عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 11 - 2012, 07:28 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,350,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كن في الحياة كعابر سبيل ..

والخير لا يتجزأ ، فلا يكون انساناً خيراً وغير خير في نفس الوقت أي لا يكون صالحاً وشريراً في وقت واحد ، حيث انه
الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد حسناته علي سيئاته. فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه. إن ميكروبا واحداً كاف لأن يلقي إنساناً علي فراش المرض، هو ليس محتاجاً إلى مجموعات متعددة من الجراثيم لكي يحسب مريضاً !!
تكفي جرثومة واحدة ..
هكذا خطيئة واحدة تضيّع نقاوة الإنسان
ينبغي على الأنسان ان يكون خيّراً ، وان يقيس نفسه بكل مقاييس الكمال ، ويعرف نواحي النقص التي فيه ، ويجاهد لكي ينتصر عليها
فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال حسبما نستطيع لأن النقص ليس خيراً والخير ليس هو فقط أن نعمل الخير ..
بل بالأكثر هو ان نحب الخير الذي نعمله .. فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغماً دون أن يريده ، أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف أو بسبب الرياء لكي ينظره الناس ، أو لكي يكسب مديحاً أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين ..!
وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق ، كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة ، ويود لو يكذب وينجو، أو من يتصدق علي فقير وهو ساخط وبوده ألا يدفع !
فهل نسمي كل ذلك خيراً ؟
و من يدفع من ماله صدقة للفقراء فقط لمجرد إطاعة الوصية ، ويكون كمن يدفع ضريبة أو جزية ! دون ان تدخل محبة الفقراء إلي قلبه..
كل هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته وليس في روحه ، والخير ليس شكليات .. وليس لونا من المظاهر الزائفة ، إنما هو روح ويكمن في القلب لذلك فاختبار الخير يكون بمعرفة حالة القلب من الداخل .
الخير .. هو محبة الخير الذي نفعله من اعماق قلبنا ولكي نحكم علي أي عمل بأنه خير.. يجب أولاً أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه.. فالدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها
الخير هو اقتناع داخلي بالحياة الصالحة ، مع إرادة مثابرة مجاهدة في عمل الخير وتنفيذه..
الخير هو إرادة قوية في القلب لعمل الصلاح .. تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال صالحة ، وليس هو مجرد روتين آلي
للعمل الصالح
ما لم يصل الإنسان إلي محبة الخير والتعلق به والحماس لأجله والجهاد لتحقيقة.. فهو لا يزال في درجة المبتدئين . وبحبنا الحقيقي للخير
نتجه إلى أعماقنا .. ونزرع فيها بذور سلام الميسح ووصاياه ومحبته وبذلك نحن نعيد تعميرها ..
ندرسها .. نرعاها .. نصحح مسيرتها لتعود اعماقنا أكثر إشراقا وتألقا وصلابة ولتكون قادرة على المواجهة العادلة التي بها نستطيع ان نحصد خيرها ونحقق لنا النجاح الذاتي والعام .


  رد مع اقتباس