07 - 11 - 2012, 05:16 PM
|
رقم المشاركة : ( 92 )
|
..::| VIP |::..
|
الفصل الثامن والستون
قيامة الرب
لقد نظرت نفس الرب بين ملاكين، كانت في ثياب محاربين: كانت مضيئة، مُشرقة، متألقة كالشّمس في منتصف النهار؛ تخترق الصّخرة، تمسّ الجسد المقدّس، تجتاز فيه، ويتحد الاثنان فى الحال، وصارا واحدا. ثم رأيت الأطراف تتحرّك، وجسد يسوع أتحّد ثانية بنفسه وبلاهوته، قام ونفض الكفن الملتفّ حوله وأضئ كل ما فى الكهف .
فى نفس اللّحظة رأيت انفجار حية ضخمة مخيفة على الأرض أسفل القبر. لقد كانت حية ترفع رأسها لتهاجم يسوع؛ وكان لها رأس بشرى. لكن الرب أمسك بعصا بيضاء فى يده، مثبت بها راية كبيرة؛ ووضع قدمه على رأس الحية، وضرب ذيلها ثلاث مرات بعصاه، بعد ذلك اختفت الحية. لقد كنت أرى هذه الرّؤيا نفسها عديد من المرات قبل القيامة، ورأيت مثل هذه الحية، تسعي أن تخفي نفسها في وقت الحبلِ بيسوع: شَبهَ الحية التي أغرت والدينا الأوائل في الفردوس، فقط كانت أكثر ترويعاً. اعتقدتُ بأن هذه الرّؤياِ كَانَت إشارة للكَلِماتُ النّبوية " بنسل المرأةِ يَسْحقَ رأسِ الحية " والذي كَانَ كله مقصودَ أَنْ يَبرهن على غلبة إلهنا على الموتِ، لأنه في نفس اللّحظةِ التي رَأيته يَسْحقُ فيها رأسَ الحية، اختفي القبر من بصري أيضا.
ثم رَأيتُ الجسد المُمَجَّد للرب يقوم، ويعَبرَ خلال الصخور الصلبِة بسهولة وكأن هذه الصخور قَدْ تشُكّلَت من مادة مرنةِ. اهَتزّتْ الأرض، ونزل ملاك في زيِ محاربِ من السّماءِ بسرعةِ البرقِ، دَخلَ القبرَ، رَفعَ الحجر ووَضعه على الجانبِ الأيمنِ، وجلسَ فوقه. برؤية هذا المنظر سقط الجنودِ على الأرض، وبَقوا كأنهم بلا حياة. عندما رأى كاسيوس الضّوءَ السّاطع الذي أنار القبر، اقتربَ من المكانِ حيث وُضِعَ الجسد المقدّس، نَظرَ ومَسَّ الأكفانَ وتَركَ القبر ليَذْهبَ ويُخبر بيلاطس بكل ما حَدث. إلا أنه تَلكّأَ لوقتَ قصيرَ ليُراقبَ تقدم الأحداثِ؛ لأنه على الرغم من أنه قَدْ شَعرَ بالزّلزال ورَأىَ الملاكَ يحركَ الحجرِ، ونَظرَ القبرِ الفارغِ، إلا أنه لم يرىَ يسوع بعد.
فى ذات اللّحظةِ التي دخل فيها الملاكِ القبرَ واهتزت الأرضَ، رَأيتُ الرب يَظْهرُ إِلى أمه المقدّسةِ فى الجلجثةِ. جسده كَانَ جميلَ ومرحَ، وجماله كَان جمال كائن سماويِِ. كان مكُتسِيا بعباءةِ كبيرةِ، بدت بيضاء بتألق، كما كانت تهفهف فى الهواءِ، ترفرف ذهاباً وإياباً مع كل نسمةِ رّيحِ، وتعكس آلاف الألوان الرائعة كلما عَبرتْ أشعة الشمسِ عليها. أشرقتْ جراحه المفتوحة على نَحْو ساطع، وكانت مُمكنُ أَنْ تَرى من مسافةِ عظيمةِ: جراح يديه كَانتْ كبيرَ جداً حتى أنه ممكن وضع الإصبعِ فيها بلا صعوبةِ؛ ونفذت أشعة الضّوء منها، منفرجة من جهةِ أصابعه. نفوس البطاركةِ رَكعتْ أمام أمِ مُخلصنا، وتكلم يسوع إليها مُشيرا إلى قيامته، مُخبرا إياها بأشياء عديدة قَدْ نَسيتُها. أراها جراحه؛ وانطرحت مريم لتُقبّلَ قدميه المقدّسة؛ لكنه اَخذَ يدّها، أقامها، واختفىَ.ِ
عندما كُنْتُ على مسافةِ من القبرِ رَأيتُ أضواءَ عذبة متوهِّجة هناك، ورأيت بقعةَ مضيئةَ كبيرةَ في السّماءِ فوق أورشليم.
|
|
|
|