07 - 11 - 2012, 04:51 PM
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
..::| VIP |::..
|
الفصل الخامس والثلاثون
العذراء مريم خلال جلد إلهناالصالح
لقد رَأيتُ العذراءَ المباركةَ خلال وقتِ جَلْدِ ابنها الإلهي؛ لقد رَأتْ وعَانتْ بحبِّ وأسىِ يتعذر وصفه كل العذابِ الذى كَانَ يَتحمّلهُ. كانت تتأوه بضعف، وعيناها كَانتْ حمراء من كثرة البُكاءِ. لقد كانت مُغطاة بإزار كبير، ومتكئة على مريم التى لهالي، أختها الأكبر سنا , التي كَانتَ كبيرة السنَ ومثل أمّها حنة, كَانت هناك أيضا مريم التى لكلوبا، ابنة مريم التى لهالي. وقف رفاق يسوع ومريم حول مريم؛ مرتدين إزارات كبيرةَ، بدوا مغلّوبُين بالأسىِ والقلقِ، وكَانواَ يَبْكون. رداء مريم كَانَ أزرقَ؛ طويلاً، ومُغَطَّى جزئيا بعباءةِ مصنوعة من الصّوفِ الأبيضِ، وإزارها كَان إلى حد ما أبيضِ مُشرباً بصفرة. كانت المجدلية مستغرقة بالكلية فى الأسىِ وشعرها كَان طليقاً تحت إزارها .
عندما سقط يسوع عند العمودِ، بعد الجلدِ، رَأيتُ كلوديا بروكليس، زوجة بيلاطس، تُرسلُ بعض قِطَعِ من الكتان الكبيرةِ إِلى أمِ الرب. لم اَعْرفُ إن كانت تظن أنّ يسوع سَيُطلقُ سراحه، وأن أمه ستحتاج للكتان لتكسى جراحه، أم أن هذه السّيدةِ العطوفةِ كَانتْ مدركه للاستعمال الذي سَيَؤدى بهديتها. عند انتهاء الجَلْدِ، انتبهت مريم لنفسها لبرهة، ورَأت ابنها الإلهي مُمَزَّقاً بالكامل ومشوهاً، لِكَونِهِ اقِتيدَ بعيداً بعد الجَلْدِ مِن قِبل الجنود, مَسحَ عينيه، اللتين امتلأتا بالدّمِ، لكي يَنْظرُ إلي أمه، وهي مدّتْ يديها نحوه، واستمرّتْ تَنْظرَ إلي آثارِ الدّمِ على مواضع خطاه. ثم رَأيتُ مريم والمجدلية تقتربان من العمود حيث جُلِدَ يسوع؛ وسَجدا راكعتين على الأرضِ قُرْب العمود، ومَسحا الدّم المقدّس بالكتّانِ الذي أرسلته كلوديا بروكليس. يوحنا لم يكنَ فى ذلك الوقت مع النِّساءِ القدّيساتِ، اللواتي كُنّ حوالي عشرون سيدةِ. كان هناك أبناء سمعان وعوبيد، وفيرونيكا، وأيضا أبني أخ يوسف الرامى آرام وسيمني, بينما كان يوحنا في الهيكلِ، وبَدا مَغْمُوراً بالأسىِ. لم تكن الساعة قد جاوزت التاسعة صباحاً عندما انتهى جَلْد يسوع .
|
|
|
|