عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي




تأمل رابع للرب يسوع




نعم, لقد رَجعتُ مرة أخرى لأَيقظَ تلاميذي، لكن إشعاعات العدل الإلهي كانت قَدْ تَركتني في أخدودِ دائمِ.... لقد أصبحوا مَمْلُوءينَ بالخوفِ عندما رَأوني كإنسان مُضطرب، ومن تألم بالأكثر كَانَ يوحنا. لقد صمتّ ... هم ذهلوا.... بطرس فقط من كَانَ عِنْدَهُ الشّجاعةُ أن يَتكلّمَ. مسكين أنت يا بطرس، إن كنت قَدْ عرفت فقط أن جزءِاً من قلقي كنت أنت السبب فيه .
لقَدْ أَخذتُ أصدقائي الثّلاثة كي أستطيع أَنْ أستَريحَ فيهم وفي محبّتهم، كي يُساعدوني بمُشَارَكتهم لآلامي، ويَصلوا معي .... كيف أَصفُ ما شْعرتُ به عندما رأيتهم نياماً؟
كم يتألم قلبي حتى اليوم، مُحتاجاً أن أجدَ الراحة في أحبائي، إنى اَذْهبُ إليهم فأَجدهم نياما. أكثر من مرة، عندما أريد أَنْ أيقظهم وأن أُخرجهم من ذواتهم، أن أخرجهم بعيداً عن مشاغلهم. يُجيبونني، إن لم يكن بالكَلِماتِ، يكون بالتصرفات : " لَيسَ الآن، أنى مُتعبُ جداً؛ عندي الكثير كى أعْمَلُه؛ أن هذا ضار لصحتي؛ أنى بَحاجةُ لقليل من الوقتَ؛ أنى أُريدُ بعض السّلامِ. "
فأَصرُّ وبلطف أُخبرُ تلك النفسِ: لا تَخَافُى.إن تْركُت راحتك من أجلى، فأنا سَأُكافئكَ. تعالى وصلّى معي، فقط ساعة واحدة! انظري، هذه هى اللّحظةُ التى أَحتاجكَ فيها! فأجدها تجيبني" هلا توَقفُت، هَلْ أنتَ مُطالب بجدول أعمالَ الآن ؟ " كم كثير من المراتِ اَسْمعُ ذلك الجوابِ نفسهِ!
يا لك من نفس مسكينة، أما كُنْتَ قادرةَ أَنْ تظلي معى لساعةَ واحدة؟ قريباً أنا سآجيء وأنتَ لَنْ تَسْمعيني لأنك ستكونى نائمُة. أنا سَأُريدُ أَنْ أَعطيكَ النّعمة لكن لكونك نائمةُ، فأنتَ لَنْ تَكُونَى قادرة أَنْ تناليها. ومن سيكون مَتأكّداً أنّه سَيكونُ عِنْدَه القوةُ أن يَستيقظَ؟... من المُمكن أن تكونوا مَحْرُومِين من الطّعامِ، حينئذ سَتَكُونُ نفوسكم ضعيفَة ولَنْ تَكُونواَ قادرين أَنْ تَخْرجَوا من ذلك الفتور. كثير من النفوس فاجئها الموتِ في منتصفِ نومهاِ العميقِ، تُرى متى وكيف أفاقت ؟
أحبائي، أُريدُ أَنْ أُعلّمكَم أيضا كم أنه بلا فائدة وبلا جدوى أَنْ تَبْحثَوا عن الراحةِ في المخلوقاتِ. أنهم غالباً ما يكونوا نائمين وبدلاً من أن أجد الراحةِ التى أنشدها فيهم، أُتْركُ بمرارةِ لأنهم لم يتجاوبوا لا إِلى مشيئتنا ولا إِلى محبّتنا.
عندما صَلّيتُ إِلى أبي وسألتهْ المعونة، كانت نفسى المخذولة والحزينة تَُعاني آلام الموتِ. لقد أحسست بالقُهر مع ثقّل أسوأ جحودِ .
