07 - 11 - 2012, 04:45 PM
|
رقم المشاركة : ( 10 )
|
..::| VIP |::..
|
تأمل الرب يسوع
بعد أسلمني يهوذا في بستان الزّيتونِ، هام على وجهه بعيداً وجرى كهاربِ دون أن يَقوى على إسكاتَ صيحات ضميره الذى أنبه على أبشع تدنيس للمقدسات, وعندما بلغت آذانه أخبار الحكم بموتي، استسلمَ لليأسِ وشنق نفسه.
من يستطيع أَنْ يَفْهمَ ألام قلبي الحادة عندما رَأيتُ تلك النفس تلقى بنفسها إِلى دينونة أبديةِ؟ وهو من قضى ثلاث سَنَوات في مدرسةِ محبّتي مُتعلماً مبادئي، مُتلقياً تَعاليمي، وكثيراً ما أستمعً من شفاهي غْفرانى لأعظم المذنبين .
يهوذا! لماذا لم تَجيءُ وتَلقى بنفسك عند أقدامى لأغْفرُ لكَ؟ إن كنت لا تَتجاسرُ أَنْ تَجيءَ بقربي خوفاً من أولئك الذينِ يُحيطون بي ويُعاملونني بغاية السوء، على الأقل أَنْظرُ إلىّ وأنتَ سَتَرى كيف سَتَنْظرُ عيناى إليك فوراًِ.
أحبائي، يا من تورطتم في أعظمِ الأثام.....إن عشتم بعض الأوقات تائهين كلاجئين بسبب جرائمكَم، إن أعمتكم الآثامَ التى أذنبتم بها وقست قلوبكمَ، إن كنتم باتِّباعِ بعض أهوائكم قَدْ سَقطتَم في أعظمِ اضطراب، لا تَسْمحُوا لليأس أَنْ يسود عليكم عندما يترككم شركاء خطيئتكَم وتُدرك نفوسكم ملامتها. طالما أن الإنسان لدية لحظةُ حياةِ، فهو ما زالَ عِنْدَهُ وقتُ كى يُنشدَ رحمتي وأن يلتمس مغفرتي.
إن كانت فضائحُ حياتكمِ الماضيةِ قد تَركتكمِ في حالة إذلالِ أمام البشر، فلا تخافوا! حتى عندما يحتقركم العالم، عندما يُعاملكَم كأناس أشّرار، عندما يُهينكمَ ويَهْجركَم، تأكدوا أن إلهكمَ لا يُريدُ أنْ تَكُونَ نفوسكم وقوداً لنيران جهنمِ. إنه يُريدكَم أَنْ تتجرءوا وتَتكلّمَون معه، أَنْ تُوجهوا نظراتكمَ وتنهداتَ قلوبكمِ نحوه، وسَتَرون فوراً أن يدّه الرّحيمة والأبوية ستَقُودكِم نحو ينبوع المغفرة والحياةِ.
إن كنتم بدافع الحقدِ قَدْ قضيتم أعظم جزء من حياتكمَ في فوضىِ ولامبالاة، والآن بدنوكم قُرْب الأبدية، يُريدُ اليأس أَنْ يُعصّبَ أعينكَم، فلا َتْدعوه يَخْدعكَم. مازال هناك وقّتُ للمغفرةِ. استمعْوا باهتمام: إن لم يكن لديكم سوى لحظة من الحياةِ، اَستغلّوها لأنكم تستطيعوا أَنْ تَكْسبونَ الحياة الأبدية خلال تلك اللحظة.
إن كانت حياتكم قَدْ مرت في جهلِ وفي خطاياِ، إن كُنْتَم قد سببَتم أعظم أذىِ للبشر وللمجتمعِ وحتى للدّينِ، ولأي سببِ أدركتُم خطياكمَ، لا تَسْمحُوا لنفوسكم أنْ تُسقَطُ بثقل العيوبِ ولا مِن قِبل الأذىِ الذي قَدْ كُنْتمَ أداته. بل بالعكس، اَسْمحُوا لنفوسكم أنْ يُختَرقُها أعمق حُزنِِ، غَطّسْوا نفوسكم تحت رعايةَ من يُنتَظِركمِ دوما كى يَغْفرَ لكَم والتفتوا نحوه.
نفس الشيء يصدق على النفوس التى قَدْ قضت سَّنَوات حياتها الأولى في مراعاة وصاياي بأمانة، لكن قليلاً قليلاً سَقطتَ من التّأجّجِ إلى حياةِ فاترةِ ومريحة .ِ
أن النفوس التى تنال يوماً ما هزة قوية لتوقظها، فتَرى فجأة أن حياتها بلا فائدة، فارغة وبلا استحقاق للأبدية. يُهاجمها الشّيطان بغيرةِ لعينة بطرق عديدة، يُبالغُ فى عيوبها. يُلهمُ فيها الحزنَ والقنوطِ، وفى النهاية يَسُوقها نحو الخوفَ واليأس.
أحبائي, يا من تنتمون إليّ، لا تَنتبهواُ إلى هذا العدوِ القاسي. بمجرد أن تَشْعرواُ بحركةَ النّعمةِ في بِدايةِ معركتكمِ، تعالوا إِلى قلبي. اشعرواْ ورَاقبواْ كيف أنه يَسْكبُّ قطرات منَ دماه على نفوسكِم، وتعالوا إليّ. أنتم ستَعْرفون أين أنا، أنا تحت ستار الإيمانِ.... ارفعوه وبإيمان كاملِ أخبروني عن كل أحُزانكمَ، أخبروني عن تعاستكَم وسقوطكمَ ....استمعوا لكَلِماتي بثقة ولا تَخَافُوا من ماضيكِم. أن قلبي قَدْ غَطّس ماضيكم في أعماقِ رحمتي الغير محدودة ومحبّتي.
إن حياتكمَ الماضية سَتَعطيكِم التواضع الذي سَيَمْلأكَم. وإن أردتم أَنْ تَعطوني أفضل برهان عن الحبِّ، آمنوا وثقوا بي واعتمدوا على مغفرتي. آمنوا أنّ آثامكَم لَنْ تَكُونَ أعظمَ من رحمتي اللانهائيةِ.
لا تَخفون أي شئ مما أُخبرتكمَ به، لأنه لفائدةِ الإنسانيةِ جمعاء. كَرّروه في وضح النهارِ؛ أَوصوا به إِلى أولئك الذينِ يُريدونُ حقاً أَنْ يَسْمعوه.
|
|
|
|