عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل السابع والثلاثون
التتويج بالأشّواك


خَطبَ بيلاطس فى عامة الناسَ مرات عديدة خلال وقت جَلْدِ يسوع، لكنهم كانوا يقَاطعونه ويصرخون : " أنه سَيُعدم، حتى لو متنا من أجل ذلك. " عندما اقتيد يسوع نحو بيت الحرسِ، صرخوا جميعاً ثانية : " أَصْلبه، أَصْلبه! "
بعد هذا كانت هناك فترة صمتَ. شغل بيلاطس نفسه فيها بإعْطاءِ الجنود أوامر مختلفة، وأحضر خدم رؤساء الكهنة بعض المرطباتِ لهم؛ بعد ذلك دخل بيلاطس إلى الجزءَ الدّاخليَ من قصره لأجل أن يَستشيرَ آلهته، وكي يبخر لها .
عندما جمعت العذراء المباركة والنِّساء القدّيسات دماء يسوع، من العمودِ ومن الأجزاءِ المجاورةِ له، تَركن الساحة ودَخلن دارِ صغيرة مُجَاوَرَة، لم أعرف مالكها. يوحنا على ما أعتقد، لم يكن حاضرا عند جَلْدِ يسوع.
فى رواق يحيط بالقاعة الدّاخليةَ لبيت الحرسِ تُوّجَ يسوع بالأشّواكِ، والأبواب كَانتْ مفتوحةَ. الأشرار الجبناء، الذين كَانوا يَنتظرونَ بلهّفة أن يَرضوا قسوتهم بتَعذيبِ وإهانةِ إلهنا، كَانواَ خمسين تقريباً، معظمهم عبيد أو خدم للسّجّانين والجنودِ. تجمع الغوغاء حول البنايةَ، لكنهم أزيحوا فى الحال مِن قِبل ألف جنديِ روماني كانوا قد اصطفوا هناك ومُنعوا من أَنْ يَتْركَوا صفوفهم، هؤلاء الجنودِ على الرغم من هذا فعَلوا كل ما بوسعهم بالضّحكِ والتّصفيقِ ليُحرّضوا الجلادين القساة على مضاعفة إهاناتهم كذلك زادت كَلِمات تشجيعهمِ قسوة هؤلاء الرّجالِ كثيراً .
فى وسط القاعة انتصب هناك عمودِ، ووضع عليه كرسي صغير منخفض جداً غطاه هؤلاء الرّجالِ القساة بمكر بأحجار حادةِّ وقطعِ من الخزفِ المَكْسُورِ. ثم نزعوا ملابسَ يسوع، لذا انفتحت كل جراحه مرة أخرى؛ القوا على كتفيه عباءة قرمزية قديمة وَصلتْ بالكاد إلى رُكَبتيه؛ جروه إِلى المقعدِ، ودَفعوه عليه بقسوة، ووَضعَوا إكليل الشّوكِ على رأسه. إكليل الشّوك كَانَ مصنوعاً من ثلاث أفرعِ مضَفرة معا، الجزء الأعظم من الأشّواك كان متجهاً للداخل عن قصد لكي يَثْقبَ رأس الرب. وضعوا أولاً هذه الفروعِ المَلْفُوفةِ على جبهته، رَبطوها بإحكام من الخلف، وما أن أُتمّواِ ذلك حتى وَضعوا قصبةَ كبيرةَ في يدّه، فاعَلين كل ذلك بسّخريةِ كما لو إنهم كَانوا يُتوّجونه ملكاً حقاً. ثم أخذوا القصبةِ، وضَربوه على رأسه بها بغاية القسوة حتى أن عينيه قَدْ امتلأتا بالدّمِ؛ لقد سَجدوا أمامه، سَخرواَ منه، بصقوا في وجهه وصفعوه قائلين في نفس الوقت، " السلام يا ملك اليهودِ! " ثم طَرحوا كرسيه الصغيرَ، أقاموه ثانية من الأرضِ حيث كان قَدْ سَقطَ، أجلسوه بأعظم وحشيةِ ممكنة.
من المحال تماماً أَنْ أَصفَ الإساءة القاسية التي ارتكبها هؤلاء الوحوشِ التى بهيئة بشر. مُعاناة يسوع من العطشِ كَانتْ حادَة، سببها الحمى التي أوجدتها جراحه وآلامه . لقد ارتجف جسده بالكامل، لحمه قَدْ مُزّقَ إرْبا إرْبا‏، لسانه تَقلّصَ، والترطيب الوحيد الذى ناله كَانَ الدّمَ الذي يقطّرَ من رأسه على شفاهه الجافّةِ. هذا المشهدِ المخزيِ قَدْ امتد نصف ساعة كاملة، واستمر الجنود الرّومان خلال كل الوقت يُصفّقون ويُشجّعَون الجناة على فعل المزيد من الإساءةُ .




  رد مع اقتباس