الدّم الذي سكبته من كل مسامِ جسدي والدم الذى تدفّقُ بعد وقتِ قصيرِ من كل جراحي، سَيَكُونُ بلا فائدة لعددِ عظيمِ من النفوس التي سُتَفْقدُ. سَيَكُونُ بلا فائدة لكثيرين ممن يُهينوني ولكثيرين ممن لَمْ يَعْرفوني! بعد قليل سأَسْكبُ دمي من أجل الجميع وميراثي سيكون َمُتاحاً لكل واحد منهم. دماُ إلهياً! استحقاقات لانهائية! ومع ذلك، سيكون ذلك بلا فائدة لكثير جداً من النفوس .
لكن فوق كل ذلك لقد كنت ذاهِباًٌ بالفعل لأواجه أشياءِ أخرىِ، إرادتي قَدْ مالت إِلى إنجازها. أيها البشر، إن كنت تألمت، فذلك بالتأكيد لن يَكُونُ بلا ثمر وليس بلا سببُ. إن الثّمار التي حَصلتُ عليها كَانتْ المجدَ والحبَّ. إن الأمر الآن يعود إليكم، بمعونتي، تستطيعون أَنْ تَبرهنوا لي أنكم تُقدّرُون عملي.
أنا لَنْ أكل! تعالوا إليّ! تعالوا إِلى من يستجيب حباً لكم والوحيد الذى يَعْرفُ كيف يَعطيكَم الحبّ الحقيقي الذي يسود في السّماءِ وحَوّلكَم الآن على الأرضِ.
النفوس التى تتذّوقِ عطشي، التى تشرب من كأسي المرّ والمجيدِ، أقول لها, إن الأبَ يُريدُ أَنْ يدخر بعض من قطراتِ هذا الكأسِ لها. فَكّرواْ بتلك القطراتِ القليلة هذه التى أَُخذتْ منّي وبعد ذلك، إن صدقتم، أُخبروني أنكم لستم تُريدوها. أنا لَم أضع حدّودُاً ولا يَجِبُ أَنْ تضعوا أنتم حدوداًِ. لقَدْ سُحقت بلا رحمة من أجل الحبِّ، يَنبغى أَنْ تَسْمحوا لي أَنْ أُسحق تقديركم لذواتكم. إنى من يعملُ فيكم، كما أن أبي هو من عَملَ فيّ عندما كنت في البستان .
أنى أنا من يَعطيكَم الآلام لكي تَكُونوا فى ذات يومَ سعداء. كُونُوا طيعين؛ كُونُوا طيعين بإقتدائكم بى لأن هذا يعينكم كثيراً ويَسرّني بقدر عظيمَ. لا تَفْقدُوا أي شئ، بل بالأحرىَ اكتسبَوا المحبّة. كيف يُمكنُ أَنْ اَسْمحَ لأحبائي أَنْ يَعانوا من خسائر حقيقية بينما هم يُحاولون أَنْ يظهروا لى الحبّ؟
إنى أَنتظركمَ. إنى أَنتظرُ دائما ولَنْ أُتعبَ. تعالوا إليّ؛ تعالوا إلى كما أنتم، إن ذلك غير مَهْمُّ طالما أنكم ستأتونُ. سَتَرون عندما تأتون أنّي سَأُزيّنُ جباهكمَ بالجواهرِ، سأزينها بقطراتِ الدمِ التي سَكبتُها في جَثْسَيْمَانِي , إن تلك القطراتِ تخصكم، إن أردتموها. تعالوا إلىّ آيتها النفوس، تعالوا إِلى يسوع الذي يناديكم .
لقد قُلتُ: أبتاه؛ ولم أقُل: إلهى. هذا ما أُريدُ أَنْ أُعلّمه لكمَ: عندما تزداد آلامكم، يَجِبُ أَنْ تَقُولواَ " أبتاه " واَسْألوه التّعزيةِ. أروه آلامكَم، خوفكم، وبأنين ذكّروه بأنكم أبناؤه. أخبروه أن نفوسكم لم تعد تحتمل! اسألوهْ بثقةِ البنين وانتظروه، لأن أبيكم سَيُساعدكَم؛ سَيَعطيكَم القوة الكافية كى تتغلبوا على أتعابكم, لأنه يعطي دوماً النفوس التي تثق فيه.
