الموضوع: الخمر
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2012, 09:22 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,363

سؤال: قيل في سفر النشيد: كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ". لماذا لم يحرم الانجيل شرب الخمر على الرغم من الاضرار الكبيرة للخمر؟ ألم يحدث أخطاء لبعض الأنبياء بسبب شرب الخمر مثل لوط أو نوح؟! ألا يعلم أن الخمر عامل هام من العوامل المسببة لأمراض القلب والكبد والمعدة والبنكرياس؟! وانا اعلم ان من المفروض على كل مسيحي ان يعيش مثل ما عاش المسيح، فهل شرب المسيح الخمر؟؟ لماذا لم يحرم الانجيل اذا الخمر؟؟؟ ارجو الافادة



الإجابة:

أولًا، الآية التي ذكرتها في سفر نشيد الأنشاد، ليست في محلها، حيث أن هذا السفر كله هو كتاب رمزي للعلاقة بين الله والكنيسة.. وسوف تجد في موقع الأنبا تكلا هيمانوت بقسم التفاسير أكثر من تفسير لهذا السفر.. ويوجد أيضًا مقدمة عن سفر نشيد الأناشيد في قسم مقدمات الكتاب المقدس.

إن الكتاب المقدس يتكلم كثيرا ضد السكر. فقد جاءت هذه الآيات في العهد القديم (أي التوراة) "ليس للملوك أن يشربوا خمرا، ولا للعظماء المسكر. لئلا يشربوا وينسوا المفروض ويغيروا حجة كل بني المذلة"، أي لئلا يكون حكمهم خطأ وبدون عدل (أمثال 31: 4 و5). وقال سليمان الحكيم أيضا: "لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار (احمرار) العينين؟ للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج (أي الذي فيه خمر). لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تظهر حبابها في الكأس وساغت مرقوقة (أي حين تبدو جذابة لك) في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان" (أمثال 23: 29 – 32).

وفي العهد الجديد (أي الإنجيل)، جاءت هذه الآيات: "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل إمتلئوا بالروح (أي بالروح القدس) (أفسس 5: 18).

وآية أخرى تقول: "لا تضلوا. لا زناة ولا عبدة أوثان و لا فاسقون ...ولا سارقون ولا طماعون، ولا سكيرون يرثون ملكوت الله" (1 كورنثوس 6: 9 و 10). فنرى أنه وضع السكيرين بجانب الزناة والسارقين.

إلا أنه من المهم جدا أن الله لم يعط المسيحيين الحق في أن يعاقبوا السكيرين، لان هذا يكون في يد السلطات الحكومية (الشرطة والقضاء.. الخ). لان المسيحية تنادي بعلاقة فردية قلبية مع الله، وليست سياسة دولية.

ويجب أيضا أن نلاحظ أن الكتاب المقدس ينهي عن السكر وإدمان الخمر، ولكن لا يمنع استعمال الخمر بتاتا، لأنه موجود في أدوية كثيرة (مثل أدوية السعال والمعدة وغيرها). وإلا فما أمكن للمؤمن أن يتعاطى هذه الأدوية. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.

المؤمن الذي قبل المسيح في قلبه لا يحتاج إلى نشوة الخمرة لان الله يملأ قلبه بالفرح الحقيقي.



ولكن يأتي سوء الفهم من البعض بأن المسيحية بأنها تبيح الخمر، ويحاولون إثبات ذلك بعدة ادعاءات منها:

1 تحويل المسيح الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل (يوحنا إصحاح 2)

2 يقولون أنه مكتوب في الإنجيل (قليل من الخمر يصلح المعدة)

3 يقولون أن الكنيسة تستخدم الخمر في التناول.
فدعونا نرد على هذه الادعاءات.

الاتهام الأول: تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل
يقول المعترضون أن المسيح حول الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل وهذا دليل على إباحة المسيحية للخمر..!!

إن من يقرأ هذه المعجزة في الكتاب المقدس يدرك أن هذه الخمر التي حولت من الماء:

1 قد أفاقت السكارى: (إنجيل يوحنا 2: 9و10) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) إذ نقرأ: "فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا … دعا رئيس المتكأ العريس وقال له: كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا، ومتى سكروا حينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن".

والملاحظ أن الذي يشرب الخمر تتخدر مناطق الحس في فمه، فبعد قدر معين من الخمر لا يحس بطعم الخمر، ولكن رئيس المتكأ عندما ذاق الماء المتحول إلى خمر فاق من سكره وميز طعم الخمر الجيدة فكأنه استرد حاسة التذوق. وهكذا عتب على العريس قائلا له: كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا، ومتى سكروا حينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن".

إذن فهي خمر غير عادية لا تسكر بل على العكس تفيق. فمن يتهم المسيحية بإباحة الخمر استنادا على هذه الحادثة فهو غير محق.

2 والواقع أن هذا الماء المتحول إلى خمر إنما يرمز للامتلاء بالروح القدس: حيث يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس (إصحاح 5: 18) "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح".

فقد ربط الرسول بين الخمر والامتلاء بالروح القدس، الذي يعطي مفاعيل أسمى مما تعطي الخمر العادية حيث يفيق السكارى من مشروبات العالم الغاشة، وينعش حياتهم ليشعروا بنعمة الله.
رد مع اقتباس