11) لباس أهل بابل:
وأما لباس الطبقات العليا فكان قميصًا من الكتان إلى القدمين, وفوقه حلة من الصوف - وكانت أحذيتهم خفّا نعله من الخشب. وأما شعورهم فكانوا يلفونها, وبعد دهنها بجميع أنواع الطيب والعطر, بعمامة بيضاء. وأما العامة فكان لباسهم رداء واحدًا فقط.
12) علوم أهل بابل:
ومن جملة العلوم التي امتاز أهل هذه المملكة علم الفلك ولهم فيه أبحاث دقيقة. فإنهم كانوا يعينون أوقات الخسوف والكسوف قبل حلولها. وقد وصف "هيرودس" خمس كسوفات ذكرها أولئك الفلكيون القدماء. ومما يستحق الاعتبار في هذا الفن معرفتهم السيارات الخمس, ووضعهم جدولًا للثوابت (النجوم) وتعيينهم الأبراج, حتى أنهم توصلوا إلى تحقيق طول السنة الشمسية, واخترعوا المزولة أيضًا.
ولا ينكر عليهم إلاّ خلطهم علم الهيئة (الفلك) بعلم التنجيم. فكان علماؤهم عرّافين ومنجمين وسحرة معًا. وكان البابليون يكتبون الخط المسماري علو لوحات فخارية, وكانت كتابتهم تشمل أناشيد ينية وشرائع وبعض القصص عن الخليقة أو الطوفان مثلًا, ولذلك شملت كتاباتهم شيئًا من التاريخ ومن علوم الفلك والتنجيم وشملت بعض الخطابات والرسائل والوثائق التجارية.
13) ثروة أهل بابل وأخلاقهم:
كانت بابل, فضلًا عن شهرتها العلمية, مدينة ذات تجارة واسعة برًا وبحرًا. فكان تجارها يجلبون من المدن المجاورة لهم, الذهب والعاج والقرمز واللؤلؤ, وهذا ما كانوا يجلبونه من خليج العجم. وهكذا كثرت ثروتهم وزاد مجدهم وغناهم, فصارت نساؤهم تتزين بجميع أنواع الحلي والمجوهرات, وعاشوا بالتنعم والترفه.
على أن كثرة تنعمهم عادت عليهم بالدمار والخراب. وحطّ التأنق في المعيشة من منزلتهم ماديًا وأدبيًا. فصارت بناتهم نحيفات ضعيفات البنية. وأخذ الجهل من البابليين كل مأخذ فأدمنوا شرب المسكرات فزادوا تعجرفًا وتكبرًا, وكثر الفجور بين سكان هذه المدينة حتى كانت العذارى تباع في الأسواق, والنساء يرتكبن الفحشاء, خالعات العذار, سدًّا لعوزهن, بعد أن كنَّ على أعظم جانب من الغنى واليسر. وكن يستعملن من ضروب الحيل وأنواع التدليس ما يفوق الوصف لإغراء الرجال, وإيقاعهم في اشراكهن إرواء لميولهن الفاسدة.
14) آلهة بابل واضمحلال مملكتها:
كان حكام هذه الدولة من النوع المطلق. وديانتها وثنية كما سبق, ومن آلهتهم بيل- ونبو- ومردوخ. وصنعوا لها أصنامًا عديدة وشادوا لها هياكل على غاية من الفخامة كهيكل بيل وبرج نمرود وغيرهما من الهياكل المزخرفة التي أغاظوا بها الله تعالى. فغضب عليهم وسلّمهم إلى أيدي غيرهم من الأمم الذين تغلبوا عليهم ودمّروا بلادهم من الأمم الذين تغلبوا عليهم ودمّروا بلادهم وسبوا عيالهم.
وحالتها الحاضرة مطابقة لما قاله الله بفم أنبيائه القديسين, إذ يقول: "1 مر على مياهها فتنشف أنهرها فيدخلها العدو على حين غفلة". وقد تم كلامه تعالى في بابل العظيمة حين دخلها كورش الفارسي في سنة 539 ق.م. وذكر هيرودتس أن العدو دخل المدينة وأكثر أهلها غافلون فلم يشعروا بالخطر الآتي عليهم, فنهب الأعداء جميع أمتعتهم وأموالهم إذ لم تكن لهم فرصة أن يخفوا منها شيئًا. فجاء ذلك طبقًا لما قال ارميا النبي (50: 37) وأرسل سيفًا على خزائنها فتنهب. وقد وردت نبوات أخرى بالقضاء على بابل مثل 1 ش 13 و14: 1-23 و21: 1-10 و46: 1 و2 و47: 1- 3 وارميا ص 50 وص 51 ورؤ 18: 10 انظر أيضًا تحت كلمات "كلديا" و "نبو" و "نبوخذ نصر".
* تُكتَب خطأ: بايل، بابيل، باابل.