عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


الفصل الرابع والستون
الهبوط إلى الجحيم


عندما مات يسوع، بعدما صرخ بصوت عالي " أَبتاه، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي " رَأيتُ نفسه السّماويةَ تحت شكلِ يُشبه نيزكِ ساطع تخترق الأرض عند موضع الصّليبِ، مصحوبة بالملاك غبريال وبعديد من الملائكةِ الأخرىِ. طبيعته الإلهية ظلت متّحدة إِلى نفسه وإلى جسده أيضا، الذي كان ما زالَ مٌعلق على الصّليبِ، لكنى لا أستطيع أَنْ أُوضّحَ كيف كان هذا مع أنى رَأيت ذلك بوضوح في ذهني. المكان الذي دخلته نفس يسوع قَدْ قُسّمَ إلي ثلاثة أجزاءِ، بدت لي مثل ثلاث عوالمِ؛ وشَعرتُ أنّها كَانت مستديرَة، وأن كل جزء منفُصِلِ عن الآخرِ .
نَظرتُ فضاءَ ساطع وجميلَ قبالة عالم النسيانَ؛ الذى كان مطَليا بالزّهورِ، نسائم لذيذة تهَبّْ منه؛ ونفوس عديدة قَدْ وُضِعتْ هناك قبل قبولها في السّماءِ. عالم النسيان، هو المكان الذى كانت تَنتظرُ فيه النفوس الفداء، قَدْ قُسّمَ إلي مقصوراتِ مختلفةِ، ومُحاطَا بغلاف ضبابيِ سميكِ. ظَهرَ إلهنا متألقاَ بالنور ومُحاطَ بالملائكةِ، التي صاحبته بشكل منتصر بين أثنين من هذه المقصورات؛ واحدة على اليسار بها البطاركة الذين عِاشَوا قبل زمن أبينا إبراهيم، والتى على اليمين بها أولئك الذينِ ِ عِاشواَ من أيامِ أبينا إبراهيم وحتى القديس يوحنا المعمدان. هذه النفوس لم تميز يسوع في بادئ الأمر، لكن على الرغم من هذا كانت ممتلئة بأحاسيسِ الفرح والرجاء. لم يكن هناك بقعةَ في تلك المناطق لم تَتسّعُ بمشاعرِ السّعادةِ. مرور يسوع ممكن أن يُقارنُ بهَبّوبِ نسمه من الهواءِ، بومضةِ نور مفاجئةِ، أو بالاغتسال بالنّدىِ، لكنه سريع كالعاصفةِ. بعد المرورِ بين المقصورتين، وَصلَ إلى بقعةَ مظلمةَ حيث كَانا آدم وحواء يَقفانِ؛ تَكلّمَ إليهم، انطرحوا ومَجّدوه في نشوةِ فرح تامةِ، وانضما فى الحال لفرقةَ الملائكةِ، ورَافقوا إلهنا إِلى المقصورةِ التى على اليسارِ، التي احتوتْ على البطاركة الذين عِاشوا قبل أبينا إبراهيم. المدخل كان مثل بابِ مغُلِق، لكن الملائكةَ طَرقتْ واعتقد أنى سَمعتهم يَقُولونَ : " اَفْتحُوا هذه الأبوابِ. " عندما دَخلَ يسوع منتصراِ تفرقت الشّياطينِ، صْارخُة في نفس الوقت، " ماذا هناك بينك وبيننا؟ ما الذى أتى بك هنا ؟ هَلْ ستَصْلبنا أيضا ؟ " طردتهم الملائكة بعيدا، بعد أن قَيّدتهم أولا. النفوس المسكينة المحبوسة في هذا المكانِ كَانَ لديها فقط حِس داخلي‏ ضئيل وفكرة مُبهمة عن حضورِ يسوع؛ لكن فى اللّحظةَ التى اخبرهم بها أنه هو بنفسه، انفجروا بفرح فى استقبال حافلَ ورَحّبوا به بتراتيلِ البهجة والفرح. نفس إلهنا حينئذ أخذت طريقها إِلى اليمين، نحو ذلك الجزءِ الذي يكَوّنَ علم النسيان حقاً؛ وهناك لاقى اللّصِ اليمين الذي حملته الملائكةِ إِلى حضن إبراهيم، بينما جرجرت الشياطين اللص السّيئِ إلي جهنمِ. وبعد ذلك دَخلَ الرب حضن إبراهيم، تصاحبه عديد من الملائكةِ والنفوس المقدّسةِ، وأيضا مع تلك الشّياطينِ التي قُيّدتْ وطُرِدَت من المقصورةِ.
