قد يختلط الأمر على الخطيب أيضاً فيظن نفسه ولىّ أمر خطيبته، و يبدأ فى إملاء شروطه عليها من حيث أشياء لا يمكن له أن يتدخل فيها. و سأعرض على حضراتكم بعض هذه الأشياء التى ينبغى عدم التدخل فيها من قبل الخطيب فى حياة خطيبته ما دام ليس هو ولىّ أمرها لأن تدخله سيفسد الأمور إما بينه و بين خطيبته، أو بين الخطيب و أسرة خطيبته.
فمثلاً لا يحق للخطيب أن يمنع خطيبته من الخروج مع أسرتها، و كون الخطيبة تخطر خطيبها بأنها سوف تخرج مع أسرتها فليس للإستئذان منه لأنه ليس ولىّ أمرها. و إنما هى تخطره ذوقياً فقط حتى لا يقلق إن إتصل بها و لم يجدها كما هو متوقع. فلا يحق له أن يجعلها تعاند أسرتها و تمتنع عن الخروج معهم فقط ليثبت لنفسه و لها أنه سى السيد الآمر الناهى و السيد المطاع و أن سلطته إمتدت حتى تلاشى سلطة أبيها فى المنزل.
كما لا يحق له أيضاً أن يملى عليها من تزور من الأقارب و عمن تمتنع. فقد يكون للفتاة قريب - إبن العم مثلاً - قد تقدم لها فيما سبق و هى رفضته. و حينما يعلم الخطيب بذلك فيبدأ فى الشك و الغيرة مع كل زيارة لأسرة العم لمنزل الفتاة، أو فى زيارة الفتاة لمنزل عمها بصحبة أسرتها. فمن الطبيعى أن العلاقات الأسرة لن نتنقطع بين الأشقاء أو بين الأسرة حتى يهدأ الخطيب و يتوقف عن الشك. و ليس له أن يمنع الفتاة عن زيارة أسرتها، و يجب أن يعرف تماماً أن الفتاة لو رغبت يوماً بإبن عمها ذاك - على سبيل المثال - لكانت وافقت عليه حين تقدم لها. و ليس لها أى ذنب إن كان إبن عمها ما زال يحبها ما دام محتفظاً بحبه هذا داخل قلبه بين ضلوعه و لم يتخط حدود علاقة القرابة بينهما. و العكس بالعكس أيضاً للخطيبة التى تعرف إن خطيبها له قريبة كانت ترغب به و لكنه لما يبادلها المشاعر فلا تمنعه من زيارة أقرباءه لا لسبب إلا ألا يلتقى تلك الفتاة. فيجب عليها أن تثق به ولا تعطى الأمور أكثر من حجمها لأنه لو رغب بهذه الفتاة لكان له شأن آخر معها.
قد يكون للخطيب بعض الملاحظات لخطيبته عن تصرفات معينة أو ملابس معينة تضايقه، و قد يكون له فى أن يطلب منها ص أكثر فى التعامل مع أصدقائها - خاصة من الجنس الآخر - بحكم أنها صارت خطيبته. لكن لا يمتد الأمر إلى تضييق الخناق عليها فى كل حركة و كلمة و تصرف ما داموا مقبولين لأن الغيرة الزائدة التى تصل لحد الشك قد تهدم حياتهما معاً. و الحب و الغيرة يجب أن يكونا بمقدار فهما مثل الملح فى الطعام لا يجب أن ينقص أو يزيد.
منقوووووووووووووووووول