عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل السادس
كلام السيد المسيح عن خرابِ الهيكلِ


بينما كان السيد المسيح يَمْشي مع تلاميذه، أشارَ أحدهمَ إلى الهيكلِ وأبدي بَعْض الملاحظات على جمالِه. أجابَ السيد المسيح بأنَّ لا حجر واحد منه سيَبْقى على الآخرِ.
لقد كَانوا فى طريقهم لصْعود جبل الزيتون. على جانبِ كان يوجد فيه حديقةِ بها منصة للتعليمِ ومقاعدِ من الحجارة. كان الكهنة مُعتادين على المجئ هُنَا ليستريحوا في المساء بعد عمل النهار الطويل. جلس السيد المسيح على المنصة وسَألَه بعض التلاميذ متى سيحدث دمارِ الهيكلِ. حينئذ روي السيد المسيح الشرورَ التي ستقعَ على المدينةِ، ونهي كلماتِه بقول " لكن من سَيُواظبُ حتى النهاية، سيخلّص."
مكث السيد المسيح رُبع سّاعة في هذا المكانِ. بدا الهيكل مِنْ هذا الموضع جميل بما يفوق الوصف. كان مُتَألّقَ بغاية التَوهج تحت أشعةِ الشمس المُشرقة حتي إن المرء يستطيع بالكاد أَنْ يًثبّتَ عينَيه عليه. الجدران كَانتْ فسيفسائية وبَُنيتْ مِنْ حجارِة مُتألّقةِ جميلةِ، حمراء وصفراء. هيكل سُليمان كَانَ بداخله ذهبُ كثير، لكن هذه كانت حجارِة مُتلألأة. غضب الفريسيين كثيراً مما قاله السيد المسيح. دعوا لاجتماع في المساء للجواسيسِ المُرسَلينِ لمُرَاقَبَته. قالوا، إن لم يأْتي يهوذا لهم ثانيةً، فأنَّهُمْ لَن يَعْرُفوا كَيفَ سيَمْضونَ في مؤامرتهم. يهوذا لم يسَبَقَ أَنْ كَانَ مَعهم منذ ذلك المساء. مبكراً فى اليوم التالي عادَ السيد المسيح إلى مكانِ الاستراحة على جبلِ الزيتون، وتَكلّمَ عن خرابِ أورشليم مرة آخري، شبهه بشجرة التين التي كَانَت قائمة هناك.
قالَ بأنّه قَدْ تعرض للخيانة، ولو أنّه لم يذكر أسم الخائن حتي الآن، وقدم فحسب عرضَ لخاْئنَه. أراد الفريسيين رُؤية الخائنِ ثانيةً، لَكنَّ السيد المسيح أرادَ أَنْ يتغير، أن يتَوْبَ، وأَنْ لا يَيْأسَ. قالَ السيد المسيح كُلّ هذا بأسلوب غير مُباشر، بتعبيرات عامّة، سمعها يهوذا بابتسامة. نَصحَ السيد المسيح التلاميذ أَنْ لا يَفْسحوا المجال لمخاوفِهم الطبيعيةِ بسبب ما قالَه لهم، بأنَّهم جميعاً سيتَّشتتون؛ بأنهم لا يَجِبُ أَنْ لا يَنْسوا قريبهم ويَجِبُ أَلا يَسْمحوا بكتمان مشاعرِ الآخرين، أو لإسْكات الآخرِين؛ وهنا استفاد بتشبيه‏ العباءة. بصفة عامة وبّخَ البعض مِنْهم للتذمّر على ما فعلته المجدلية.
مِن المحتمل‏ إن السيد المسيح قال هذا فيما يتعلق بخطوةِ يهوذا الأولى المؤكّدة نحو خيانتِه، التي كَانتْ قَدْ اُتخِذتْ مباشرةً بعد تصرّفِها هذا، كتحذير لطيف له للمستقبلِ، لكونه سيَقُومُ بخيانته بعد أن تمسحه المجدلية للمرة الأخيرة. ذلك آن صدمة بَعْض الآخرين من تصرف المجدلية المسرف الذي ينم عن الحبِّ نَشأَ عن قسوتِهم الخاطئةِ وبخلِهم. لقد اعتبروا تصرفها هذا كنوع من الرفاهية تَجاوز ما يحدث فى الأعيادِ الدنيويةِ، بينما غْفلُوا عن حقيقة أنّ مثل هذه التصرّفِ أدّى لقدوس القديسين كَان يستحقّ أعظم مديحِ.
أخبرَهم السيد المسيح، علاوة على ذلك، بأنّهَ سيُعلّمُ مرّتين فقط علناً. ثمّ أشارُ إلى نهايةِ العالمِ وخرابِ أورشليم, أعطاَهم العلامات التي يَجِبُ أَنْ يَعْرفوا منها أنّ ساعةَ رحيله قد قُرْبت. لقد قال بأنه سَيَكُونُ هناك نزاع فيما بينهم عن من الذي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأعظمَ، وتلك سَتكُونُ علامة عن أنه علو وشك تَرْكهم. بَيّنَ لهم أيضاً بأنَّ أحدهم سينكره، وأخبرَهم بأنّه قالَ لهم كُلّ هذه الأشياءِ كي يَكُونونَ متواضعينَ ويَنتبهوا لأنفسهم.