هذه النّاحيةِ ظَهرتْ لي أكثر ارتفاعا من الأجزاءِ المحيطةِ؛ وأستطيع فقط أن أصف أحاسيسي بدُخُولها، بمُقَارَنتها بأحاسيس شخصِ يَجيءُ فجأة إلى داخلِ كنيسةِ، بعد ما كانَ لبعض الوقتِ في سراديب‏ الدّفنِ. الشّياطين، التي قَدْ قُيّدتْ بقوة، كَانتْ مشمئزةَ بشدة من أَْن تَدْخلَ، وقَاومتْ بأقصى قوتها، لكن الملائكةَ أرغمتها على أَنْ تَتقدّم. تجمع كل الأبرار الذين عِاشواَ قبل زمن المسيحِ هناك؛ البطاركة وموسى والقضاة، والملوك على الجانبِ الأيسرِ؛ وعلى جانبِ الأيمنِ الأنبياء وأسلاف إلهنا وأيضا أقربائه القُريْبين، مثل يواقيم وحنة ويوسف النجار وزكريا وإليصابات ويوحنا المعمدان. لم تكَنَ هناك شياطينُ في هذا المكانِ، والمشقة الوحيدة التي كَان يشُعِر بها أولئك المَوْضُوعين هناك كَانت رغبة متلهفة لإنجازِ الوعدِ؛ وعندما دخل إلهنا حَيّوه بالتّراتيلِ المُفرحة والامتنان والشّكرِ لإنجازه للوعد، انطرحوا ومَجّدوه، والأرواح الشّريّرة التي كَانتْ سُحِبتْ إلي حضن إبراهيم عندما دخل إلهنا قَدْ أُرغمتْ على أَنْ تَعترفَ بخزيِ أنها قَدْ قُهِرت. عديد من هذه النفوس المقدّسةِ أمرها الرب أَنْ تَرْجعَ إِلى الأرضِ، وتعود لأجسادها، وهكذا تُقدم شهادة مهيبة ورائعة عن الحقِيقة. في ذات هذه اللّحظةِ تَرك عديد من الموتى قبورهم في أورشليم وبعد ما أنجزتَ المُهمة التى ائتمنوا عليها رقدوا ثانية.
رَأيتَ بعد ذلك إلهنا، بموكبه المنتصرِ، يَدْخلُ موضع قَدْ مُلئ بالوثنيين الأخيار الذين لكونهم كَانَ لديهم بصيصُ ضعيف من الحقيقةِ، قَدْ اشتاقَوا إلى إنجازها: هذا الموضع كَانَ عميقَ جداً، ويحتوى بضع شياطين، وأيضا بعض من أصنامِ الوثنيين. رَأيتُ الشّياطينَ تُرغم على أَنْ تَعترفَ بالمكر الذى مَارسوه فيما يتعلق بهذه الأصنامِ، ونفوس الوثنيين المساكين تَلقى بنفسها تحت أقدامِ يسوع، وتمَجّده ببهجةِ يتعذر وصفهاِ: هنا، على نفس النمط، الشّياطين كَانتْ مقيدة بالسّلاسلِ وجُرت بعيدا. رَأيتُ مُخلصنا يُؤدّي عديد من الأعمالِ الأخرىِ؛ لكنى عَانيتُ بحدة في نفس الوقت، حتى أنى لا أستطيع أَنْ اسردها. أخيراً، رأيته يَقتربُ من إِلى مركزِ الهاويةِ العظيمةِ، بعبارة أخرى، إِلى جهنمِ نفسها؛ وتعبير مُحياه كَانَ أكثر حدّةِ.
المظهر الخارجي لجهنمِ كَانْ مُروّعُ ومخيف؛ كانت هائلة، ثقيلة المظهر، والصّوان الذي تشَكّلتَ منه، مع أنه أسود، إلا أنه له سّطوعِ معدنيِ؛ والأبواب المظلمة والثّقيلة جدا قَدْ ثَبّتت بتلك المزاليج الفظيعةِ التي لا أحد يستطيع أَنْ يَنْظرها دون أن يرتِعد. آهات عميقة وصرخات اليأسِ تُميز بوضوح بينما الأبوابَ مغُلِقة بإحكام؛ لكن، أه, من يستطيع أَنْ يَصفَ الصّراخ والعويل المُخيف الذي يفجرِ الأذنِ عندما تُحلّ المزاليج وتُفتح الأبواب ؛ وأه, من الذى يستطيع أَنْ يُصف المظّهر الكئيب لساكني هذا المكانِ التّعسِ!
