25 - 11 - 2012, 06:59 PM
|
رقم المشاركة : ( 6 )
|
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديس العظيم الأنبا بيشوي
بئر القديس الأنبا بيشوي
بدير البرشا بملوي
القمص روفائيل سامي
يحفظ لنا التاريخ القبطي بين سطوره حقائق وآثارا تشهد أن تاريخ الكنيسة القبطية محفور في قلوب البشر وصخور الجبال وشقوق الأرض حتي وإن تاهت هذه السطور عن البعض ولكن الزمان مازال شاهدا أمينا تخرج من بين أضلاعه أنفاس صارخة تقول..
.هذه هي أرض مصر التي تتميز بثمارها المباركة بالصلوات والأصوام والنسك والوحدة. لقد عاش في كل شبر منها أناس عرفوا الله وأحبوه فسطر التاريخ لهم بطولات روحية ودروسا نسكية, واحتفظت لهم الأرض بكل ما تركوه من آثار وديار وآبار مقدسة بالصلوات ومباركة من إله السموات والأرض الذي جعل من مصر شعبا مباركا وأرضا كجنة عدن,
وها نحن الآن يا عزيزي نتعرف علي واحدة من الآبار التي تقدسمت بصلوات قديس ناسك كان أمينا في علاقته مع الله وفي خدمته الرهبانية الذي استحق أن يطلق اسمه علي أكثر من دير
وهو القديس الأنبا بيشوي وديره بدير البرشا.
دير البرشا
مركز ملوي واحد من مراكز محافظة المنيا عروس الصعيد يبعد عن مدينة المنيا بحوالي 48 كم تقريبا من ناحية الجنوب والبرشا هي من القري القديمة التابعة لمركز ملوي التي قال عنها إملينو إنها مدينة بمصر الوسطي وكانت مخصصة لعبادة الإله آمون رع بجوار هبنو شرق النيل وفي الواقع أنها تقع في جزيرة بوسط النيل عرفت في العهد العثماني بجزيرة البرشا
وأما دير البرشا
تقع شرق معدية ملوي بحوالي 5 كم تقريبا جاء عنها في القاموس الجغرافي لمحمد رمزي أنها من النواحي القديمة وكانت تسمي قديما أبرهت وردت في التحفة ومعها الأثلة من أعمال الأشمونين وقد دل البحث علي أن أبرهت هي بذاتها دير البرشا وأن الاثلة هي التي تعرف اليوم بدير أبوحنس المجاور لناحية دير البرشا من الجهة البحرية ص 66 وتضم مجموعة من المقابر أهمها مقبرة حجوتي حتب وحتا تخت ويرجع تاريخها إلي عصر الدولة الوسطي
ويقول البعض إن التسمية بدير البرشا ترجع إلي البار بيشوي
الذي جاء إلي جبل أنصنا او أنتينوي ملوي وسكن في مغارة بجوار قرية الشيخ عبادة الحالية بعد هجوم البربر علي برية شيهيت عام 407م وأسس ديره المعروف باسمه حتي الآن بدير البرشا
وكان قد تعرف علي الأنبا بولا الطموهي وتلميذيه الأنبا حزقيال والأنبا بيفامون,كما كان يتردد عليه الأنبا أثناسيوس الأنصناوي أسقف أنصنا.ومن أقوال القديس الأنبا بيشوي عن حياته بديره في دير البرشا إن السنوات التي قضيتها في أنصنا تعادل الستين عاما التي قضيتها في شيهيت
والجدير بالذكر أن القديس الأنبا بيشوي تنيح في 8 أبيب عام 133 للشهداء والموافق 15 يوليو عام 417 ميلادية عن عمر يناهز 97 عاما ودفن في حصن منية السقار منية صقر بجوار أنصنا وبعد نياحة الأنبا بولا الطموهي صديقه دفنهما الأنبا أثناسيوس الأنصناوي معا حسب وصيتهما في دير الأنبا بيشوي بدير البرشا
وفي عهد البابا يوساب الأول 823 - 849م البابا 52 وفي اليوم الرابع من شهر كيهك عام 558 للشهداء الموافق 13 ديسمبر عام 842 للميلاد تم نقلهما إلي دير الأنبا بيشوي في برية شيهيت حسب رغبة آباء برية شيهيت
ويبقي لنا أن نعرف أن القديس الأنبا بيشوي
عاش بدير البرشا 10 سنوات تتلمذ علي يديه الكثير من الرهبان والنساك ثم ظل جسده موجودا بالدير حوالي 425 عاما مما جعل لدير البرشا شهرة كبيرة في زمانه.
