عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 11 - 2012, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


الفصل الثالث

المجدلية تُعيدُ تطييب السيد المسيح.

عاد السيد المسيح مَع الرسلِ إلى بيت عنيا. بينما كَانَ يُعلّمُ في الهيكلِ، أُمِروا اليهود بإبْقاء منازلِهم مُغَلقة، ومُنِعوا من تَقديم أي شراب سواء له أَو لتلاميذه, عندما وُصُلوا بيت عانيا، ذَهبوا إلى حانة عامةِ ملك سمعان، الذي كان مصاب بداء الجذام وشفى، حيث كانت تنتظرهم وجبة.
لاقت المجدلية، التى كانت مُشفقة علي يسوع بسبب أعمالِه المُرهِقة، عند الباب. كَانتْ ترتدي عباءة وزنَّار، شَعرها المُتَدفِّق مختفي بطرحة سوداء. ألقتْ نفسها عند قدميه وأزالت بشَعرِها منهم التراب، كمن يُنظّفُ أحذيةَ الآخرين. لقد فعَلتْ ذلك علانية أمام الجميع، وكان كثيرين مصدومين من سلوكِها. بَعْدَ أَنْ أعدَّ السيد المسيح والرسل أنفسهم للصلاة، وذلك بارتداء الملابسِ والاصطفاف أسفل المصباحِ، بعد ذلك جلسوا علي المنضدةِ ليأكلوا.
قرب النهايةِ، ظهرت المجدلية مرة أخري مغلوبة بمحبتها وامتنانها وندمها وقلقها. ذَهبتْ خلف أريكةَ الرب وكَسرَت قارورة طيب كثيرة الثمنِ عند رأسهِ وسَكبتْ البعض مِنْها على قدمِيه، ومسحتهما مرة أخري بشَعرِها. بعد أن فعلت ذلك، غادرتْ صالةَ الطعام. تضايق بعض الحاضرِين، خاصةً يهوذا، الذي أثارَ متي وتوما ويوحنا مرقص إلى الاستياء. لكن السيد المسيح بررها، بسبب الحبِّ الذي أبدته. لقد دَهنتْه دوما بهذه الطريقة. لقد ذُكرت عديد مِنْ الحقائقِ في الإنجيلِ مرة واحدة وكانت قد حَدثتْ كثيراً.
تبع الوجبة الصلاةِ، بعد ذلك أنفصل الرسل والرسل. أسرع يهوذا وهو مُتكدر للغاية عائداً إلى أورشليم تلك الليلِة. لقد رَأيتُه مُندفعَ من قبل الحسدِ والجشعِ، يَرْكضُ في الظلامِ على الجبلِ الزيتون، وبَدا كما لو أنَّ وهج شرّير يُحيط به، كما لو أنَّ الشيطان يُنيرُ خطواتَه. أسرعَ إلى منزلِ قيافا، وتَكلّمَ بضع كلمات عند الباب. هو لا يَستطيعُ أَنْ يَبْقى طويلاً في موضع واحد. ركض من هناك إلى منزلِ يوحنا مرقص. كان التلاميذ مُعتادين لإقامة هناك، لهذا زعم يهوذا أنّه جاءَ مِنْ بيت عنيا لذلك الغرضِ. هذه كَانتْ الخطوةَ المؤكّدةَ الأولى في خيانته.
في الصباحِ التاليِ، بينما كان السيد المسيح ذاهباً مِنْ بيت عنيا إلى أورشليم مع بعض تلاميذه، وَجدوا شجرةَ التين التي كان السيد المسيح قد لَعنَها قد ذَبلتْ بالكامل، وتَعجّبَ التلاميذ من ذلك. رَأيتُ يوحنا وبطرس يُتوقفان على قارعةِ الطريق قُرْب الشجرةِ. عندما أبدي بطرس دهشته، قال لهم السيد المسيح "إن آمنتم، ستفعلان أشياءَ أكثر عجباً. نعم، بكلمتكم الجبالِ سَتَلقي بنفسها إلى البحرِ." وواصلَ تعليمَه على هذا الهدفِ، وقالَ شيء حول مغزى شجرةِ التين.
تجمّع حشد عظيم مِنْ الغرباءِ في أورشليم، وفي كل من الصباح والمساء كان الوَعْظ والخدمة مستمران في الهيكلِ. علّم السيد المسيح في الفاصلِ. وَقفَ بينما كان يَعِظُ، لكن إن أراد أي أحد تَوجيه سؤالاً إليه، كان يجَلسَ بينما يقف المُستجوبَ.
خلال حديثِه اليوم، صعّد بَعْض الكهنةِ والكتّبِة إليه واستفسروا بأي حقِّ يفَعلَ ما يفعله. أجاب السيد المسيح " سَأَسْألُك أنا أيضاً شيءَ؛ وعندما تُجيبُونني، سَأُخبرُك بأي سلطةِ أفعْلُ هذه الأمور." ثمّ سَألَهم بأي سلطةِ كان يوحنا يُعمّدَ، وعندما لم يُجيبوه، أجابَ ولا هو سيُخبرُهم مِن قِبل أي سلطةِ قد تَصرّفَ.
