بمجرد خروج سامى من المقابلة الشخصيه , فى سياق تقدمه بطلب الحصول على وظيفة . أتصل بصديقه عادل ليخبره بنجاحه وحصوله على الوظيفه . أستغرب عادل على سرعة ظهور النتيجه , والتى فى العادة تستغرق من أسبوع الى أثنين . لكن سامى أوضح ذلك بأن المقابله كانت بسيطه وأن موظفة شؤن العاملين كانت ظريفه , وسألته سؤال واحد فقط وهو متأكد , من أنه سيتم أختياره بناء على شهاداته وخبرته والمقابله الشخصيه . والتى من المؤكد أنها كانت فى صالحه .
مر أسبوع وظهرت النتيجه . ولم يكن سامى هو الشخص الذى حصل على هذه الوظيفه .
هنا ثارت ثورة سامى وقرر الانتقام . أنها موظفة شؤن العاملين والتى أجرت معه المقابله الشخصيه . وبسرعة كان سامى ممسكا قلم وخطاب شديد اللهجة , تعدى حدود الأحترام واصفاّ موظفة شؤن العاملين بأقسى الألفاظ والتعصب و.... و ......
ثلاثة أيام ووصل الى سامى خطاب , من المدير العام للشركة داعيا له بالحضور فى ميعاد محدد للنظر الى شكواه .
بدأت ملامح الأنتصار على وجه سامى . وأكيد حصل خطأ وسوف يقدمون أعتزارهم وسيحصل على هذه الوظيفه المهمه .
وبالفعل وصل سامى فى الميعاد وأصطحبه رجل الأمن الى غرفة المقابله .
كان يوجد فى الغرفه أشخاص كثيرون , وما هى الا لحظات حتى وقف رجل من الموجودون فى الحجره وعَرف الجميع على نفسه . هو المحامى الخاص للشركة . وأعقبها بالتعريف بباقى الموجودون فى الغرفه . هذا من مكتب العمل وذلك من أدارة البوليس للتحقيق فى الشكوى من حدوث تعصب فى المقابلة الشخصيه . وغيرهم لأن الحجرة كانت ممتلئه بعدد كبير من الأشخاص .
ثم بدأ المحامى فى الحديث وهنا كانت المفاجأة الأولى .***** اللتى أجرت المقابلة الشخصيه لم تكن من شؤن العاملين فى الشركة . وأنما هى عضو منتدب لأجرأ الأختبار الشخصى . وأنه تم أختيار خمسة أشخاص فقط من المتقدمين لهذه الوظيفة . من قبل أدارة الشركة .
وسامى أحد هؤلاء الخمسة .
والعضوة المنتدبه كان مطلوب منها عمل تقرير عن هؤلاء الخمسة فقط لاغير . بمعنى أنها ليست لها أى صلاحيات تعيين .
*****المفاجأة الثانية .المحامى أستعرض بعض نقاط التقرير المكتوب من قبل العضوة المنتدبه كالأتى :
الأستاذ سامى لم يقدم أى برنامج واضح لتأهيله للحصول على هذه الوظيفه . وكان دائم الحديث عن شهادته فى خلال المقابلة الشخصية . وغلب عليه طابع المرح فى فترة المقابله .
المفاجأة الثالثة ***** من واقع التقرير على الشخص الذى تم تعيينه كتبت نفس العضوة المنتدبه تقول :
الأستاذ ....... يتسم بالهدوء . قليل الكلام . برنامجه واضح عن تطوير الشركه وأستعداده للعمل على نجاحها .
المفاجأة الرابعة ***** الخطاب المرسل من الأستاذ سامى يعرضه للمسائلة القانونيه , بما فيه من سب متعمد والخروج عن حدود الأداب . ونظراّ لانه شاب فى مقتبل العمر فقد تنازلت العضوة المنتدبه عن أى أجرأ قانونى ضده .
ياترى هل من الممكن اننا نجلس فى صمت بعض الوقت , ونحاول أكتشاف أخطائنا والتى تظهر بوضوح فى عيون الأخرين ؟؟؟؟؟؟؟
هناك هوة سحيقة والمطلوب أننا نبعد عنها حتى لا ننزلق إلى أسفل , هذه الهوة هى خداع النفس .
فلنبتعد عنها حتى نستطيع أن نشاهد أنفسنا بوضوح