عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


الفصل الخامس والستون
عشية القيامة



نحو نهاية يومِ السبت، جاء يوحنا ليَرى النِّساء القديّسات. حاول أن يَقدم بعض التّعزيةِ، لكنه لم يتَمَكّنَ من أَنْ يمنع دموعه، ومكث لفترة قصيرة معهم. كَانَ فى زيارتهم أيضا كل من بطرس ويعقوب الكبير، بعد ذلك اختلوا فى صوامعهم، أعطوا متنفس لأحزانهم، جلسوا على الرماد, وحْجبُوا أنفسهم أكثر.
صلاة العذراءِ المباركةِ كَانتْ بلا توقفَ. عينيها ظلت دوما مُثبّتة بشكل داخلي على يسوع، وقَدْ توهجت تماماً برغبة عارمة أن تنظر مرة أخرى من أحَبّتْه بمثل هذا الحبِّ المتعذر وصفه. فجأة وَقفَ ملاك بجانبها، ودعاها أن تنَهضَ وتَذْهبُ إلى بابِ منزلِ نيقوديموس، لأن الرب كَانَ قُرْيب. قفز قلب العذراءِ المباركةِ بالبهجةِ. لَفّتْ عباءتها بعجالة حولها، وتَركتْ النِّساء القديّسات، دون أن تُعلمهم إلى أين هي ذْاهبةُ. رَأيتُ مشيتها المسرعةَ إِلى مدخلِ صغيرِ كان في سور المدينةِ، يماثل المدخل الذي دَخلتْ منه عندما رْجعُت مع مرافقيها من القبرِ.
كان حوالى الساعة التاسعة ليلا، عندما وصلت العذراء المباركة للمدخل، رَأيتهاُ تقف فجأة في بقعةِ منعزلة جداً، وتنظر لأعلى في نشوةِ مبهجة، لأنها رأت ألهنا على قمةِ سور المدينةِ، متألقا بالنور، بدون ظهور الجراحِ، ومحاطَ بالبطاركةِ. لقد نزل نحوها، التفت إِلى مرافقيه، وَقدمها لهم قائلا " ها هى مريم، ها هى أمي " ظَهرَ لي يُحيّيها بقبلةِ، واختفىَ بعد ذلك. سَجدتْ العذراءُ المباركةُ لأسفل، وقَبّلتْ الأرض التي وَقفَ عليها بإجلال، وطبعة يديها ورُكَبتيها ظلت مَطْبُوعةَ على الأحجارِ. هذا المنظر مَلأها ببهجةِ يتعذر وصفهاِ، وانضمّتْ فى الحال مرة أخري بالنِّساءِ القديّساتِ اللواتي كن منشغلات في إعْداْدِ الأطياب والحنوطِ. لمَ تخبرهم بما رَأتْه، لكن ثباتها وقوه فكرها قَدْ عادا إليها, لقد تجددتْ تماماً وأُراحت كل الباقينِ، وسَعتْ أن تَقوّي إيمانهم.
عندما عادت مريم كانت كل النِّساءِ القدّيساتِ يَجْلسنَ على منضدةِ طويلةِ، يتدلى غطائها حتى الأرض؛ حزم الأعشابِ كُوّمتْ حولهم، وقد تم خَلطهم سوية وترَتيّبهم ؛ كانت توجد أيضا قوارير صغيرة، تَحتوي على زيوت عطرية وماء العنبرِ، أيضا باقاتِ الزّهورِ الطّبيعيةِ، ميزت منها زهرة السوسن. المجدلية، مريم ابنة كلوبا، سالومه، يونا، ومريم سالومه، قَدْ اشترينَ كل هذه الأشياءِ من المدينةِ خلال غياب مريم. نيتهم كَانتْ أَنْ يَذْهبنَ إلى القبرِ قبل شروق الشمسِ فى اليوم التاليِ، من أجل أَنْ يَنْثرنَ هذه الزّهورِ والعطورِ على جسدِ سيدهم الحبيبِ.






  رد مع اقتباس