عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل الثاني والخمسون

طلب يوسف الرامى لجسد يسوع


ما أن بدأ الاضطراب الذي ساد المدينة أن ينحسر، حتى أرسل اليهود الذين من المجلس إلى بيلاطس يطلبون أنّ تُكسر سيقان المصلوبين، لكى تنتهي حياتهم قبل فجر السبت. أرسل بيلاطس جنود فى الحال إلى الجلجثة لينفّذوا رغباتهم.

سمع يوسف الرامى عن موت يسوع، وقرر هو ونيقوديموس أن يدفناه فى قبر جديد شيده يوسف في نهاية حديقته التى لم تكن بعيدة عن الجلجثة. كان بيلاطس ما زال قلقاً ومهموماً، وتعجب كثيراً برؤية شخص ذو مكانة عالية مثل يوسف يحرص على أن يُعطى إذن بدفن مجرم بكرامة بالرغم من أدانته بأن يصلب بشكل مخزي. طلب بيلاطس ابن ادار القائد الروماني، الذي عاد إلى أورشليم بعد أن تشاور مع التّلاميذ الذين اختبئوا في المغائر، وسأله إن كان ملك اليهود قد مات حقا. قدم ابن ادار تقريراً مُفصلاً لبيلاطس عن موت يسوع وكلماته الأخيرة وصرخته العالية التى نطقها قبل الموت، والزّلزال التي أنتجت الهوّة العظيمة في الصّخور. الشيء الوحيد الذي فاجأ بيلاطس كان الموت السريع ليسوع، حيث أن الذين صلبوا من قبل كانوا يعيشون لفترة أطول فى المعتاد؛ لكن مع أنه قال كلمات قليلة جدا، إلا أن كل كلمة نطقها يوسف الرامى زادت من فزعه وندمه. أعطى بيلاطس ليوسف مطلبه على الفور، والذي من قبله قد خوّل له أن يُنزل جسد ملك اليهود من على الصّليب، وأن يؤدّي طقوس الدفن حالا. بدا بيلاطس أنه يسعى بمنحه هذا الطّلب، أن يُعوض ولو بدرجه عن تصرفه السابق القاسي والظّالم، وكان سعيداً جداً أيضاً بأن يفعل ما هو متأكد أنه يغيظ الكهنة بشدة، لأنه يعرف أن رغبتهم كانت أن يُدفن يسوع بشكل مخزي بين اللّصين. فبعث رسول إلى الجلجثة ليتحقق من تنفيذ أوامره. أنى أعتقد أن الرّسول كان ابن ادار، لأنى رأيته يساعد في إنزال يسوع من على الصّليب.
عندما غادر يوسف الرامي قصر بيلاطس، انضمّ إليه فوراً نيقوديموس، الذي كان ينتظره في دار امرأة تقية، غير بعيدة من ذلك الممر الذى كان يسوع يُساء فيه معاملته على نحو مُهين عندما شرع فى حمل صليبه. كانت المرأة بائعة أعشاب عطرية، واشتري نيقوديموس منها عديد من العطور الضرورية لتطييب جسد يسوع. لقد دبّرت بمشقّة‏ أنفس الأنواع من أماكن عديدة، وخرج يوسف الرامى ليبتاع لفائف كتانية ناعمة. أحضر خدامه السلالم والمطارق وكلابات وأواني ماء وإسفنج من مبنى مجاور, ووضعوهم على عربة يد تشبه تلك التى حمل عليها تلاميذ يوحنا المعمدان جثمانه عندما حملوه من القلعة .
  رد مع اقتباس