في تعليمِه فى العصرِ، قدّمَ السيد المسيح مثل صاحب الكرمةَ، أيضاً مثل حجرِ الزاوية الذي رَُفضَ مِن قِبل البنائين. ثم فسّرَ بأنّ صاحب الكرمةِ المَقْتُول يرَمز إلى نفسه، والقتلة هم الفريسيين. بذكر ذلك غضَب الفريسيين جداً حتي أنهم رغبوا بقوة ألقاء القبض عليه في ذلك الزمان والمكان لَكنَّهم لم يتَجرّؤوا، عندما رَأوا كَمْ أن كُلّ الشعب مُتَعلّقَ به. فقرّروا أن يضْعوا خمسة مِنْ أتباعِهم السرّيينِ، الذين كَانوا أقرباءَ بعض الرسل ليتَجَسُّسوا عليه، وأوصوهم أن يُحَاوَلَوا الإيقاع به بالأسئلةِ المُغّرضة. هؤلاء الرجالِ الخمسة كَان البعض مِنْهم أتباعِ الفريسيين والآخرين خدام لهيرودس.
بينما كان السيد المسيح عائداً نحو المساء إلى بيت عنيا، أقترب منه بعض الأناس الطيبون فى الطريقِ وقدّمَوا له شيءَ يشربه.
قضي يسوع الليلَ في حانةِ الرسل قُرْب بيت عنيا. فى اليوم التالي علّم السيد المسيح لثلاث ساعاتِ في الهيكلِ على مثلِ وليمةِ العرس الملوكي، كان جواسيس الفريسيين حاضرون. رَجعَ السيد المسيح مبكراً إلى بيت عنيا، حيث علّمَ ثانيةً.
بينما كان يصَعدَ للمنصة فى اليوم التالي في القاعةِ الهيكل الدائريةِ، بينما وقف الرجال الخمسة المُعَيّنين مِن قِبل الفريسيين فى الممرِ الذي بين البابِ والمنصة، المكان كان ملئ بالجمهورِ، وسَألَوه إن كان يَجِبُ أَنْ يَدْفعوا الجزيةَ إلى قيصرِ أم لا.
أجاب السيد المسيح بأن يُروه عملة الجزيةِ؛ عند ذلك سحب أحدهم مِنْ جيبِه عملة معدنيةِ صفراءِ بها صورةِ الإمبراطورِ. حينئذ قال لهم السيد المسيح بأنّه يَجِبُ أَنْ يُعيدوا إلى قيصرِ الأشياءَ التي تخص قيصرَ.
تكلّم السيد المسيح بَعْدَ ذلك عن ملكوت السماء، الذي شبّهَ إلى إنسان زَرعَ نباتا لم يتَوقّفْ عن النَمُو ونشر أغصانه. لن يكون لليهود مرة آخري؛ لكن أولئك اليهود الذي سَيؤمنون سيُحرزونَ ملكوت السماء. ذلك الملكوت سيَذْهبُ إلى الوثنيين، وأنه سيأتي وقت عندما سَيَكُونُ في كُلّ الشرقِ ظلمةً، لكن في الغربِ، سيكون نهار كامل. أخبرَهم أيضاً بأنّهم يَجِبُ أَنْ يَعْملوا أعمالَهم الجيدةَ في الخفاء، كما فعل هو نفسه، وبأنَّه سينال مكافأتَه في الظهرِ.
في وقت لاحق من ذلك اليوم، جاء سبعة من الصديقيون إلى السيد المسيح وسألوه عن أقامة المَوتى. قدّموا شيئا بخصوص حول امرأة كَانَ لها عدة أزواجُ. أجابَ السيد المسيح بأنَّ بعد القيامة لن يكون هناك جنس أَو زَواج، وأن الرب إله أحياء ولَيسَ إله أموات. رَأيتُ بأنّ سامعيه اندهشوا من تعاليمه.
غادرَ الفريسيين مقاعدُهم وتَشاورَوا معاً. أحدهم يُسمّى ماناسيس وكان له مكتباً في الهيكلِ، سَألَ السيد المسيح باعتدال أي الوصايا أعظمَ. أجابَ السيد المسيح على السؤالِ، عند ذلك شَكرَه ماناسيس بمودة. حينئذ أجاب السيد المسيح بأنّ ملكوت السماء ليس بعيداً عنه، وأنهىَ ماناسيس حديثَه ببعض الكلمات عن المسيح (المسيا) وداود. صُعِقَ الجميع؛ لم يكَنَ عِنْدَهُمْ شيء ليجيبوا به. عندما غادرَ السيد المسيح الهيكل, سَألَه التلاميذ " ماذا تعْني الكلماتَ التي قلتها لماناسيس بأنك لَسَت بعيدَاً عنْ ملكوت السماء؟ "أجابَ الرب بأنَّ ماناسيس سيُؤمنُ به وسيَتْبعُه، لكنهم يَجِبُ أَنْ يظلوا صامتينَ بشأن هذا الموضوع. مِنْ تلك ساعةِ لم يكن لماناسيس أي دورِ ضدّ السيد المسيح.
