طريقة موتنا
نعرف بالتأكيد إن هناك طرقًا كثيرة تنتهي بها حياة الجنس البشري. بَيْدَ أن كثيرين اعتادوا أن يفصلوا طرقهم إلى طرق خيّرة، وطرق شريرة. طرق عادلة، وطرق خاطئة رابطين طريقة الموت بطريقة حياة الإنسان. فإذا لم يكن الموت حسنًا، نقول إنَّ هذا يعود إلى سوء الإنسان في حياته، أو بما أنّه رحل بموت فجائي فهذا يعني أنّه لن يكون في حالة جيدة في الحياة الأخرى. لذلك فالدعوات التي يطلبها الناس لأنفسهم هي أن يحصلوا على موت حسن، فمن بعض التعابير التي يستعملها الشعب مثلاً: " ألاّ أموت واقفًا أو أن أموت بصحتي"، يطلب الإنسان بهذه الدعوة ألاَّ يموت من المرض. آخرون يدعون ألاَّ يموتوا بطريقة فجائية كمثل حادث مرور أو في إحدى الحروب. نحتاج أن نتعمّق لكي نرى العلاقة بين طريقة موتنا وطريقة حياتنا، وأيضًا مع الحالة التي سنؤول إليها بعد الموت.
تصلي كنيستنا المقدّسة أولاً لأن تكون "أواخر حياتنا مسيحيّة" وطبعًا "بلا وجع ولا خزي، وبسلام"، هذا ما تعبّر عنه الصلاة أيّ الرغبة التي نصلّي بها ليهبنا الرّب نهايات مسيحيّة. أيّ نطلب من اللّه أن نموت "بسلام" في إيماننا.
هذا لايعني أنّ الموت الذي تصلّي كنيستنا من أجله هو الموت الوحيد. ولايعني أيضًا أنّ كلّ أنواع الموت الأخرى الموجودة تنذر بشيء يتعلق بحالة النفوس. وعلى الأكثر، مادامت طريقة موتنا ليست حسنة فهي نوع من عقاب اللّه لأحد الخاطئين. يجب أن نقول مسبقًا إنّه لا أهمية كبيرة لطريقة موتنا بالنسبة للكنيسة بقدر ما هناك أهمية لطريقة حياتنا. تعتني كنيستنا بأن تعيش مسيحيًا وتصلّي وتصيغ دعوتها أن نموت مسيحيًا.
مرات كثيرة – وهذا لا نستطيع أن ننكره – طريقة موتنا هي نتيجة لطريقة حياتنا. دون أن يكون هذا جزمًا. في العهد القديم آية: "الخطأة يميتهم شرهم"[xiii]، تعني أنّ موت الخاطئين شرّير. وتفسّر الكنيسة كلمة "Πονηρός " بأنّ الخاطئ يرحل من هذا العالم غير تائب. إذا متنا غير تائبين حينئذٍ سيكون هذا الموت مفجعًا، وهذا الموت يحكم مسبقًا على حالة نفوسنا.