عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل الرابع

تعاليم في بيت لعازر.

قَضى السيد المسيح كلّ هذا اليومِ مع لعازر مَع النساء القديسات والتلاميذ الإثني عشرَ. وفي الصباحِ علّم النساء القديسات في حانةِ الرسل. نحو السّاعة الثّالثة بعد الظهر, تم إعداد وجبة عظيمة في صالةِ الطعام التي بالبدروم. خَدمتْ النساء فى إعداد المائدة، ثم عدن بعدئذ إلى الشُقَّةِ للاستِماع إلى التعليمَ. أخبرهم السيد المسيح أثنائه أنَّهم لن يَكُونوا معاً الآن أكثر، أنهم لن يَأْكلوا ثانيةً عند لعازر، ولن يَفعْلوا ذلك مرةً أخرى عند سمعان، لكن فى تلك المناسبة الأخيرة لا يجب ألا يضطربوا كما هم الآن. دَعاهم جميعاً أن يَكُونوا أحرارَ جداً مَعه، وأن يسُألونه عن كل ما يريدوا معْرِفته.

بسماع هذا، بَدئوا بسُؤاله أسئلةِ عديدةِ، خاصةً توما، الذي لديه شكوكِ كثيرة. يوحنا أيضاً، سأل كثيراً، لكن بهدوء وبلطف. بعد الطعام، بينما كان السيد المسيح يَتكلّمُ عن اقتراب الوقتِ عندما سيُخان أبن الإنسانِ، تَقدّمَ بطرس بِلَهْفة وسَألَ لماذا يتَكلّمَ دائماً كما لو أنَّهم سيَخُونونَه. الآن، مع إِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُصدّقَ بأنّ أحد الآخرين (التلاميذ) قَدْ يخطئ بشيء كهذا، ومع هذا فإِنَّهُ سيُوضّحُ بإن الإثنى عشرَ لن يَخُونَونه! تَكلّمَ بطرس بجرأة، كما لو أنَّ كرامته قَدْ هوجمَت.
أجابَ السيد المسيح بدفءِ أكثرِ من أي مرة شاهدته فيها، حتى أكثر عندما قالَ لبطرس " كن خلفي يا شيطان!" لقد قالَ أنه بدون نعمتِه، بدون صلاةِ، فهم جميعاً سيتبددون، قال بأنَّ ستأتي ساعة عندما سيتركونه جميعاً. أنه هناك واحد فقط بينهم غير متذبذب، ورغم هذا فأنه سيَهْربُ، مع أنه سيَعُودُ ثانيةً. قصد السيد المسيح يوحنا بهذه الكلماتِ، الذي هرب عند لحظة القبض على السيد المسيح، تاركاً عباءته. أضطرب الجميع جداً، ما عدا يهوذا, الذي كان يبتسم بهدوء ويستنشق الهواء بينما كان السيد المسيح يَتكلّمُ.
عندما سَألوا السيد المسيح عن الملكوت المُزمع أَنْ تَجيءَ إليهم، أجابته كَانَت تفوق الوصف. لقد أخبرَهم بأنَّه سيحل عليهم روح آخر وفي ذلك الوقت فقط سيَفْهمونَ كُلّ الأمور. أنه لا بُدَّ أنْ يَذْهبَ إلى الأبِّ ويُرسلُ لهم الروحَ الذي ينبثق مِنْ الأبِّ ومنه.
إني أَتذكّرُ قوله هذا بوضوح. لقد قالَ شيءَ آخر، لَكنِّي لا أَستطيعُ أن أردده بوضوح. أنه كَانَ عن هذا التأثيرِ، بأنّه قد جاء فى الجسد لكي يَفتدي الإنسانَ، بأه هناك شئ مادّي يؤثر عليهم، بأن الجسد يَعْملُ بطريقةٍ جسدية، ولهذا السببِ هم لا يَستطيعونَ أَنْ يَفْهمونه. لَكنَّه عندما سيُرسلُ الروحَ، الذي سيفْتحُ أذهانهم, ثمّ تَكلّمَ عن الأوقاتِ المُتعبةِ العتيدة أن تَجئ، عندما سيعاني الجميع كامرأة تتألم آلامِ الولادةِ، آلام خلق جمالِ الروحِ البشريةِ لشبهِ الله وأظهرَ كَمْ هو مجيد الشيء الذي عليه أَنْ يُخلّصَ النفس ويَقُودُه لوطنه, إلى السماءِ.
لقد ذكّرَهم كَمْ مرّة أساؤوا فهمه، وعن صبره عليهم؛ بطريقة مشابهة يَجِبُ أَنَّ يتعاملوا مَع الخطاة بعد رحيلِه. عندما نبّهَه بطرس بأنّه كَانَ أحياناً ممتلئ بالتوهج والحماسِ، وضّحَ السيد المسيح الاختلاف بين الحماسِ الحقيقيِ والحماس الكاذب.
دام هذا التعليمِ حتى وقتٍ متأخرٍ من الليلِ، عندما جاءَ نيقوديموس مع أحد أبناءِ سمعان سراً إلى السيد المسيح. كان ذلك فى منتصف الليلة السابقة قَبْلَ أَنْ يخلدوا للراحة. أخبرهم السيد المسيح أن يناموا الآن بسلام، لأنه سيحين قريباً وقت القَلِق والاضطراب، حيث سَيَكُونوا بلا نومِ؛ وسيتبع هذا وقتِ آخرِ عندما سينامون في وسطِ الاضطهاد والحجارة تحت رؤوسِهم كما نام يعقوب أسفل السلّمِ الذي يصلَ إلى السماءِ. عندما أنهىَ السيد المسيح حديثه، هتف الجميع " يا رب، كَمْ هي قصيرة تلك الوجبةِ! كَمْ هو قصيرا هذا المساء! "
  رد مع اقتباس