عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل السابع عشر

أعداء يسوع يتحايلون لتنفيذ مؤامراتهم ضده

بمجرد أن اُعتقل يسوع حتى تم إبلاغ حنان وقيافا، وبدءا فوراً فى إعداد مؤامرتهم فيما يتعلق بالأعداد لما سُيتّبع. رتبا كل شئ على عجل, أضيئت الغرف ووضُع الحرّس علي المداخل، والرسل بُعثوا إلى أجزاء المدينة المختلفة ليدعو أعضاء المجلس والكتّبة وكل من له دور في المُحاكمة. تجمّع كثيرون منهم في دار قيافا عندما تم الاتفاق مع يهوذا الغادر، ومكثوا فيه لينتظروا سياق الأحداث, كما تجمع الفريسيون والصديقيون وأعضاء حزب هيرودس في أورشليم من كل النواحي للاحتفال بالعيد، وكان لديهم تقارير مطّولة من المجلس عن القبض على يسوع، أرسل رؤساء الكهنة لمن عرفوا إنهم معارضون ليسوع، وطلبوا منهم أن يجمّعوا الشّهود وكل برهان ممكن، ويُحضروا كل شئ أمام المجلس. كان الصديقيون المتفاخرون الذين من الناصرة ومن كفر ناحوم ومن سلوام الذين وبخهم يسوع كثيراً أمام الشعب، مستعدين حتى الموت أن ينتقموا منه. لذا أسرعوا إلى كل الحانات ليبحثوا عن أولئك الأشخاص الذين عرفوا إنهم أعداء ليسوع، وعرضوا عليهم رشاوى من أجل أن يضمنوا وجودهم. لكن باستثناء بضع الافتراءات السخيفة، التي كانت لتفنّد حالما تُحقّق، لاشيء ملموس كان ممكن أن يقدّم ضد يسوع، باستثناء تلك التهم الحمقاء التي كان يسوع قد دحضها كثيراً في المجمع .
أسرع أعداء يسوع بطريقة أو بأخرى، إلى محكمة قيافا، يرافقهم كتّبة وفريسيو أورشليم، وعديد من التّجار الذين طردهم يسوع من الهيكل عندما أقاموا السوق هناك؛ كما رافقهم أيضا علماء الناموس الذين أسكتهم يسوع أمام كل الشعب، وحتى بعض الذي لم يستطيعوا أن يغفروا له المهانة التى تعرضوا لها عندما علمهم في الهيكل عندما كان فى سن الثانية عشرة. كان هناك أيضا حشد كبير من الخطاة الغير نادمين الذين رفض أن يشفيهم، لعودتهم للخطايا التي كانت سبب أمراضهم، وفتية دنيويين رفض يسوع أن يكونوا تلاميذ له، وبعض الأشخاص الجشعين أغضبهم يسوع بسبب المال الذي الذى كانوا يأملون فى امتلاكه ووزعوه بنوع من الرياء على الفقراء. كان هناك أيضاً الذين شفى يسوع أقرباءهم، وقد خابت توقعاتهم فى أن يرثوا أملاكهم؛ وفاسقين تابت ضحاياهم على يد يسوع؛ وعديداً من الأشخاص الحقراء الذين جمعوا ثرواتهم بطرق غير شريفة
كل مبعوثي إبليس هؤلاء كانوا يفيضون بالغضب ضد كل شيء مقدّس، وبكراهية متعذر وصفها ضد قدوس القديسين. لقد كانوا مُحرّضين للغاية من قبل أعداء يسوع، ولهذا تجمعوا في حشود حول قصر قيافا، ليقدّموا كل اتهاماتهم الباطلة وسعوا أن يغطوا هذا الحمل الذى بلا عيب بالعار، هذا الحمل الذي اخذ على نفسه كل آثام العالم، وقبل الصليب ليصالح الإنسان مع الرب.
بينما كانت كل هذه الكائنات الشّريرة تتلقن ما يجب أن تفعله، كان الألم والقلق يملآن قلوب رفاق يسوع، لأنهم كانوا جاهلين بالسر الذي كان على وشك أن يتمّ، وكانوا هائمين متحسرين ويستمعون لمختلف الآراء. كل كلمة نطقوها سبّبت مشاعر مشابهة فى قلوب من خاطبوهم، وأن صمتوا كان صمتهم يُعتبر خطأ. عديد من حسنى النيّة لكنهم ضعفاء وذو شخصيات مترددة خضعوا للتجربة، لقد روّعوا وفقدوا إيمانهم؛ حقاً أن الذين ثابروا كان عدداً محدوداً جدا. أمور تشبه كثيرا مما‏ يحدث الآن، عندما يكون هناك أشخاص يرغبون فى خدمة الرب إن لم يواجهوا بمعارضة من زملائهم ويخجلون من الصّليب إن حُمل باحتقار. قلوب البعض كانت متأثرة بالصّبر البادي على يسوع في وسط آلامه، وانصرفوا صامتين حزانى.

  رد مع اقتباس