إنّ الشّكلَ الذي تُصور عليه أورشليم السّماوية عموماً في رُؤاي هو صورة مدينةِ جميلةِ ومُنَظَّمةِ بشكل جيدِ، ودرجات المجد المختلفة التي ينالها المنتخبين تُبرهن عنها روعةِ قصورهم أو الثمار الرّائعة والزّهور التي تُزين بها حدائقِهمِ. جهنم أٌظهرت لي تحت نفس الشّكلِ، لكن كل شئ داخلها ضيق، مضطرب ومزدحم؛ كل شيء يَمِيلُ أَنْ يَمْلأَ العقل بأحاسيسِ الألمِ والأسىِ؛ إنّ علاماتَ غضبِ وانتقام الرب مرئيُة في كل مكان؛ اليأس، كعقابِ، يَقْضمُ كل قلبِ، والتنافر والبؤس يسودان بالكامل. فى أورشليم السّماوية الجميع فى سلامُ وانسجام أبدى، بِداية ونهاية كل شيءِ هو سعادةَ صافيةَ وكاملة ؛ إنّ المدينةَ ملآنة بالبناياتِ الرّائعةِ، مزَيّنةَ بأسلوب يأخذ بكل عينِ ويُبهجُ كل إحساسِ؛ إنّ سأكنى هذا المسكنِ المبهجِ يَفِيضُون بالنشوة والاغتباط، الحدائقِ مشرقة بزّهورِ جميلةِ، والأشجار مغَطّاة بثّمارِ لّذيذةِ تَعطي حياة أبدية. فى مدينةِ جهنم لاشيء يُرى سوى زنزاناتَ كئيبةَ، كهوف مظلمة، صحاري مخيفة، مستنقعات نتنة ملآنة من كل نوع قابل للتخيلِ من الزّاحفِ السّامةِ والمُثيرة للاشمئزاز. فى السّماءِ أنت تَنْظرُ السّعادةَ واتحاد القديسين المسالمَ؛ في جهنمِ، مشاهد أبدية من التنافر الرديء وكل أنواع الخطيئةِ والفسادِ، إمّا تحت أكثر الأشكالِ ترويعاً قابل للتخيل، أو ممَثّلَة بأنواعِ مختلفةِ من العذابِ المُخيفِ. كل شئ فى هذا المسكنِ الكئيبِ يَمِيلُ إلى أَنْ يَمْلأَ العقل بالرّعبِ؛ لا كلمةَ رّاحةِ تُسمعُ أو فكرة مُوَاساة يسمح بها المجال؛ الفكر الوحيد هو أن عدالة الرب القدير والتى تُسدد إلى أقصى حد‏ ليست سوى ما استحقّوه بالكامل وهى الإدانةُ التى تستحوذ على النفس وتُغرقُ كل القلبِ. تَظْهرُ الرّذيلةُ في أصحابها فى ألوان مُثيرة للاشمئزاز متجهمة، عاريةَ من القناعِ الذي تختبئ تحته في هذا العالمِ، وتُريِ أفعى لعينة تُلتَهِم أولئك الذين تعلقوا بها أو راعوها هنا تحت. باختصار، جهنم هي هيكلُ الألمِ واليأسِ، بينما ملكوت الرب هو هيكلُ السّلامِ والفرحِ. هذا سهلُ أَنْ يَفْهمَ عندما يُري؛ لكنه من شبه المستحيل أَنْ يوُُصفَ بوضوح.