هذه هى الكأسُ التي قَبلتهاُ وشربتها حتى قطرتها الأخيرةِ. كل ما أريد أن أُعلّمه لكَم يا أبنائي الأعزاء، ألا تعودوا تؤمنوا أبداً مرة أخرى أنّ الألمِ بلا قيمة. إن لم تَروا نَتائِج مُتحققة دائما، أخضعوا لقضائكم واَسْمحُوا للإرادة الإلهية أنْ تتحقق فيكم .
لقد كنت عالماً أنه سيُقبض علىّ في البستان، مع ذلك أني لم أتَراجع. بل بالعكس, بَقيتُ هناك. لم أشأ أَنْ اَهْربَ من أعدائي. . . . الّليلة، اَسْمحُوا لدمي يا أبنائي أَنْ يَروى جذوركم الصغيرةِ ويَقوّيها.
خلال معاناة يسوع هذه، رأيت أيضا العذراء المباركة في دار مريم أمّ مرقص مغمورة بالحزن وبألم الرّوح، لقد كانت مع المجدلية ومريم أم مرقص في بستان يتبع الدّار، وساجدة من الأسى، لقد كانت ساجدة تقريبا بكل جسدها. لقد غابت عن الوعي بضع مرات، لأنها نظرت بالروح مراحل معاناة يسوع المختلفة. لقد أرسلت بعض الرّسل لتستعلم عنه، لكن قلقها العميق لم يدعها تنتظر عودتهم، فذهبت مع المجدلية وسالومة إلى وادي يهوشافاط. لقد سارت ورأسها مستتر، وذراعاها تمتدان بشكل متكرر للأمام نحو جبل الزيتون؛ لأنها كنت تبصر يسوع بالروح مستحماً في عرق دموي، وإشاراتها كانت كما لو أنها ترغب أن تمسح بيديها الممتدّة وجه ابنها. لقد رأيت تعبيراتها الدّاخلية تجاه يسوع، الذي كان يُفكّر فيها، وأدار عينيه تجاهها، كما لو أنه يطلب معونتها. لقد أبصرت الاتصال الرّوحي الذى بين كل منهما، تحت شكل أشعة تعبر ذهابا وإيابا بينهما. فكر إلهنا القدوس أيضا فى المجدلية، لقد تأثر بكآبتها، وأوصّى تلاميذه أن يواسوها؛ لأنه عرف أنّ حبّها لشخصه الحبيب أعظم من مشاعر أي أحد تجاهه ماخلا أمه المباركة، وقد علم أنّها تعاني كثيراً من أجله، وأنها لن تعد تهينه فيما بعد
في هذا الوقت، كان التلاميذ الثّمانية قد عادوا إلى جَثْسَيْمَانِي ، وبعد أن تحدّثوا سوياً بعض الوقت، استقر رأيهم على الذهاب للنوم. لقد كانوا حيارى، مُحبّطين، ومُجربين جدا. لقد كان كل شخص منهم يبحث عن مكان يختبئ فيه في حالة الخطر، وتساءلوا بقلق : " ماذا سنفعل عندما يسوقونه إلى الموت؟ ها نحن قد تركنا كل شئ لنتبعه؛ إننا فقراء وليس بمقدورنا تطهير العالم؛ لقد أخضعنا أنفسنا بالكامل لخدمته، وها هو الآن حزيناً جدا ونفسه حزينة جدا، حتى إنه لا يستطيع أن يقدم لنا التعزية. "
تجوّل باقي التلاميذ في بادئ الأمر حول جهات متعدّدة، لكن الآن، بعد أن سمعوا شيئاً مما يختص بالنبوءات المُخيفة التي أنبأ بها يسوع، تراجعوا جميعاً إلى بيت فاجى .
إنى أري يسوع ما زال يصلّي في المغارة، يجاهد ضد كراهية الألم التي تخص الطبيعة البشرية، وترك نفسه بالكلية إلى إرادة أبيه الأزلى. هنا فُتحت الهاوية أمامه، ورأى الجزء الأول لعالم النسيان. رأى آدم وحواء، البطاركة، الأنبياء، والبشر الأتقياء، أبوي أمه، يوحنا المعمدان، رآهم جميعاً ينتظرون بلهفة عظيمة وصوله للعالم السفلي، لدرجة أن المنظر قواه وشجع قلبه المُحبّ. إن موته سيفتح السماء لهؤلاء الأسرى، أن موته سيخرجهم من ذلك السّجن الموضعين فيه! عندما نظر يسوع بعاطفة عميقة، قديسي العصر القديم، قدّمت إليه الملائكة كل جموع قديسي أجيال المستقبل، الذين ضموا أعمالهم إلى استحقاقات آلامه، لقد كانوا يتحدوا بأبيه السّماوي من خلاله، لقد كانت هذه الرؤيا بغاية الجمال والمواساة، لقد نظر فيها الخلاص والتقديس يتدفّقان بلا توقف من ينبوع الفداء الذى فُتح بموته.