بل عاشَ في خلوة حتى صعود السيد المسيحِ، عندما أظهرَ نفسه لَهُ وانضمَّ للتلاميذ. لقد كَانَ بين الأربعون والخمسون من العمر.
فى ذلك المساء ذهب السيد المسيح إلى بيت عنيا، أَكلَ مَع الرسلِ عند لعازر, ثمّ زارَ الحانةَ حيث تجمعت النساء، علّمَهم حتى لما بعد المساءِ، وآووا في حانةِ التوابعَ.
بينما كان السيد المسيح يُعلّمُ في أورشليم، رَأيتُ النساء القديسات يصلّوا كثيراً معا في التعريشةِ التى كانت المجدلية تَجْلسُ عندما دعْتها مارثا لترحب بالسيد المسيح قبل أقامة لعازر.
لقد أتبعوا نظاماً عِندَ الصَّلاةِ؛ أحياناً يقفوا معاً، أحياناً يسَجدَون، أَو يجَلسون على حِدة.
في اليوم التالي علّم السيد المسيح حوالي ستّ ساعاتِ في الهيكلِ. سأله التلاميذ بكونهم كانوا معجبون بتعاليمِه فى اليومِ السَابِقِ، ماذا يقُصِدَ بقوله " ملكوتك جاء إلينا! " قدم لهم السيد المسيح تفسيرا طويلا، وأضافَ بأنّه هو والأبَّ واحد، وبأنّه ذاهِباً إلى الأبِّ. حينئذ سَألوا، إن كان هو والأبِّ واحد، فلماذا يكون ضروريا لَهُ أن يذِهب إلى الأبَّ.
بناء على ذلك تَكلّمَ معهم عن مهمّتِه، قائلا بأنَّه لابد أن يَنسحبُ مِنْ البشر، مِنْ الجسد، وبأن الذي أنفصل مِنْ طبيعته الساقطة، ليذهب من خلاله إليه، يذَهبَ في نفس الوقت إلى الأبِّ. كلمات السيد المسيح في هذا الموضوع كَانتْ مُؤَثِّرة جداً حتي أن التلاميذ, لكونهم مفتونين بفرحِ وصاروا خارج أنفسهم، نَهضَوا وهَتفَوا: " يا رب، نحن سَنَنْشرُ ملكوتك حتى نهاية العالمِ! "بيد أنّ السيد المسيح أجابَ: "مَنْ يَتكلّمُ بتلك الطريقةِ لا يُحقّقُ شيءَ." عند ذلك أصبح التلاميذ حزانى. قالَ السيد المسيح ثانيةً: " لا يَجِبُ أنْ تَقُولَوا لقد أخرجنا الشياطينَ باسمِك، لقد فعلنا هذا وذاك باسمِك، ولا يَجِبُ أَنْ تفعلوا أعمالُكم الحسنة علناً." وبعد ذلك أخبرَهم بأنّه عندما تركهم آخر مَرّة، عَملَ عديد مِنْ الأشياءِ في الخفاء، بل عليهم بالأحرى في نفس الوقت بأنّه يَجِبُ أَنْ يَذْهبَ إلى مدينتِه (الناصرة) رغم أن اليهود، بسبب أقامة لعازر، يريدون قَتْله! لكن كيف تتم حينئذ كُلّ الأشياء؟ حينئذ سَأله التلاميذ كَيْفَ سيصبح ملكوتَه معروفاً إن كان لا بُدَّ أنْ يَبقوا كُلّ الأشياءِ سراً. لكني لا أَتذكّرُ إجابة السيد المسيح لهم. لقد اكتئبوا تماماً مرة آخري. قُبَيلَ الظهرِ، تَركَ الرسل الهيكلَ، لكن السيد المسيح والتلاميذ بَقوا.
عاد البعض مباشرة بشراب منعش للسيد المسيح. بعد منتصفِ النهار، أحتشد الكتّبة والفريسيين بأعدادِ عظيمة حول السيد المسيح حتى أن التلاميذ دُفِعوا بعيدا عنه. لقد تَكلّمَ بقسوة جداً ضدّ الفريسيين، وسَمعتُه مرة يَقُولُ خلال هذه العظة الصارمةِ: "أنكم لنْ تَلقي القبض عليّ الآن، لأن ساعتَي لَمْ تَحين بعد.
  رد مع اقتباس