إن الإنسان المسؤول عن أعماله ، هو الذي يقرر ماذا يعمل ، فنحن لسنا مسيّرين بل مخيّرين . وإن الإنسان هو الذي يقرر فيما اذا كان يريد العيش مع الله أي في حياة النعمة او ان يعيش بعيدا عنها . وانه يستطيع أن يغلب التجربة
فهي ليست فوق طاقته
ولذلك فهو بحاجة الي الثقة بالنفس والتي تعتبر
من المهارات السلوكية الشخصية التي تتطلب جهداً كبيراً لبنائها . ومتى ما اكتمل ذلك البنيان ، فإن مهارات عدة نجدها تأتي تباعاً له، ومجتمعة في ذلك الشخص . فالثقة بالنفس من المطالب الرئيسة التي ينبغي أن تكون في الشخص المبدع كي يستطيع أن يخوض سلسلة طويلة من اللقاءات والمقابلات والنقاشات والصــراعات المختلفة حــول فكــرته . ومتى ما تمـكن من ذلك ، فإنه سيقرن شخصه بشخصية، مما يفرض على الجميع وضع اعتبارات له ولفكرته ..
سُئل " نابليون " عن سر قدرته على زرع الثقة في نفوس أفراد جيشه فقال: كنت أرد بثلاث:
ومن قال: مستحيل، قلت له: جرّب . من قال: لا ادري ، قلت له حاول . ومن قال: لا اعرف ، قلت له: تعلم
هذا اليوم استوقفتني آية " الرب راعي فلا يعوزني شئ " من المزامير وقد شعرت كم هذه الآية تحتوي على التواصل الإلهي البشري لتتبلور في ذروتها إلى قوة ترابط يستمد منها الانسان الثقة بالذات التي تجعل منه انسانا يقف في وجه مصاعب الحياة ويذللها ويخضعها كونه قد آمن بالله وجعله جزءا من ذاته بل من حياته حتى تتحقق الآية القائلة" الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت الله والله فيه ". من هنا نجد لا بد للإنسان المسيحي المؤمن أن يتعالى على جميع المشاكل الدنيوية، بل يجب أن يحولها لقوة تثبته بالله وليسحقها بالقوة الممنوحة له من الله ألا وهي قوة الروح القدس التي هي نتاج الاتحاد البشري الروحي بالله من خلال يسوع المسيح الذي قال لنا يوجد وسيط واحد بين الله والإنسان هو يسوع إبن الله الحي فينا. لقد وجدت وخاصة في هذا الزمان الذي نعيشه والمليء بالمتاعب والمصاعب، لا بد وأن نتسلح بالايمان الحي وان نجعل الرب راعينا وأن يكون ملجأنا بالفرح و الحزن وهو الذي قال لنا
" تعالوا إلي يا أيها المتعبون وذوي الاحمال الثقيلة وأنا أريحكم "
اذا لا بد لنا ان نتوقف أمام آيات الكتاب المقدس وأن ننظر إلى مضمونها وجوهرها وأن لا نكتفي بحفظها أو ترديدها. بل يجب أن تصبح قانونا بل مسلكا لحياتنا
الكثيرون منا يحبون أن يسمعوا عن الإيمان البسيط بعمل المسيح لكنهم لا يريدون أن يسمعوا عن التوبة ، فالتوبة بضنهم هي نغمة عتيقة ، اما البكاء بسبب الخطيئة والرعب نتيجة الإحساس بغضب الله ، والخوف من قصاص الناموس الذي سينفّذ في الخطاة ، هي امور لا يريدون أن يسمعوا عنها ، وإذا بأولئك القوم بعد سماعهم عن هذا الإيمان البسيط يتصوّرون بأنهم قد حصلوا على الراحة دون أن يحسّوا بتقريع الضمير… وأنهم قد تمتعوا بالسلام مع أنهم لم يختبروا الميلاد الجديد .. وأنهم قد وصلوا إلى أرض الرجاء مع أنهم لم يمروا أمام صليب الدموع
. قبلَ أن يُسلّمَ المسيح نفسه للموتْ، جمعَ تلاميذهُ، وأخذَ يشجّعهم ويُعزيهم لأنه كان يَعلمُ ما سيحصل لهم بعد موته، فقال: " لاتَضطربَ قُلوبكمْ... في بيت أبي منازلٌ كثيرة، ولو لم يكن الأمر كذلك لقلت لكم. فإني ذاهبُ لأعدّ لَكمْ مَكاناً وبعدما أذهب وأعدَّ لكم المكان أعود إليكم وآخذكم إليَّ، لتكونوا حيث أكون أنتم تعرفون أين أنا ذاهب، وتعرفون الطريق " . فقال توما : يا سيد ، لانعرف أينَ أنتَ ذاهبُ، فكيف نعرف الطريق؟