عرض مشاركة واحدة
قديم 23 - 11 - 2012, 07:04 AM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,385

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

ثالثا : أين بقية التلاميذ ؟

الرسول يوحنا الحبيب كان مع العذراء مريم أم يسوع عند قدمى الصليب ، وقد غادر المكان بعد النزع الأخير ليعنى بالأم التى عهد أمر رعايتها إليه ، ويأخذها إلى مكان هادىء أمين بعد الذى أصابها من هول الكارثة وتحطيم الأعصاب .

أما بطرس الرسول فيمكن تعليل غيابه بما طغا عليه من موجة الحزن والندم والتحسر بعد إنكاره لسيده ، واضطراره إلى الأنزواء فى عزلة للتفكير الحزين النادم .

أما عن التسعة الرسل الآخرين الذين قيل عنهم أنهم هربوا بعد إلقاء القبض على يسوع ، وهناك أيضا الأختان مريم ومرثا وأخاهما لعازر فى بيت عنيا ، الذين نحسب غيابهم عن مشهد الصلب والدفن من الظواهر الغريبة الملحوظة فى القصة . فالأختان قد أخلصتا الأخلاص كله ليسوع ، وكان بيتهما الهادىء المريح ملاذه الوحيد حين كان يريد أن يحظى ببعض الراحة . والأرجح أنه من هذه الدار خرج فى صباح اليوم الذى كان آخر عهده بالحرية . ومع ذلك : تختفى الأختان المضيافتان الكريمتان من المشهد كلية ، ولا شك أن هناك تعليلا تاريخيا قويا يعلل هذا الأختفاء .

يجب ألا يغيب عن ذهننا أنه خلال الخمسة أيام التى سبقت القبض على يسوع ، كان يسوع وصحابته يبيتون فى بيت عنيا ، ولا نظن أن منزل لعازر كان يكفى لمبيت ثلاثة عشر شخصا هم يسوع وتلاميذه ! ربما بات يسوع وأثنان من كبار تلاميذه فى هذه الدار ، بينما حصل الباقون على مساكن مؤقتة قريبة منهم .

ثم أن التلاميذ ( ماعدا يهوذا الأسخريوطى ) كانوا يتوقعون العودة إلى بيت عنيا فى يوم الخميس ليلا على مألوف عادتهم كل يوم ، وأغلب الظن أن الأختان قد ساورهما القلق الكثير من إبطاء يسوع وتلاميذه فى العودة مساءا وأوشك الليل أن ينتصف .

ولا شك أن الشرذمة التى ذهبت لإلقاء القبض على يسوع كانت كبيرة ، سارت فى صفوف متوازية قد تتباعد عن بعضها حسب عرض الطريق ، أو تتقابل فى مناطق أخرى ، إلا أنه من المؤكد أن يهوذا الأسخريوطى الخائن كان يسير فى المقدمة يحوطه حرس الهيكل ، ولاشك أنه كانت هناك صراخ وجلبة حين أوثق جنود السنهدريم يدى يسوع وراء ظهره ، ونفهم أن بطرس كان واقفا بجوار يسوع وأن يكون قد ضرب عبد رئيس الكهنة قبل أن يعى مايحدث بالضبط ! فلما أخذت الجموع تحيط به أستطاع مع يوحنا الحبيب أن يمضيا وسط الجماهير دون أن يلحظهما أحد .

أما عن التسعة الأخرون الذين دهمهم الخطر فجأة ، وربما ظنوا أن بطرس ويوحنا ضمن المقبوض عليهم ، فلم يكن هناك من بد سوى التقهقر السريع فى اتجاه بيت عنيا ، وهناك أسباب أخرى ترجح ذهاب التلاميذ إلى بيت عنيا :

( 1 ) كانت بعض متعلقاتهم وحاجاتهم فى المقام المؤقت الذى اتخذوه فى بيت عنيا .. وطبيعى أنهم لا يسافرون إلى الجليل بدون أن يتزودوا ببعض هذه الحاجات .

( 2 ) كان على التلاميذ أن ينذروا مريم ومرثا بما تطورت إليه الحوادث ، ليلتمسوا عندهم المشورة والنصح ، أو ليتدبرا هما أيضا للهرب ، إذا لم يكن منه بد .

( 3 ) وإذا كانت النسوة فى أورشليم قد عرفن أيضا ما آلت إليه الحوادث ورأين من الحكمة الهرب من أورشليم ، فإنهن يهربن على الأرجح إلى بيت عنيا .

كان الموقف عصيبا على الجميع ، والبعيدون عن أورشليم من تلاميذ المخلص ، يتوقعون أن يأتى يهوذا ومعه مجموعة أخرى من الجنود لمطاردة بقية الرسل ! وستكون بيت عنيا هى المحطة الرئيسية له إن فعل ذلك ، وبناء على هذه الظروف أختبأ كل شخص بعيدا عن الأنظر وأنقطعت الصلة لفترة الليل بين أورشليم وبيت عنيا ، أما رؤساء الكهنة الذين فازوا بالقبض على يسوع ، لم يكن يهمهم أحدا من أتباعه فى هذه الساعات .

وأغلب الظن أن أحداث محاكمة يسوع وصلبه لم تصل إلى بيت عنيا إلا بعد صرخة يسوع :

" يا أبتاه فى يديك أستودع روحى .. !! " .

هذا هو الموقف كما نتصوره مع كثير من التحفظ والتوقير .... .

+++
  رد مع اقتباس