الانفجار الكبير للأقسامِ واللعنات ونداءات اليأسِ والصياح المخيف الذي أنفجر كدوي الرّعدِ عندما فُتِحتْ أبوّاب جهنمِ بالملائكةِ، سَيَكُونُ من الصعب حتى َتخيّلَه؛ تكلم الرب أولا إِلى روحِ يهوذا، وأرغمت الملائكة كل الشّياطينِ أَنْ تَعترف بيسوع وتُمجّده. إنهم كَانوا يُفضّلونَ بشكل مُطلَق‏ المزيد من العذاب عن مثل هذا الإذلالِ؛ لكن الكل قَدْ اُلزمَ أَنْ يخضع. كثيرين قَدْ قُيّدَوا في دائرةِ قَدْ وُضِعتْ حول دوائر. فى مركزِ جهنمِ رَأيتُ هاويةَ مظلمةَ ومروّعَه المظهرَ، وفي هذه كان إبليسِ موضوع، بعدما تقيد بقوة بالسّلاسلِ؛غيوم سميكة من دخان أسود كبريتي كان يصعد من أعماقها المخيفةِ، وتغَلّفَ شكله المخيف في طّيّاتِ كئيبةِ، هكذا تُخفيه بشكل فعّال عن كل مشاهدِ. الرب بنفسه قَدْ أمر بهذا؛ ولقَدْ أُخبرتُ على نفس النمط، إن كنت أَتذكّرُ بشكل صحيح أنه سَيُحَرّرُ قبل سنة 2000 للمسيح بخمسين أو ستين سنة. تواريخ عديد من الأحداثِ الأخرىِ قَدْ أُشير إليها لكنى لا أَتذكّرها الآن؛ لكن سَيفك عددَ محدد من الشّياطينِ قبل إبليسِ كى تُجرب البشر، وأَنْ تَخْدمَ كأدوات انتقام إلهي. لابد أَنْ أَعتقدَ أنّ البعض يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَحْلُول حتى في الوقت الحاضرِ، والآخرون سَيُطلقونَ في وقتِ قصيرِ.
سَيَكُونُ من المستحيل تماماً لي أَنْ أَصفَ كل الأشياءِ الذي أُظهرت لي؛ أن عددهم كَانَ عظيمَ جداً لدرجة أننى لم أتَمَكّن من أَنْ أقللها لأرتبها وأعرفها وأُعيدها بوضوح. بالإضافة إلى أن آلامي كانت عظيمةُ جداً، وعندما أَتكلّمُ عن موضوعِ رُؤاي أنظرها في عينِ ذهني مرَسومة بمثل هذه الألوانِ الشّديدة الوضوحِ، أن المنظر كافي تقريباً أَنْ يُسبّبَ ضعف مُهلك لنفسي .
رَأيتِ بعد ذلك حشود غير معدودة من النفوس المفدية مُحَرّرة من موضع العذاب ومن عالم النسيانِ، وتتبع إلهنا إِلى بقعةِ مبهجةِ تَقع فوق أورشليم السّماوية، حيث وضع فيها منذ وقت قليل جداً، روحَ شخصِ عزيزَ جداً علي. روح اللّصِ اليمين قَدْ اُخِذَ أيضا هناك، وتحقق وعد إلهنا : " اليومِ, ستكون معي في الفردوس ".
ليس في قدرتي أَنْ أُوضّحَ الوقت المضبوط لحدوث كل حدث من هذه الأحداثِ، ولا أستطيع أَنْ أروى نصفِ الأشياءِ التي رَأيتُها وسَمعتُها؛ لأن البعض كَانَ غامضَ حتى لنفسي، والأخرى سَيساء فهمها إن حَاولتُ أن أرويها. لقَدْ رَأيتُ إلهنا فى أماكنِ عديدة مختلفةِ. حتى في البحرِ ظَهرَ لي كى يُقدّسَ ويحرر كل شيء مخلوقِ. الأرواح الشريّرة هَربتْ في اقترابه، وألقت بنفسها في هاويةِ مظلمةِ. لقد رأيته أيضا في أجزاءِ مختلفةِ من الأرضِ، أولا داخل قبرِ آدم، تحت الغولغوثا؛ وعندما كَانَ هناك أنفس آدم وحواء صَعدتا إليه، وتَكلّمَ إليهما لبعض الوقتِ. ثم زارَ قبور الأنبياءِ التي دُفِنتْ علي عمقِ هائلِ تحت الأرض؛ لكنه عَبرَ خلال التّربةِ في لمحة عينِ. أرواحهم عادتْ ودخلت أجسادهم فوراً، وتَكلّمَ إليهم ووَضّحَ أعجب الأسرار. ثم رَأيته، ترَافقهَ فرقةِ مُختَاَرةِ من الأنبياءِ، من بينهم ميزت داود، زار أجزاءِ من الأرضِ التي قَدْ قُدّستْ بمعجزاته وبآلامه. وضح لهم بأعظم حبِّ وصلاح الرّموز المختلفة للشريعة القديمةِ وكيف أنها تعبّر عن المستقبلِ؛ وأراهم كيف أنه بنفسه قَدْ حقق كل نبؤِه. منظر إلهنا مُحاطَ بهذه النفوس السّعيدةِ، ومتألقا بالنور، كَانَ يفوق الوصف بينما كان ينساب منتصرا خلال الهواء، أحياناً يعبر بسرعةِ البرقِ، على الأنهارِ، ثم مُختَرِقا خلال أصلب الصّخورِ إِلى مركزِ الأرضِ، أو مُتحركا بلا ضوضاء على سطحها.
