07 - 11 - 2012, 05:04 PM
|
رقم المشاركة : ( 7 )
|
..::| VIP |::..
|
الفصل الرابع والخمسون
وصف لبعض أجزاء أورشليم العتيقة
البوّابة التي تقع على الجانب الشّرقي من أورشليم، جنوب الركن الجنوبي الشرقي من الهيكل، كانت تقود إلى ضاحية أوفيل. بوّابة الخراف كانت تقع شمال شرق ركن الهيكل. بين هاتين البوّابتين كانت توجد بوابة تقود إلى بعض الشّوارع التى تقع شرق الهيكل، ومعظم سكانها من البناءين وعمّال آخرين. تخص معظم البيوت التى في هذه الشّوارع نيقوديموس، حيث أته هو الذي بناها وكان يشغلها العمّال الذين كانوا يعملون معه. كان نيقوديموس قد شيد منذ وقت ليس بطويل بوّابة جميلة كمدخل إلى هذه الشّوارع، دعاها بوّابة الموريا. كان قد أنتهي للتو من استكمالها، ومنها دخل يسوع المدينة فى أحد السعف. هكذا دخل من البوّابة الجديدة لنيقوديموس. ولم يكن أحد قد عبر منها بعد، ودفن في قبر جديد ليوسف الرامى، لم يكن أحد قد دُفن به بعد. هذه البوّابة قد سُددت الآن بالحجارة، وكان هناك تقليد أن يدخل المسيحيين المدينة من خلالها. حتى في الوقت الحاضر، البوّابة المسدودة تدعى من قبل الأتراك بالبوّابة الذّهبية.
الطّريق الذى يقود إلى الغرب من بوّابة الخراف يوجد بالضبط على الجانب الشمال الغربي لجبل الجلجثة. من هذه البوّابة حتى الجلجثة مسافة حوالي ميلين وربع؛ ومن قصر بيلاطس إلى الجلجثة حوالي ميلين. قلعة انطونيو تقع شمال غرب جبل الهيكل، على صخرة مستقلة. الشخص الذى يذهب نحو الغرب من قصر بيلاطس، كان عليه أن يجعل هذه القلعة على يساره. على أحد أسوارها كانت توجد شرفة تُطِلّ على المحكمة، والتى أعتاد بيلاطس أن يصدر منها بياناته إلى الشعب: لقد فعل هذا، على سبيل المثال، عندما أعلن القوانين الجديدة.
عندما كان المسيح يحمل صليبه داخل المدينة، كان جبل الجلجثة على يمينه. هذا الطّريق، يتجه إلي الناحية الجنوبية الغربية، ويقود إلى بوّابة في سور داخلي للمدينة، فى اتجاه صهيون. خلف هذا السور، إلى اليسار، كانت توجد ضّاحية، تحتوي على حدائق أكثر مما تحتوى على منازل؛ وفى اتجاه السور الخارجي للمدينة توجد بعض القبور لها مداخل من حجارة. على هذا الجانب كانت توجد دار تخص لعازر بحدائق جميلة، تمتدّ قليلاً نحو جزء يتحول فيه السور الخارجي الغربي من أورشليم إلى الجنوب. أنى أعتقد أنّ هذا باب خاصّ صغير، جُعل في سور المدينة، ومن خلاله كان يسوع وتلاميذه يعبرون غالبا بسماح من لعازر ويقود إلى هذه الحدائق.
البوّابة التى توجد فى الركن الشمال الغربي للمدينة تقود إلى بيت صور، التي تقع نحو الشّمال من عمواس ويافا. الجزء الغربي من أورشليم كان منخفض من أي جزء آخر: كانت الأرض تنحدر أولا إلي اتجاه السور المحيط بها، ثم ترتفع ثانية عندما تقترب منه؛ وعلى هذا المنحدر توجد حدائق ومزارع عنب، يوجد خلفها طريق مُتسع يقود إلى الأسوار والأبراج. عند الجانب الآخر، تنحدر الأرض بدون السور نحو الوادي، حتى أن الأسوار التى تحيط بالجزء المنخفض من المدينة تبدو كأنها بنيت على شرفة عالية. توجد هناك حدائق ومزارع عنب على التّل الخارجي حتى في الوقت الحاضر. عندما وصل يسوع إلي نهاية طريق الصّليب، كان على يساره ذلك الجزء من المدينة حيث كان توجد هناك كثير جدا من الحدائق؛ ومن ذلك المكان كان سمعان القيروانى أتياً عندما لاقى الموكب.