لقد ظهر أمامه الرسل، التلاميذ، العذارى، والنسوة القديّسات، الشّهداء، المعترفون، النساك، الباباوات والأساقفة وجموع كبيرة من المتدينين من كلا الجنسين, بكلمة واحدة، ظهر أمامه كل جيش المُباركين. كان الجميع يحملون على رؤوسهم أكاليل الغلبة، وكانت زهور أكاليلهم تختلف في الشّكل واللّون والرّائحة والكمال، طبقا لاختلاف الآلام والأعمال والانتصارات التى منحتهم مجداً أبدياً. التى منحتهم حياتهم بالكامل، وكل أعمالهم واستحقاقاتهم وقوتهم وكل مجد غلبتهم، جاء فقط من خلال اتحادهم باستحقاقات يسوع المسيح .
التّأثير المتبادل الذى أظهَر‏ من قبل هؤلاء القديسين كل منهم على الآخر، والأسلوب الذي شربوا به جميعا من نبع واحد, السر المقدس المحبوب وآلام الرب شكّل مشهداً فى غاية التأثير والروعة. لاشيء يخصهم كان مجرد من المعنى العميق، أعمالهم، استشهادهم، انتصاراتهم، مظهرهم ولباسهم، كل شئ، مع إنّه متنوع بما يفوق الوَصْف‏، إلا أنه مُنظم في انسجام لانهائي ووحدة؛ وهذه الوحدة مع التّنوع قد نتجت بأشعة شّمس واحدة، بآلام الرب، الكلمة الذى صار جسداً، الذي فيه كانت الحياة، نور البشر، الذي أشرق في الظّلمة، والظّلمة لم تفهمه.
جاز جيش قديسي المستقبل أمام الرب، الذي وضع هكذا بين بطاركة راّغبين، وفرقة المستقبل المنتصرة المُباركة، وهذان الجيشان انضما معاً، وأكمل كل منهما الآخر، إن جاز التعبير، طوقوا قلب مُخلّصنا الحبّيب بإكليل الغلبة. منح هذا المنظر كثير من المواساة ودرجة من القوة والرّاحة ليسوع. آه! إنه أحبّ أخوته وخليقته حتى إنه إن كان سيتمّم الفداء عن نفس واحدة، لكان سيقبل بفرح كل الآلام التي كان يكرّس لها نفسه الآن. بينما كانت هذه الرؤى تشير إلي المستقبل، انتشرت لعلو محدد في الهواء.
لكن رّؤى المواساة هذه تلاشت، وعرضت الملائكة أمامه مشاهد آلامه قرب الأرض، لأنها كانت قريبة في متناول اليد. لقد أبصر كل مشهد رُسم بشكل متميّز، من قبلة يهوذا حتى كلماته الأخيرة على الصليب، وقد رأي في هذه الرّؤيا الواحدة كل رؤى الألم التى أراها في تأملاتي. لقد رأى خيانة يهوذا، هروب التلاميذ، الإهانات التي قدمت للرب أمام حنان وقيافا، إنكار بطرس، محكمة بيلاطس، مهزلة هيرودس، الجلد والتتويج بالأشواك، الحكم بالموت، حمل الصليب، منديل فيرونيكا، الصّلب، إهانات الفريسيون، حزن مريم والمجدلية ويوحنا، جرح الرّمح في جنبه، ما بعد الموت؛ في كلمة واحدة، كل جزء من الألم رآه بالتّفصيل. لقد قبل كل شئ طوعا، خاضعاً لكل شيء من أجل محبّته للإنسان. لقد رأى أيضا وشعر بالآلام التى تتحمّلها أمه في تلك اللّحظة، التي كان اتحادها الداخلي بمعاناته كامل للغاية حتى إنها غابت عن الوعي في أذرع رفيقاتها.

  رد مع اقتباس