أنى لا أستطيع أَنْ أَتذكّرَ شيء سوى الحقائق التي رويتها والتى تختص بهبوط يسوع إلي عالم النسيانِ، حيث ذَهبَ من أجل أَنْ يُقدّمَ إِلى النفوس المحتجزة هناك نّعمةَ الفداء التي كسبها لهم بموته وبآلامه؛ ولقد رَأيتُ كل هذه الأشياءِ في فترة قصيرةِ جداً من الوقتِ؛ في الحقيقةِ، أن الوقت عَبرَ بشكل سريع جدا حتى أنه بدا لي أنه ليس سوى لحظةَ. إلهنا، على أية حال، عَرضَ أمامي، في نفس الوقت، صورة أخرى، التي نَظرتُ فيها الرّحمةَ الهائلةَ التي يَمْنحُها في الوقت الحاضرِ إلى النفوس المسكينة التي في العذابِ؛ لعل فى كل ذكرىِ لهذا اليومِ العظيمِ، عندما تَحتفلُ كنيسته بسر موته المجيد، يَلقي نظرةَ رحمة على النفوس التى في العذاب، ويُحرّرُ بعض الذينِ أثموا ضده قبل صلبه. رأيت هذا اليومِ يسوع يُنجى عديد من النفوس؛ البعض كنت أعرفه والآخرون كَانوا غرباءَ بالنسبة لي، لكنى لا أستطيع أَنْ أَسمّي أيا منهم.
إلهنا، بالنزول إلى الجحيم، َزْرُع في بستان الكنيسة الرّوحيةِ، شجرة غامضة، ثمارها تعني استحقاقاته المُعينة لراحةِ ثّابتةِ للنفوس المسكينة التى في العذابِ. مجاهدي الكنيسةِ يَجِبُ أَنْ يَفْلحَوا الشّجرة، ويجمعون ثمارها، من أجل أَنْ يُقدّمونها إِلى ذلك الجزءِ المتألمِ من الكنيسةِ الذي لا يستطيع أَنْ يفعَلُ شيء لنفسه. هكذا بكل استحقاقات المسيحِ؛ نحن يَجِبُ أَنْ نَعْملَ معه إن رْغبُنا أَنْ نَحْصلَ على حصّتنا منها؛ نحن يَجِبُ أَنْ نَكْسبَ خبزنا بعرقِ جبيننا. كل شيء قد فعله إلهنا من أجلنا في حينه يَجِبُ أَنْ يُنتجَ ثمار للأبدية؛ لكننا يَجِبُ أَنْ نجمّعَ هذه الثّمارِ، التى لا يُمكنُ بدونها أَنْ نَمتلكها في الأبدية. إنّ الكنيسةَ هى أكثر الأمهاتِ تدبيرا وتّفكيراً؛ إنّ السّنةَ الكنسية لهي بستان هائل ورائعةُ، فيها تتجمع كل تلك الثّمارِ للأبد، حتى نَستعملها في حينهِ. كل سنةِ تَحتوي ما يكفي أَنْ يسد احتياجات الجميع؛ لكن الويلَ للبستانيِ المهملِ أو الغشّاشِ الذي يَسْمحُ أن تهلك أي ثّمرةِ موضوعه تحت عنايته؛ إن َفْشلُ في أن يتاجر بتلك النِّعَمِ التي تُعيدُ الصحة للمرضى والقوة للضّعفاء والطّعام للجوعى! عندما يأتى يوم الحساب، سَيَطْلبُ سيد البستان حساب صارم، ليس فقط عن كل شجرةِ، بل أيضا عن كل ثّمرةَ نبتت في البستان.






  رد مع اقتباس