البوّابة التى غادر يسوع منها المدينة لم تكن تواجه الغرب بالكامل، بل تواجه الجنوب الغربي. سور المدينة على الجانب الأيسر، بعد المرور من البوّابة، يجرى في اتجاه الجنوب قليلاً، ثم يتجه نحو الغرب، وبعد ذلك إلى الجنوب ثانية، حول جبل صهيون. عند هذا الجانب يوجد برج كبير، مثل القلعة. البوّابة التى ترك يسوع المدينة منها لا تبتعد كثيرا عن بوّابة أخرى نحو الجنوب، تقود لأسفل الوادي وحيث طريق يتجه إلى اليسار في اتجاه بيت لحم. يتجه الطّريق إلى الشّمال نحو جبل الجلجثة بعد قليل من تلك البوّابة التى ترك يسوع منها أورشليم عندما حمل صليبه. جبل الجلجثة كان شديد الانحدار على جانبه الشّرقي مواجهة المدينة، ويهبط تدريجياً فى جانبه الغربي؛ وعلى هذا الجانب، يُري الطّريق إلى عمواس، كان هناك حقل، رأيت لوقا فيه يجمّع بضع نباتات عندما كان هو وكلوبا ذاهبان إلى عمواس، وقابلا يسوع في الطريق. قرب الأسوار، على شّرق وجنوب الجلجثة، كانت هناك حدائق وقبور ومزارع عنب. الصّليب كان قد دفن على الجانب الشمالي الشرقي، في سفح جبل الجلجثة .
يقع بستان يوسف الرامى قرب بوّابة بيت لحم، على مسيرة سبع دقائق من الجلجثة: كان بستانا جميلا جدا، بأشجار طّويلة وجسور وتعاريش، جعلت به ظلال كثيرة، ويقع على أرض صاعدة ممتدّة إلى أسوار المدينة. الشخص الذى يجيء من الجانب الشّمالي للوادي ويدخل البستان كان على يساره ربوه صغيرة تمتد حتى سور المدينة؛ وعلى يمينه، في نهاية البستان، صخرة منفصلة، حيث تقع مغارة القبر. المغارة التي قد جُعل القبر فيها تقع فى اتجاه الشّرق؛ وعلى الجوانب الجنوبية الغربية والشمالية الغربية لنفس الصّخرة كان يوجد قبران آخران أصغر، كانا جديدان أيضا وبواجهة ضيقة.
كان يوجد ممر، يبدأ على الجانب الغربي لهذه الصّخرة ويلتف حولها. الأرض التى أمام القبر كانت أعلى من الأرض التى أمام مدخله، والشخص الذى يرغب أن يدخل المغارة كان عليه أن ينزل بضع درجات. كانت المغارة كبير تسع لأربعة رجال يستطيعوا أن يقفوا قرب الحوائط على كل جانب بدون إعاقة تحرك حاملي الجثمان. مقابل الباب كان يوجد تجويف في الصّخرة، حيث القبر قد جعل؛ كان يعلو حوالي قدمين فوق مستوى الأرض، ويتصل بالصّخرة من جانب واحد فقط، كمذبح: شخصان ممكن أن يقفا، واحد عند الرّأس وواحد عند القدمين؛ وكان هناك أيضاً مكان لثالث في المُقدِّمة، حتى لو كان باب التّجويف مُغلق. هذا الباب كان مصنوع من بعض المعادن، ربما من النّحاس، وكان له ضلفتان تطويان. هذه الضلف ممكن أن تغلق بحجر يُدحرج أمامها؛ والحجر المستعمل لهذا الغرض قد حفظ خارج الكهف. ما أن وضع يسوع في القبر حتى دُحرج الحجر أمام الباب. كان كبيراً جدا، ولا يمكّن أن يزال بدون جهود بضع رجال.
مقابل مدخل الكهف كان يوجد مقعد حجري، وبالصعود عليه يمكن للمرء أن يتسلّق الصّخرة المغطاة بالعشب، ومن ذلك المكان تُرى أسوار المدينة والأجزاء العالية من جبل صهيون وبعض الأبراج وأيضا بوّابة بيت لحم ونبع جيحون. الصّخرة بالداخل كان لونها أبيض، بعروق حمراء وزّرقاء
|
|
|
|