عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل السادس والثلاثون
وصف المظّهر الشّخصي للعذراء المباركة



بينما كانت هذه الأحداثِ الحزينةِ تَجري كُنْتُ في أورشليم، أحياناً في نّاحيةِ وأحياناً في ناحية آخرِ؛ لقَدْ كنت مُغلّوبة تماماً، آلامي كَانتْ حادَة، وشَعرتُ كما لو أنى عَلى وَشَكِ الموت. خلال وقت جَلْدِ عريسي الحبيبِ، جَلستُ بقربه، في الجزءِ الذي لم يتَجاسرَ يهوديُ أن يقترب منه، خوفا من أن يُدنّسُ نفسه؛ لكنى لم أخِاف، كُنْتُ حريصة فقط على أَنْ تَسْقطَ قطرةِ من دّماءِ إلهى عليّ، لتَنقّيني. لقد شَعرتُ بأنني منسحقة القَلْب‏ بالكامل حتى أنى يَجِبُ أَنْ أَمُوت طالما أنى لا أستطيع أَنْ أُحل محل يسوع، وكل ضربةِ نالها جذبت منّي مثل هذه التنهدات والتأوهات حتى أنّي شَعرتُ بأنى مذهولة تماماً لَكُوني لم أُبَعَد. عندما أخذ الجلادون يسوع نحو بيت الحرس, ليُتوّجوه بالأشّواكِ، اشتقت أَنْ اَتبعه لأَتأمّله ثانية في آلامه. حينئذ أم يسوع، ترَافقَها النِّساءِ القدّيساتِ، اقتربنَ من العمودِ ومَسحنَ الدّم من عليه ومن على الأرضِ من حوله. كَانَ باب بيت الحرسِ مفتوحَاً، وسَمعتُ الضّحكَ الموجع للرّجالِ القساة الذين انشغلوا في إنْهاءِ إكليل الشّوكِ الذي أعدّوه لإلهنا. لقد كُنْتُ متأُثّرة كثيرا حتى الَبْكاء، لكنى سَعيتُ أن أذهب بقُرْب المكانِ حيث كَانَ الرب يسوع سيُتوّجُ بالأشّواكِ.
مرة أخرى رَأيتُ العذراء المباركة؛ كَانتْ شاحبَة وضعيفة، عيناها حمراء من كثرة البُكاءِ، لكن نُبلها البسيطَ فى سلوكها لا يُمكنُ أَنْ يُوْصَفَ. على الرغم من حزنها وآلامها، على الرغم من الإعياء الذي تَحمّلتْه لكونها كَانتْ تجولُ منذ المساء السّابق خلال شوارعِ أورشليم وعبر وادي يهوشافاط، إلا أن مظهرها كَانَ هادئاًَ ومعتدلاًَ، ولا طيّةَ من ردائها كانت فى غير موضعها. نَظرتْ حولها بنبل، وطرحتها متهدلة على كتفيها. تحَرّكتْ بهدوء، ومع أن قلبها كَانَ فريسةَ للأسىِ المرّ، هيئتها كَانتْ هادئةَ ومستسلمة. ردائها كان مبتل من النّدىِ الذي سَقطَ عليه خلال اللّيل، ومن الدّموعِ التي ذرفتها بمثل هذه الوفرةِ؛ دون هذا كان غير مُتسخ بالكليةً. جمالها كَان عظيماً، لكن يتعذر وصفه، لأنه فوق طاقة البشر,َ خليطَ من العظمة والقداسة والبساطة والنقاوة.
مظهر مريم المجدلية كَانَ مختلفَ بالكليةً؛ كَانتْ أطولَ وأكثر قوةَ، تعبيرات مُحياها أظهرت تصميماً أعظمَ، لكن جمالها قَدْ ذبل تقريباً من طريقة حياتها السابقة التى انغمسَت فيها طويلا، ومن التوبة والحزن الذى عاشته منذ أن أحست بخطاياها. كان مؤلماً أَنْ تَنْظرَ إليها؛ لقد كَانتْ صورةَ من اليأسِ، شعرها الطّويل الغير مرتب قَدْ تغُطّيِ جزئيا بطرحتها المُمَزَّقةِ والمبلّلةِ، ومظهرها كَان مظهر إنسان مستغرق‏ بالكامل فى البلاء، ومنزوية فى نفسها من الحُزنِ. كثيرين من سكان مدينة مجدل كَانوا يَقفونَ قُريْبا، يحدقون فها بدهشة وفضولِ، لأنهم كانوا يعَرفونها في الأيامِ السّابقةِ، أولا في ازدهار وبعد ذلك في إذلالِ وبؤسِ. أشاروا إليها، القوا الوحل عليها، لكنها لم تر شيئاً ولا عَرفتَ شيئاً ولا شَعرتْ بشيء، محتفظة بآلام أحزانها




  رد مع اقتباس