هذا السؤال نحتاج إلى أن نعرف من البدء أنّه كما قال أب كنيستنا القدّيس أثناسيوس الكبير: "إنه سرٌ غريبٌ ورهيب، مخفي عن البشر".

استنادًا إلى الكتاب المقدّس والتقليد الآبائي فلنتلمس طريق النفوس ومسيرتها اللتين تَلِيَا موت الجسد. يتكلم الكتاب المقدس على الجحيم، فيجعلنا نفهم أن هناك مكانًا حيث تتكدس فيه نفوس الخطأة، فيه يسود الظلام والضباب. يتكلّم الكتاب المقدس على الفردوس أنّه مكان انتظار الأبرار بعد الحضور الثاني.

القدّيس أثناسيوس الكبير أغنى هذا الموضوع بقوله لنا: "نفوس الخطأة موجودة في الجحيم، أما نفوس الأبرار فهي قرب اللّه، بعد حضور الرّب الثاني ستوجد في الفردوس". في الواقع يعلّمنا القدّيس يوحنا الذهبي الفم بأنّه "بالموت، تُقاد النفوس لمكان ما"، ماهو ياترى هذا المكان؟

كلمة مكان " χώρος " تجعلنا نفكر بأنّه حالة تشبه حالة نعيشها. لأنّ " χώρος " يوجد في هذا العالم، ذي المفهوم الحجمي؛ ومفهوم الزمن دنيوي. لكن اللّه خارج الزمان والمكان. وبالتالي بُعدا المكان والزمان لا يتلاءمان مع الحياة الروحية الكائنة بعد الموت. بل يتلاءمان مع هذه الحياة الأرضية. سنقع في الكتاب المقدس على تعابير تعطينا انطباعًا بأنّها تتكلّم على مكان ما، مثلاً:

في العهد القديم " Δικαίων ψυχαί εν χείρι θεού"، أيّ نفوس الأبرار موجودة في يديّ اللّه. أترى لله أيدٍ؟ النفوس لا تشغل مكانًا، ليس لها هيئة. في مثل الغني ولعازر، ربنا نفسه يقول: "إن نفس الفقير لعازر هي في أحضان ابراهيم، وهذه خاصيّة بشريّة وتعبير بشري عاطفي، أيّ النفس موجودة في أحسن مكان.

الذهبي الفم الموقر في محاولته إعطاء جوابٍ عن السؤال "أين هي النفس؟"، يقول: "إنّها هناك حيث توجد الأبديّة فقط، والخلود فقط، خالق النفوس والأجساد هناك هو اللّه". ما يمكننا أن نقوله عامة هو أن نفوس الأبرار موجودة قربَ اللّه. فهي تعيش هناك. وكما يقول الذهبي الفم أيضًا، يعيشون بخوف هناك ينتظرون، ويعيشون في حالة ترقب.

بعد الموت، كلّ نفس تنتظم بطريقتها، بحسب أعمالها وبحسب أفعالها الصالحة أو الشريرة، في حالة مؤقتة. يقول الفيلسوف ايوستينوس الشهيد: "تنتظر نفوس المؤمنين في أفضل مكان، وتنتظر نفوس الأشرار والخطأة في أسوأ مكان، مترقبة وقت المجيء الثاني".

هنا مسألة مهمة، وهي أنَّ النفوس بحسب الطريقة التي عاشتها مع الجسد، تذهب إلى حالة حياة ووجود توافق طريقة عيشها في هذه الحياة. حالة الانتظار هذه تدعى الحالة الوسطى للنفوس.

ينصحنا القدّيس غريغوريوس النيصصي "أن لانخاف من الجحيم كمكان، بل كحياة عديمة الجسد"، والقصد أنّها حياة دون هيئة.

  رد مع اقتباس