عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


تأمل الرب يسوع


انظرْوا، لقد عشَت أياماً من الحزنِ الشديد بإرادة الأبِ بلا تذمر بل بَقْبولُ ما أراده الآب أَنْ يَجْعلني اَشْعرَ به. عندما قُبض علىّ في البستان، أسرعوا فى اتهامي كاذبين, وأنا بلا أدنى مقاومة, سَمحت لهم أَنْ يَأْخذوني إِلى حيثما أرادوا أن يأخذوني. وعندما أرادوا أَنْ يُطوّقوا رأسي بتاجِ الشّوكِ، أحنيتُ رأسي بلا مقاومة، لأنى أَخذتُ كل شيءَ من أياديِ من أرسلني في العالمِ.
عندما استنزفتني أذرع أولئك الرّجالِ القساة بقوةِ الضرب الذى وجهوه ضد جسدي، وَضعوا تّاجاً نَسجوه من أفرعِ الشّوكِ على رأسي، واسْتِعْرضوا أمامي قائلين :" ها أنتَ هكذا ملك؟ ها نحن نُحيّيك!", البعض صفعني؛ آخرون أهانوني؛ آخرون وجهوا الضربَ من جديد ضد رأسي، كل ضربة أضافت ألماً جديداً إِلى جسدي، المجروح والمسحوق بالكامل .
لقد تعبُت؛ لم يكن لى أى موضع لأستريح فيه. أعيروني قلوبكمَ وأياديكم لأَغطّي نفسي بحبّكمَ. أنى مرتجفاً من البرد ومحموماً؛ احتضنوني ولو للحظةِ قبل أن يَستمرّوا فى هدم هيكلِ الحبِّ هذا.
دفع بعض الجنود والجلادون جسدى بأياديهم القذرة وآخرون دفعوني برماحهم لكونهم مشمئزين من دمائي، وبهذا أُعادوا فتح جراحي. أجلسوني عنوة على أحجارِ مدببة؛ لقد كنت أبكى بصّمتِ بسبب الألم. بطريقةِ بشعةِ، سْخرواَ من دموعي. فى النهاية مزّقواَ صدغيّ، وغرسوا لأسفل التّاجَ المنسوج من الأغصان الشّائكةِ.
خذوا بعين الاعتبار كيف أنني بذلك التّاجِ، أردتُ أَنْ اصنع كفارة عن خطيئةِ الكبرياءِ عن الكثير من النفوس التي ترَغْب أنْ تُمْدَحُ على نَحْو زائد‏، تاَركه نفسها متأثرة بآراءِ العالم الباطلة. فوق كل شيء، سَمحت لهم أَنْ يُتوّجوا رأسي بالأشّواكِ. تألم رأسي بقسوة بهذه الطّريقة كي أصنع كفارة من خلال الإذلالِ الإرادي من أجل البغض‏ والافتخار والمظهرية لكثير جداً من النفوسِ. النفوس التى بسبب منزلتها وحالتها، يَحْكمون علىّ بلا استحقاقَ، رافضين أَنْ يتَبعوا الطّريق الموَضوعَ لهم بتدبيري.
لا يوجد طريق مُهين عندما يكون مُخَطّطاًَ بإرادة الرب .... بلا جدوى تَعتزمون خْداع أنفسكم، فكّروا فى إتباع إرادة الرب وباستسلام كامل مهما كان ما يطلبه منكم.
هناك أناسُ في العالمِ، عندما تحين لّحظة اتخاذ قرارِ، يفكرون مَليّا‏ ويَمتحنُون رغبات قلوبهم. فعلى سبيل المثال من يريدون الزواج يبحثون عن شريك حياتهم لعلهم يَجدون فيمن ينوون الاقتران بهم الأساس الصّلب والتقى للحياة المسيحية. قد يَرون إنهم سَيَتبعون واجبات عائلاتهم بطريقة ما ضرورية تَرضى رغباتهم فى السّعادةِ. لكن الزهوَ والكبرياءَ يَحْجبان روحهم فيَتْركون أنفسهم مُنجذبين برغبة أن يَكُونُوا بارزين وظاهرين. حينئذ يَفْعلونَ ما بمقدورهم كى يَبْحثوا عن شخص يَكُونَ أغنى أو من طبقة أعلي، كي يَرضون طموحهم. أه! كم بعناد يَعمونَ أنفسهم. كلا، أنا سَأُقول لهم، أنكَم لَنْ تَجدواَ سعادة حقيقية في هذا العالمِ وأَتمنّى أن تَجدوها في العالم الآتي, انتبهْوا، أنكم تَضعُون نفوسكم في خطرِ عظيمِ!
سَأَتحدّثُ أيضا إِلى النفوس التي اَدْعوها إِلى طريقِ الكمالِ. كم كثير من الأوهامِ تكون في أولئك الذينِ يُقولون لى إنهم مستعدين أَنْ يصنعون مشيئتي وبعد ذلك يَثْقبونَ رأسي بأشواكِ تاجي.