دير الأنبا بيشوي بدير البرشا
يرجع إلي بداية القرن الخامس الميلادي إلي فترة وجود القديس الأنبا بيشوي في هذه المنطقة قال عنه علماء الحملة الفرنسية في موسوعة وصف مصر جـ 23 سور كبير يحتوي علي كنيسة مسيحية تقع بالقرب من دير النخلة وجنوب دير أبوحنس الذي يلامس أطلال الشيخ عبادة والسور يبلغ طوله 67م وعرضه 54م ويحتوي علي عديد من المنازل والشوارع المنظمة
والدير قديم كنيسة الدير نالت إعجاب علماء الحملة حيث قال أحدهم عنها إنها أجمل ما رأيت من كنائس في مصر كلها تصميم الكنيسة يشبه دير أبوفانه ترجع معظم مبانيها الحالية إلي القرن 12 الميلادي,
وتتكون من هيكل يشبه نصف الدائرة وعلي جانبيه حجرات مستطيلة, وتوجد أعلي الجبل المجاور مغارات فرعونية كان يسكنها رهبان أحبوا حياة الوحدة, تركوا علي جدرانها كتابات وصلبانا ملونة باللون الأحمر,
استخدم معظم هذه المغارات كنائس صغيرة وتدلنا علي ذلك تلك الحنيات الشرقية, كما توجد كنيسة أخري بالدير,
ويتميز الدير
بوجود أيقونات عالية المستوي عبارة عن لوحات قديمة علي القماش للسيدة العذراء والأنبا بيشوي شفيع الدير ومارجرجس
ترجع إلي القرن الحادي عشر أبدع فيها الفنان وتحوز إعجاب كل من يراها,
كما يوجد بالدير الآن بيت للخلوة يسع 75 فردا ومفتوح لكل من يحب أن يقضي خلوة روحية في عبق التاريخ والقداسة. وتوجد أماكن للرحلات وللمؤتمرات, وهو يفتح أبوابه طول العام لكل زائر محب للقديس الأنبا بيشوي.
البئر المقدسة بالدير
يوجد بالدير بئر تقدست بصلوات القديس الأنبا بيشوي ومن معه من نساك استخدموا مياهها وتستخدم حتي الآن ويعرفها زوار الدير الذين يصل عددهم إلي 30000 زائر في احتفال الدير بعيد شفيعه في الثامن من أشهر أبيب من كل عام ولمدة شهر كامل بإقامة القداسات والسماع إلي العظات الروحية,
واشتهر ماء البئر المقدسة بشفاء كثير من الأمراض مما جعل الجميع يصرون علي الحصول عليه كماء للبركة بشفاعة القديس الأنبا بيشوي. ويقوم بالخدمة في الدير حاليا القمص داود شحاتة والقمص دانيال وفقي تحت رعاية نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين وتوابعها.
كلمة من المصميم:
يا تري هل موجود علي الخريطة السياحية هذا الدير؟
بالتأكيد منسي للأسف.
قرأت في الموقع عن الآثار الفرعونية بدير البرشا ولم يوجد ما يشير إلي دير القديس الأنبا بيشوي, يا تري ما السبب؟
تعتيم علي السياحة المسيحية أم هو تجاهل؟
يا عالم علماء الحملة الفرنسية الأجانب أشادوا بالدير ووصفوه,
أما علماء السياحة المصرية فلم يعرفوا حاجة عنه
ياليت يكون موضع اهتمام الوزارات المعنية: الثقافة والسياحة والإعلام,
فالسياحة المسيحية في مصر مشتهي الأجانب وهي كنز لا يفني.
منقول
المصادر: سنكسار الكنيسة القبطية - قاموس آباء الكنيسة -الكنائس والأديرة القديمة من الجزيرة إلي أسوان - قصة دير الأنبا بيشوي بين الأمس واليوم - موسوعة وصف مصر - القاموس الجغرافي لمحمد رمزي
|
|
|
|