لقد تَكلّمَ بحبِّ وصبرِ فائقِ. حوالي وقت الظّهر علّمَ السيد المسيح في الهيكلِ، موضوعه كان عن العذارى العشْرة، المواهب التى ائتمنهم عليهم، وهاجمَ ثانيةً الفريسيين بشدة. لقد كرّرَ كلامَ مقتل الأنبياء، ووبّخ الفريسيين عدّة مرات بسبب نواياهم الشرّيرةِ. بعد ذلك أخبرَ التلاميذ والرسل أنه حتى لو لم يَعُدْ هناك أملَ فى التحسنِ، فكلمات التحذير لا يَجِبُ أنْ تُحْجَبَ. عندما تَركَ السيد المسيح الهيكل, عدد عظيم مِنْ الوثنيين مِنْ الأجزاءِ النائيةِ اقتربوا مِنْه.
أنهم لم يسمعوا حقاً تعاليمه في الهيكلِ، لكونهم لا يتَجرّؤوا أن يدخلوا ذلك المكان؛ لكن من خلال رؤية معجزاتِه ودخوله المنتصر فى أحدِ السعف، وكُلّ العجائب الأخرى التي سَمعوا عنها، أرادوا أَنْ يتحولوا. كان بينهم بَعْض اليونانيين. أرشدَهم السيد المسيح إلى التلاميذ، قليلين من أَخذَهم مَعه إلى جبلِ الزيتونِ حيث قضوا الليلة في حانة عامّة يأوي إليها الغرباءِ فقط. فى الصباح التالي، عندما جاء بقيّة التلاميذ والرسل، أوصاهم السيد المسيح بعديد مِنْ النقاطِ. قالَ بأنَّه سيَكُونُ مَعهم في وجبتين، وبأنَّه يَشتاقُ ليَحتفلُ مَعهم بوليمةِ الحب الأخيرةِ التي سيمنحهم فيها كلّ ما يمكن للبشرية أن تناله.
بعد بأنّه ذَهبَ مَعهم إلى الهيكلِ، حيث أشارَ إلى عودتِه إلى أبّيه وقالَ بأنّه إرادةَ الأبَ، لكني لم أفهم هذه العبارةِ الأخيرةِ. لقد دَعا نفسه فى عبارات واضحة خلاص البشريةِ، قالَ بأِنَّهُ من سيَضعَ حدّاً لسلطة الخطيةِ على الجنس البشري، ووضّحَ لِماذا لم تُفتدي الملائكةَ السَاقِطةَ، مثل الإنسانِ.
تناوب الفريسيين عملية التجسس, اثنان اثنان.
قال السيد المسيح بأنّه جاءَ ليضْع حدّاً لسيطرةَ الخطيةِ على الإنسانِ. الخطيئة بَدأتْ في بستان، وفي بستان يَجِبُ أَنْ تَنتهي، لأنه في بستان سيقبض عليه أعدائه. وبّخَ سامعيه بحقيقةِ أنهم أرادوا قَتْله بعد أقامة لعازر، وقالَ بأنّه أبعدَ نفسه، كي تتم كُلّ الأشياء. لقد قسّمَ رحلته إلى ثلاثة أقسام، لَكنِّي لَم أعد أَتذكّرَ إن كَانَت أسبوعان أو ثلاثة أو أربعة، أَو خمسة، أَو ستّة أسابيعِ.
أخبرَهم أيضاً كَيفَ سيُعاملونَه ويَقْتلونَه مَع القتلةِ، ومع ذلك لَنْ يُرضوا، بأنهم لَنْ يَكُونوا قادرون على إحْداث أيّ شيءِ ضدّه بعد موتِه. أشار مرةً أخرى للمَقْتُولينِ الذين سيقومون ثانيةً؛ نعم، حتي أنه حدد البقعةَ التي ستحدث فيها قيامتهم. أما بالنسبة إلى الفريسيين، فأنهم سيواصلون في خوفِ وحزنُ رؤية نواياهم ضدّه تُحبط.
تَكلّمَ السيد المسيح بطريقة مماثلة عن حواء، التي جاءت الخطية من خلالها إلى الأرضِ؛ لهذا كَانَ علي المرأةِ أن تعاني وبأنّها لا تَجرّؤ تَدْخلَ إلى القدّسِ. لَكنَّه أيضاً من خلال امرأة جاء الشفاء من الخطيةِ إلى العالمِ، ولذلك فهي تحررتْ من العبوديةِ، ولو لَيس مِنْ التبعيةِ. نهض السيد المسيح فى أحد أركان الحانةِ التى بأسفل جبلِ الزيتون بجانب مصباح مُضاءَ، وأدي صلوات السّبتَ.

  رد مع اقتباس