هناك أيضا نفوساً أُريدهاُ لي. أنى أَعْرفها وأحَبّها، أُريدُ أَنْ أضعها حيث أقيم، أريد أن أضعها بحكمتي اللانهائيةِ حيث سَيَجدونَ كل ما هو ضروري ليَصلَوا إلى القداسة. هناك حيث سَأَجْعلُ ذاتي مُعلنة لهم، وحيث سَيَعطونني راحة أكثر، محبة أكثر، ونفوساً أكثر. لكن، بكثير جداً من المكرِ! كثيراً جداً من النفوس تكون مَعمية بالكبرياءِ والزهو من أجل طّموحِ واه. مالئين رؤوسهم بأفكارِ عقيمةِ وبلا فائدةِ؛ إنهم يَرْفضونَ أَنْ يَتبعوا الطّريق الذي وَضعَته بدافع محبّتي لهم.
أحبائي يا من قَدْ اخترتُهم، هَلْ تظنون أنّكم تُحققون مشيئتي بمُقَاوَمَةِ صوتِ النّعمةِ الذي يَدْعوكمَ ويرشدكم إلى ذلك الطّريقِ الذي يَرْفضه كبرياؤكَم ؟
هناك نفوس تُدَعىْ إِلى حالة الكمالِ، لكنها تتُناقشُ مع النّعمةِ وتتّراجعِ عندما توَاجه مذلةِ الطّريقِ الذي أريه لها، َخَائفة كيف إنها ستُحاكم من قبل العالمِ أو عندما تُُقيّم قدراتها، مُقنعة أنفسها إنها سَتَكُون أكثر فائدة فى موضع آخر لخدمتي ومن أجل مجدي.
سأجيب تلك النفوسِ: قولوا لى، هل رَفضتُ أو حتى تَردّدتُ عندما رَأيتُ نفسي أولدَ في الليل لوالدينِ فقيرين متواضعين وفي إسطبلِ، بعيداً عن مسكني وعن بلدي وفي أقسى فصولِ السّنةِ؟
بعد ذلك عِشتُ ثلاثين سنةَ أمارس عملاً بسيطاً في ورشةِ: مُتعرضاً لازدراء ومهانة الناسِ الذين يطَلبون عملاً مِن يوسف، أبي. أنى لم أبغض مُسَاعَدَة أمي في أكثر المهام خدمهِ في الدّارِ. ومع هذا، هَلْ لم يكَنَ لدى موهبةُ أكثرُ من تلك التى يتَطَلّبهاِ العملِ القاسيِ كنجارِ؟ أنا، من في سن الثانية عشر عَلّمتَ العلماء في الهيكلِ ... لكنها كانت إرادة أبي السّماويَ وهكذا، مَجّدته. عندما تَركتُ الناصرة وبَدأتُ حياتي العامّة، كَانَ من الممكنُ أَنْ أجعل نفسي معَروفاً أنى أنا المسيا وابن الإله، حتى يسمع البشر تعاليمي بتّبجيلِ، لكنى لم أفعَلُ ذلك لأن رّغبتي الوحيدة كانت أَنْ أَعمَلُ مشيئة أبى ....
وعندما حان وقت آلامي، من خلال قسوةِ البعض وإهاناتِ الآخرين، من خلال هجر خاصتى وجحودِ الغوغاءِ، من خلال العذاب العظيم الذى لا يوصف لجسدي واشمئزاز نفسي، انظروا كيف بأعظم حب, كنت ما زِلتُ كاشفاً ومُعانقُاً إرادة أبي السّماوي.
هكذا عندما تَتغلّبُون على الصّعوباتِ وعلى الاشمئزاز، تُقدّمُ النفس ذاتها بشكل كريم إِلى إرادة الرب. تأتى لحظةُ، تجدون أنفسكم متّحدين بقوة به، وتَتمتّعُ النفس بعذوبة يتعذر وصفها .
ما قُلتهُ للنفوس التي تَحتقرُ الحياة المتواضعة والمخفية، أُكرّرهُ إِلى أولئك الذينِ أَدْعوهم إِلى اتصال ثابتِ بالعالمِ، بينما يفضلون هم أن يحيوا فى عزلة كاملةَ وعملَ متواضعَ ومخفيَ.
أحبائي المختارين، إن سعادتكمَ وكمالكمَ لا يقومان على أتباع مذاق ما تفضلونه وعلى اتباع ميولكمَ الطّبيعية، بَكُونُكم مَعْرُوفين أو مجهولين من قبل المخلوقاتِ، بكونكم تسْتِعْملون أو تَخفون الموهبة التى لديكم، بل ستكون سعادتكم بتَوحيدِ وتَوفيُقِ نفوسكم من خلال محبِّة مشيئة الرب والاستسلام الكلى لهاِ، الاستسلام إِلى من يطلب منكم من أجل مجده ومن أجل قداستكَم .
أن الجلادين الذين يُحطّمونَ جسدي ليسوا عشَره ولا عشرين. هناك الكثير من الأياديِ التي تجرح جسدي؛ مُتلقيين العشاء الرباني في الأيادي, أنه العملِ المدنسِ لإبليس !
كيف يستطيعون أَنْ يَتأمّلوني في خضّم هذا الألمِ والمرارةِ بدون أن تتحرك قلوبهم بالشّفقةِ علىّ؟ لكن لَيسَ الجلادين من ينبغى أَنْ يَواسوني بل أنتم، أنتم أحبائي المختارينَ، واسوني حتى تخففوا آلامي. تأمّلواْ جراحي وانظروا إن كان هناك من تألم بقدر ما تألمت أنا لأظهر محبّتي لكم.



  رد مع اقتباس