الأصحاح 6 العدد 10
قال المعترض الغير مؤمن: يقول 1كورنثوس 6: 10 إن سكيرين لا يرثون ملكوت الله، ولكن بولس ينصح تلميذه تيموثاوس (1تيموثاوس 5: 23) أن يشرب خمراً, أليس هذا تناقضاً؟
كان الرسل إذا تكلموا في أمر الدين، أو كتبوا، يحفظهم الإلهام, ولكنهم كانوا أناساً وذوي عقول، ويكتبون بمقتضى عقولهم بغير الإلهام في الحالات العامة، لذلك كان يمكن لبولس أن يكتب بدون الإلهام إلى تيموثاوس استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة كما في 1تيموثاوس 5: 23 ,
(1) يرى بعض المعاندين أن كتب الوحي تنقسم إلى أقوال موحى بها وأقوال غير موحى بها، ويحكمون في ذلك حسب أهوائهم, وما دروا أن كل الكتاب موحى به ولكنهم ارتكنوا على حكمتهم غير معتمدين على حكمة الله, وكان الواجب عليهم أن يؤمنوا بكل ما أوحاه الله لأنبيائه، فإنه كله صحيح ومفيد، ويصح أن يُطلق عليه قوله الذي قاله على الخليقة ورأى الله ذلك أنه حسن , (2) الروح القدس هو الذي ألهم الرسول إلى كتابة هذه العبارة، والدليل على ذلك قوله في آية 21 (قبل هذه الآية بآيتين) أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا, لا تضع يداً على أحدٍ بالعَجَلة, احفظ نفسك طاهراً, لا تكن في ما بعد شرَّاب ماء، بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة , فإن الله يريد أن الناس يلتفتون إلى صحتهم، ولا سيما أتقياءه، فإن حياة تيموثاوس كانت مهمة لجماعة الله في كنيسة أفسس حتى أرشد روح الله الرسول بولس إلى هذه النصيحة، لأنه إذا تمكن المرض منه لا يقدر أن يقوم بوعظ المؤمنين وتثبيتهم في الإيمان, (3) أوضح الرسول بذلك جواز استعمال الخمر للدواء، ولا يخفى أنه يجوز تعاطي السم للتداوي ولكن بقدر قليل جداً، وكذلك الخمر, فالإكثار منه يضر، والقليل منه يقوي جسم المريض، متى رأى الطبيب ذلك, جاء في النحل 16: 67 ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سَكَراً ورزقاً حسناً, إن في ذلك لآية لقوم يعقلون وقال في سورة البقرة 2: 219 يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما , وعبارة الرسول بولس صحيحة صادقة لغاية يومنا هذا، لأن القليل منه يفيد، وهو دواء للمعدة,